حمدى الكنيسى

هل يقلب «العوَّا» كل الموازين؟!

الجمعة، 01 يوليو 2011 03:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمجرد أن ظهر «العوّا» سادت حالة من الخوف والترقب بين جموع المرشحين لرئاسة الجمهورية، وقال المراقبون إنه قلب الموازين، وأربك الحسابات، وكاد يجعل بعض المرشحين يدخلون الجحور مؤثرين الغنيمة بالإياب، «ويا عم بناقص رئاسة الجمهورية وأى رئاسة!!» فهل هذا هو ما شهدته فعلا الساحة الانتخابية بهذا الظهور المفاجئ «للعوَّا»؟ وأى الموازين قلبها ترشح الدكتور الفقيه القانونى الدكتور «محمد سليم العوا» لرئاسة الجمهورية؟ هل هى موازين الإسلاميين؟ أم موازين الليبراليين والعلمانيين؟! أم موازين المتابعين لما يحدث فى مصر فى دول لها حساباتها ومخططاتها؟!

> إننا لو ألقينا نظرة على ما أصاب أصوات الإسلاميين من حيرة وارتباك، فسوف تستوقفنا على الفور إجابات منتظرة عن أسئلة متوقعة، فنعلم مقدما أن احتمال قيام تحالف بين «الدكتور العوا» و«الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح» بحيث يخوضان الانتخابات معا كرئيس ونائب للرئيس احتمال ضعيف، وأضعف منه أن ينسحب أحدهما تاركا الساحة للآخر، وبنفس المنطق تقريبا ليس من المحتمل أن يدخل «الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل» أى تحالف مع هذا أو ذاك، وبالتالى احتمال انسحابه من المعركة غير وارد، ويؤكد هذه الرؤى والحقائق ما يتضح فى أقوال وتصريحات المناصرين لكل منهم، فمثلا أنصار «الدكتور أبوالفتوح» يقولون إنهم يضمنون له تأييد الكثيرين من الإخوان المسلمين (الرافضين لقرار الجماعة بمقاطعته)، كما يؤيده عدد ليس بالقليل من رجال الأعمال داخل وخارج مصر، إلى جانب ما يلقاه من تأييد بعض الليبراليين والعلمانيين الذين يقدرون تاريخه النضالى فى وجه «السادات» و«مبارك»، ثم أليس ما أعلنه «الدكتور يوسف القرضاوى» من مساندة واضحة له مؤشرا بالغ الأهمية على تزايد فرص الدكتور أبوالفتوح؟!

> أما «الشيخ حازم أبوإسماعيل» فهو من جانبه «يضع فى بطنه ألف بطيخة صيفى» اطمئنانا مطلقا على أصوات «السلفيين» الذين يحتشدون الآن حوله سعداء ومرحبين بموقفه الواضح الحاسم المتمثل فى تطبيق الشريعة بشكل كامل «ولتذهب اعتراضات العلمانيين والليبراليين لامؤاخذة إلى الجحيم!!».

> أما «الدكتور محمد سليم العوا» الذى أربك ظهوره الدكتور أبوالفتوح (بغض النظر عن أقوال أنصاره) كما أربك الشيخ حازم (بغض النظر عن تمسك السلفيين به) فقد فرض حسابات واعتبارات جديدة، وذلك لما لقيه نبأ ترشحه من اهتمام معظم القوى، حتى إنه قفز بعد ساعات من ترشحه ليحتل المركز الثانى بين أقوى المرشحين فى استطلاع الرأى الذى أجراه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ويحسب كثيرا «للدكتور العوّا» ما يناله علمه وفكره المستنير من احترام وتقدير، ويكفى أن ظهوره سحب على الفور بساط «حزب الوسط» من تحت الدكتور أبوالفتوح، حيث أعلن المتحدث الرسمى للحزب بصراحة أنهم نقلوا تأييدهم إلى «الدكتور العوا» وبالمناسبة- يا حضرات- ليس «حزب الوسط» (الإسلامى) وحده هو الذى يؤيد الدكتور «العوا» فهناك تيارات إسلامية راديكالية تقدر مواقف سابقة له معهم خاصة فى عمليات المصالحة مع الدولة، وبين قادتهم. من جهة أخرى لا يمكن تجاهل موقف عدد ليس بالقليل من الليبراليين والعلمانيين الذين كثيرا ما عبروا عن إعجابهم بفكره وعلمه.

> والسؤال المطروح الآن هو:

إذا كان ظهور «العوا» قد أربك صفوف الإسلاميين حتى الآن على الأقل، فإلى أى حد أربك صفوف المناصرين لبقية المرشحين أمثال الدكتور محمد البرادعى وعمرو موسى، وأحمد شفيق، وحمدين صباحى، وأيمن نور، والمستشار هشام البسطويسى، والباقين مع احترامى للجميع؟ وبنفس المنطق أقول: كيف ينجح هؤلاء المتطلعون لكرسى الرئاسة فى إعادة حساباتهم وخططهم لمواجهة المعركة الحاسمة المحيرة؟ ثم كيف تعيد القوى الخارجية حساباتها وهل تفكر مثلا فى «النموذج التركى»؟ مجرد سؤال.

الجمسى.. وعظامه السليمة!!

جلّت ذكراه العطرة، ومرت- للأسف- مرور الكرام، فلم تحظ باهتمام الفضائيات والأقلام، وغابت عن المسؤولين الذين يعرفون قدر الرجل، ومكانته، ودوره البارز، فى حربنا الأكتوبرية المجيدة!! إننى أتحدث يا سادة عن «المشير محمد عبدالغنى الجمسى» الذى كان رئيسا لهيئة العمليات، واشتهرت «كراسته» التى دون فيها خطط الإعداد والخداع والتمويه التى جسدت انتصار «فريق العقول المصرى» على فريق العقول «الإسرائيلى»، بل فاجأت أعتى وأكبر الخبراء العسكريين فى أنحاء العالم، ولأنه صار نموذجا للقيادة العسكرية الواثقة المنتصرة، تحدث عنه الشاعر الإسرائيلى «يهوناتان جيفن» فى إحدى قصائده التى كتبها عن «محادثات فصل القوات فى خيمة الأمم المتحدة»، مصورا ما كان عليه الجمسى، وما كان عليه رئيس أركانهم «ديڤيد اليعازر» أثناء دخول الخيمة الكبيرة لبدء المفاوضات، يقول شاعرهم:

«أراهما يقتربان من بعيد بين كثبان الرمال
جنرالان صغيران يدخلان خيمة كبيرة
وحرس شرف أزرق يحييهما.. وهما يبتسمان
وأنا أشفق على اليعازر
أشفق عليه
عندما أرى أن عظام الجمسى سليمة
وأراه مرفوع الرأس
وهو يبدو أيضا أحسن هنداما
من ضابطنا إليعازر الذى يبدو منهكا
يبدو مطأطئ الرأس!!
> هكذا وصف الشاعر الإسرائيلى (الفريق) محمد عبدالغنى الجمسى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة