"عبير".. تذكر هذا الاسم جيداً لأنه وبلا شك سيكون بطلاً لتظاهرات الجمعة المقبلة التى ينظمها المأجورون المحسوبون على السلف، ليهددوا الكنيسة ورأسها، ويناشدوا المجلس العسكرى وقادته، ويطالبوا كعادتهم بإقالة كل من مفتى الجمهورية وشيخ الأزهر، ويتهمونهما بالتواطؤ مع الكنيسة، فى إخفاء بنات المسلمين وحبسهن قسراً.
كان واضحاً منذ ظهر السبت، بعد إعلان ظهور كاميليا على قناة مسيحية، أن المرآة الأكثر جدلاً منذ الشهور الأخيرة فى حكم مبارك أصبحت "كارت محروق" فى يد المحسوبين على السلفيين، وكان لابد من استبدالها بورقة ضغط جديدة فادعوا احتجاز كنيسة مارى مينا فى إمبابة لـ"عبير"، زاعمين أنها أسلمت منذ ما يقرب من 4 سنوات.
الآن فقط كلانا يرى الأمور بغير لبس، والآن فقط بإمكاننا الفرز فيما بيننا جيداً ومعرفة من يريد بناء عهد جديد، ومن يريد الدخول بهذا البلد نفقاً مظلماً، الآن فقط كلانا يجب أن يطرح التساؤلات دون خجل، أين كان من يدعون زوراً انتماءهم للسلفيين فى ثورة 25 يناير، ومجازر جمعة الغضب وموقعة الجمل وغيرها؟ أين كانت القوى السياسية بمختلف أطيافها من جماعة الإخوان المسلمين واليسار والأحزاب طيلة 30 عاماً من القمع، كان السلفيون خلالها يلوون عنق الشريعة ويتبنون أسوأ تفسيرات لقوله تعالى "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم".
كلانا يجب أن يسأل بدون حرج، أين كان من يدعون زورا انتماءهم للسلف من غزة والقدس، فى الوقت الذى تتوالى فيه المظاهرات كل جمعة لحشد مزيد من الزخم الشعبى للانتفاضة الفلسطينية الثالثة 15 يوليو؟، فيما انشغلوا هم بالمطالبة بإقالة شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية، أو المطالبة بظهور كاميليا شحاتة.. هل الأقصى أهم عندنا كعرب ومسلمين أم كامليا؟ وهل نصرة أهلنا فى القطاع أولى أم الدفاع عن فرضية النقاب؟
كلانا يجب أن يسأل أين كانوا من أسامة بن لادن حين ترك ملياراته وحياة رآها ـ وفق منهجه الذى نختلف معه ـ زيفاً وزوراً، واعتلى جبال "تورا بورا" وامتشق "الكلاشنكوف" وحارب الاحتلال فى بلاد المسلمين، ليخرجوا بعد مقتله فى مشهد كاريكاتورى يسمونه شهيداً ويتوعدون أوباما وأمريكا بالويل والوعيد، ويخلطون الأوراق عمداً بين كاميليا وبن لادن والنقاب، فكل هؤلاء يؤدون إلى الفوضى وهذا مقصدهم.
الآن فقط يجب أن نعيد فرز أنفسنا وملفاتنا وقضايانا.. فحينما تكون المظاهرات المطالبة بطرد السفير الإسرائيلى، أو تلك التى تؤيد الانتفاضة الفلسطينية الثالثة لا تتجاوز 300 شخص، فيما يتجاوز عدد المطالبين بإقالة المفتى د.على جمعة، وشيخ الأزهر د.أحمد الطيب بسبب النقاب الآلاف، فإننا أمام حقيقتين لا ثالث لهما، إما أننا أمة بلا وعى، أو بيننا كثير من المأجورين.. فهل نواجههم؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة