غادة عبود

هتختاروا مستقبل مصر ولا وهم عبير

الإثنين، 09 مايو 2011 07:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المثير للأسى والغضب فى نفس الوقت، أن مساء السبت الماضى اجتمعت طوائف مختلفة من المجتمع المصرى من ميت عقبة للمعادى، مروراً بالمهندسين والدقى، مسلمين ومسيحيين، بنات لابسة فساتين، وغيرهن محجبات، شباب وكبار، ارتأوا من خلال الحملة الرئاسية للبرادعى فرصة لبناء "مصر أحسن"!

أكيد ماكانش يخطر على بال أى حد من هذه الشريحة البسيطة من المتحمسين "لمصر أحسن" سواء كان البرادعى أو غيره فى الصورة، أن بعد ساعات قليلة ستقوم جماعة تستغل اسم الدين، ليتسببوا فى مأساة ستجعل الكثير منّا غصبن عنه يسأل فى خوف و قلق "هى مصر هتبقى أحسن فعلاً إزاي؟"

أعضاء الحملة التطوعية للبرادعى كانوا بيتكلموا عن دعوة للتعايش مع جميع فئات المجتمع المصرى بتياراته الدينية و الفكرية المختلفة. و لكن بعد أحداث إمبابة، الواحد لازم يسأل نفسه إزاى هتعايش مع تيار يهدم و يروّع و يرهب ويقتل باسم الدين؟ يعنى يلقى بعباءة مقدّسة على جرائمه ليبررها!! إزاى؟

"مئات من السلفيين يحتشدون أمام كنيسة مارمينا" و بقية العناوين و أرقام القتلى و المصابين انتوا أكيد قريتوها زيى على موقع اليوم السابع!! لماذا اتحفظ على كلمة "سلفيين"؟ عارفين ليه؟ لأنى درست الدين من أول ابتدائى لغاية ثانوية عامة!! درست فقه، توحيد، تفسير، تجويد، تلاوة، كما درست التاريخ الإسلامى من بداية الدعوة إلى التاريخ الحديث. و أقسم بالله أنه لم يأت خلال سنين دراستى لهذه المواد أى تشريع لمحاصرة الكنائس أو الإعتداء بالكلام أو الفعل على أهل الكتاب أو غير المسلمين. بل بالعكس، تعلّمت أن الإسلام دين سمح و أن خير الدعوة للإسلام إنما تكون عبر خُلُق المسلم فى التعامل مع غيره.

مرجعيّة تعليمى الدينية كانت فى المدارس السعودية على نهج سنة الرسول صلى الله عليه وسلم و صحابته من السلف الصالح. أين الصلاح؟ و أين خُلُق السلف الصالح؟ هؤلاء لا يشبهون السلف فى علمٍ أو فعل. أنا ماتعلّمتش أقتل الناس ولا أكفرهم ولا أروّع ناس عزّل، ولا أحرق كنائس، وبعدين أهتف باسم الدين!!

هل من المعقول إن أخبار التجمهر و الإشتباكات تصل إلى الجريدة و تنشر على موقعها، بينما الأمن لا يعرف شيء عن ما يحدث؟ لو كانت الأخبار بتوصلّهم متأخرة ياريت حد يقولهم يدخلوا من موبايلاتهم على اليوم السابع!! ازاى أنا كقارئة أبقى عارفة أن هناك تجمهر و اشتباكات و الأمن مش عارف؟ أما لو كان عارف و بيتكاسل عن القيام بدوره بالحفاظ على الأمن قبل أن تقع هذه المأساة، فدى مصيبة أكبر!!!!

لن أقبل أى إهانة لذكائى بتصريحات اعتباطية ترمى باللوم على " أيادٍ خفية خارجية" هى التى تسببت فى وقوع أحداث فتنة إمبابة!!! محاولة رفع الأيادى و التنصل من المسؤولية بلعب دور الضحية المغرّر بها غير مقبول بتاتاً!!! لازم نقف بشجاعة لنواجه أنفسنا و نتحمل مسؤولية ما حدث!! الناس اللى كانوا فى إمبابة كلّهم مننا، محدش فيهم كان من اسرائيل!!! لازم كلنا نعترف إننا بنعانى من مشكلة طائفية عشان نعرف نحلّها قبل ما الحلم "بمصر أحسن" يضيع مننا. المفروض إننا نبقى مشغولين فى بناء البلد، مش بتفتيتها من الداخل.. أرجوكم ادركوا خطورة ما حدث.

يا مسلمى مصر و أئمتها، قليل من الإحتواء لمسيحييها أرجوكم. من بداية 2011 و أقباط مصر يمرون بحدث مؤلم تلو الآخر. من أول تفجير كنيسة القديسين، مروراً بأطفيح، و نهايةّ بإمبابة!! أكيد عندهم حالة من الشحن و الغضب. أكيد حاسين بألم لفقد ضحاياهم. أقل تعبير عن التضامن الإجتماعى و الوطنى أن نحتويهم. نقدم لهم يداً تبنى ما هُدم. نحاول نتفهم حالة الحزن و الفزع التى قد تكون اعترتهم بسبب ما حدث. لو بنتكلّم عن أغلبية مسلمة، يبقى واجب علينا نقف جنبهم، نواسيهم و نساعدهم. صدقونى إحنا فى أشد الحاجة لبعض فى هذه المرحلة الإنتقالية "للأمان" أرجوكم لا تجعلوها "للتدمير و الخراب." أرجوكم قليل من الإحتواء. عشان مصر لازم تبقى أحسن أرجوكم.

الخيار الأول و الأخير لكم إما مستقبل مصر أو خراب من وراء "وهم عبير" و أسماء أخرى. هتختاروا مين؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة