لن يختار المصريون رئيسا لأنه يرقص فى الأفراح أو يجلس على المقاهى ويلعب الطاولة، لن يفرطوا فى أصواتهم بالساهل لمرشح لمجرد أنه خطيب مفوه أو ملتح أو صاحب كرامات أو برلمانى مخيف.. المصريون أذكى من كل المرشحين المحتملين، ويعرفون كيف يختارون رئيسهم، لن تخدعهم الشعارات ولن تقنعهم الوجوه المتلونة ولن تجدى معهم الأقنعة المزيفة، المصريون أكلوا من الكلام المعسول الكثير، خمسون عاما ينتخبون بالشعارات ويجرون وراء محترفى الضحك على الذقون، لكنهم فاقوا وتعلموا وأدركوا أن مصر أكبر من كل هذا.
ثورة يناير التى صححت الأوضاع حررت معها العقول، وأكدت أن قرار المصرى فى يده وليس فى جيبه ولا بطنه ولا عينه، الاختيار سيكون مكانه العقل الذى يزن الأمور بقدر ما تستحق، لا يستجيب لمغازلات رخيصة ولا يرضخ لمساومات مذلة ومفضوحة، المصريون بعقولهم الراجحة يعلمون أن مصر الجديدة تحتاج رئيسا على قدر اسمها، لا يتكلم بقدر ما يفعل، لا يغرق فى إطلاق الوعود وإنما حريص أن يفى بما يتعهد، لا يرقص فى الأفراح وعلى الحبال وإنما يسعى لإسعاد المصريين بإنجازات حقيقية ملموسة على أرض الواقع تبدل أحوالهم وتحسن معيشتهم وتعوضهم سنوات الحرمات التى طالت وتقطعت لطولها حبال الصبر.
المصريون سيختارون رئيسا يمتلك رؤية، لديه حلول منطقية وفاعلة لمعضلات مصر ، يحسن التعامل مع أمراض البلاد المزمنة ، رئيس يدير ولا يدار ، يعرف كيف يختار من يتحملون معه المسئولية، يجيد انتقاء وزراءه ومساعديه، يتعامل مع أهل العلم والخبرة والكفاءة وليس أهل الثقة والقرابة، رئيس يبنى رصيده عند الشعب بالأفعال وليس بحلو الكلام أو اللعب بوتر الدين أو غزل البنات، رئيس يقدم نفسه قربانا لمصر ، رئيس يتعامل مع الواقع ، يجمع شتات الوطن الممزق ويوحد القوى السياسية ، يلملم شمل التيارات الوطنية والدينية على كلمة واحدة اسمها مصر ، رئيس يحترم الكنيسة كما يقدر المسجد لكن لا يخشى سطوة الرهبان ولا لعنة المشايخ، رئيس يخاطب العقول وليس البطون، رئيس يدرك حجم المخاطر التى تحيط ببلده و يصارع الزمن لإنقاذها وليس لجمع الثروات واكتناز المليارات فى البنوك الداخلية والخارجية، رئيس يقود التنمية كواحد وسط الصفوف وليس كزعيم معصوم وملهم، رئيس يبنى ولا يخرب، رئيس ليست له شلة ولا حظوة ولا من أصحاب الأغراض الشخصية ولا المخططات السرية، رئيس أجندته مفتوحة بعرض الوطن وطوله يناقشها الجميع بلا غضب ولا وجل ولا محظور ولا مرفوض ولا مفروض ، رئيس لا يهوى الانتقام ولا يجيد لعبة التصفيات الجسدية والمعنوية ،رئيس شجاع وليس موتور ولا متهور ، حريص وليس خائف ولا متردد ، رئيس يمتلك كاريزما الاحترام وليس شخصية الديكتاتور.
وظنى أنه من بين كل الحاضرين فى ساحة الترشيحات الرئاسية لم يظهر حتى الآن الرئيس الذى يختاره الشعب، لم يجذب واحد منهم الأنظار كى يضعه المواطن فى البرواز الفارغ على مقعد الرئيس، ربما من ينتظره الناس لم يعلن عن نفسه حتى الآن .. ربما مازال يفكر أو قرر الصمت حتى يرى الساحة أفضل.. وربما قرر ألا يقترب الآن حتى لا تحرقه نار الصراعات الدموية بين المتنافسين، لكن المهم لنا أن يظهر هذا الفتى المصرى حتى لا تسقط مصر فى يد من يضيع عليها أربع سنوات أخرى من عمرها.
عدد الردود 0
بواسطة:
رضا البيلى
تحيا جمهورية مصر العربية
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح غريب
عودة الابن الضال
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد ايوب
الرئيس القادم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري ومهموم
من هؤلاء؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى السيد
الحارس الأمين...
عمر سليمان , حارس مصر و حارس شرعيتها الدستورية
عدد الردود 0
بواسطة:
yasssmin
هو ذلك المنتظر