المؤكد أن من الثمار الرائعة لثورتنا الرائعة، استعادة الأزهر الشريف لمساره الصحيح الجدير به، إذ لا يختلف اثنان - مهما باعدت بينهما المواقف والأهواء والاتجاهات والانتماءات - على أن الأزهر مرّ خلال عشرات السنين الأخيرة بمراحل كانت تقوده للأسف من تراجع إلى تراجع، ومن ثم اهتزت العلاقة بينه وبين المثقفين، واهتزت مكانته السامية على الساحة الوطنية والعربية والإسلامية، عندما فقد استقلاليته وصار - بشكل أو بآخر - مجرد مؤسسة خاضعة للنظام السابق، تعمل وتتحرك وفق البوصلة التى تتحدد له، وكانت النتيجة المؤسفة، أننا رأينا كيف تعرض شيخ الأزهر السابق «فضيلة الإمام الشيخ محمد سيد طنطاوى» لانتقادات صارخة جارحة، ما كان من الممكن أن يتعرض لها شيوخ عظام مثل محمود شلتوت، وعبدالحليم محمود، وجاد الحق، ولعلنى أعترف أنه بالرغم من علاقتى الشخصية معه واحترامى لعلمه، فإننى لم أتعاطف معه فى تلك الأزمات، تأثرًا مما حدث لمكانة الأزهر، وعندما خلفه «العالم الدكتور أحمد الطيب» أخذ يتحسس طريقه للخروج بالأزهر من ذلك المنزلق.. إلى أن تحقق نجاح ثورتنا الشبابية الشعبية، وفتحت كل الأبواب للتحرر والاستقلال، فأسرع الإمام الأكبر إلى اتخاذ المواقف التى جسدت خطوات استعادة الأزهر الشريف لمساره ومكانته، وبلغت هذه المواقف ذروتها بالوثيقة التاريخية التى رحب بها كل مصرى، وكل عربى، وكل مسلم، هذه الوثيقة التى أصدرها الأزهر بعد توافق كوكبة من المثقفين بمختلف انتماءاتهم الفكرية، وعدد من كبار المفكرين بالأزهر، وقد دعت إلى تأييد مشروع استقلال الأزهر، باعتباره الجهة المختصة التى يُرجع إليها فى شؤون الإسلام، مع عودة هيئة كبار العلماء واختصاصها بترشيح شيخ الأزهر، وكان من الطبيعى أن تؤكد الوثيقة التاريخية على دعم تأسيس الدولة (المدنية) الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، انطلاقًا من الحقيقة الناصعة التى تقول إن الإسلام لا يعرف فى تشريعاته ولاحضارته ولا تاريخه ما يسمى بالدولة الكهنوتية (الدينية). هكذا وضعت الوثيقة الأزهرية التاريخية كل النقط فوق كل الحروف، وهكذا نقولها - بالفم المليان - أهلاً بالأزهر الجديد، أهلاً بأقدم جامعة فى التاريخ اهتمت بالعلوم الوضعية إلى جانب العلوم الشرعية، أهلاً بأكبر مركز إشعاع للأمة الإسلامية، مركز إشعاع ينفتح بعمق وتحضر وموضوعية على كل المذاهب الإسلامية.
أهلاً بالأزهر الجديد، أهلاً بالأزهر قلعة الوطنية والقومية والإسلامية.
بين «أشرف» و«أشرف»: الخبر والمغزى
الفنان الملتزم المحترم «أشرف عبدالغفور» فاز عن جدارة بمنصب نقيب المهن التمثيلية، تتويجًا لعطائه الفنى والنقابى والإنسانى. هذا هو الخبر الذى تلقفته ورحبت به الأوساط الفنية والإعلامية، وقد كان من الممكن أن يظل هذا الخبر محصورًا فى اختيار نقيب جديد، لكنه لفت الأنظار إلى «أشرف» الآخر، «أشرف زكى» الذى اختفى تقريبًا من الساحة التى شهدت تألقه وانتشاره، والمغزى هنا واضح تمامًا، ويدعونا كما يدعو أشرف «القديم» وأشرف «الجديد» إلى التأمل والتمعن، فيما تحمله الأيام للإنسان من عظة ودروس، فقد نجح «أشرف زكى» فى موقعه كنقيب «سابق»، أدار باجتهاد ومهارة عجلة «العلاقات الإنسانية»، كما نجح كرئيس للبيت الفنى، ووسط تألقه وتوهجه عرض عليه «أنس الفقى وزير الإعلام» منصب مساعد الوزير للإنتاج الدرامى، وسرعان ما رحب أشرف بذلك، وهيأ نفسه لدور جديد، قد يكون تمهيدًا لدور أكبر وأكبر، ولم يكن يدرى ما يخبئه له القدر، فلم تمض أيام حتى اندلعت ثورتنا المجيدة، وتصور أشرف أن الاستجابة لتوجيهات وزير الإعلام بالدفاع المستميت عن النظام السابق واجب عليه، وشرف يعتز به، فقاد بعض الفنانين فى حملة الهتاف والبكاء تعاطفًا مع مبارك، واستنكارًا لشعارات الثوار التى التف حولها الشعب كله، وهكذا انزلق «الفنان» «نقيب الممثلين» «رئيس البيت الفنى» «مساعد وزير الإعلام للإنتاج الدرامى» إلى هوة «الثورة المضادة»، والتقطته هو ومن معه «القائمة السوداء» للفنانين إياهم، واشتعلت ثورة الغضب ضده فى النقابة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى مسلم
الازهر هو قلعة الاسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس/مصطفى حسنى
فض الاشتباك
عدد الردود 0
بواسطة:
انا صاحب التعليق رقم 1
عجبى