حمدى الكنيسى

اللهم احمها من أصدقائها!

الجمعة، 15 يوليو 2011 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو أردنا أن نحصى شهاداتهم وما قالوه عن ثورتنا الشبابية الشعبية المجيدة فى مختلف أنحاء العالم، فسنحتاج إلى مئات، بل آلاف الصفحات، ومئات البرامج فى الفضائيات، فقد عبر الخبراء والمحللون والمؤرخون والرؤساء والزعماء والمسؤولون عن انبهارهم بثورة مصر التى أطلقها أكثر من عشرين مليون مواطن فى ميدان التحرير والميادين المنتشرة فى جميع المدن، وهو رقم قياسى لم يشهد له التاريخ مثيلا، مما وضع ثورة 25 يناير فى الصفوف الأولى لأكبر الثورات على مستوى العالم، خاصة مع نجاحها فى أن تكون ثورة سلمية، بالرغم مما واجهته من عنف دموى، والذى لم يؤثر فى حماس وإصرار وشجاعة الثوار، إلى جانب الموقف الوطنى الرائع للقوات المسلحة التى رفضت أن تكون سلاحا فى أيدى النظام السابق ضد الشعب الثائر، ومادام من الصعوبة بمكان رصد وتسجيل تلك الشهادات والأقوال التى ترصع جبين الثورة، فإننى أكتفى فقط بثلاث شهادات، أولا: ما جاء على لسان رئيس الدولة الكبرى أوباما الذى نصح شباب بلده بأن يتعلموا من شباب مصر!! والشهادة الثانية: التى جاءت منذ أيام من خلال دراسة توثيقية نشرتها مجلة «تايم» الأمريكية، حيث اختارت ثورة 25 يناير ضمن أكثر 10 ثورات مؤثرة فى العالم على مدى أربعة قرون!! وتأتى الشهادة الثالثة على لسان «فولكهارد ويندفور» الكاتب بصحيفة «دير شبيجل» الألمانية، وهو فى نفس الوقت رئيس جمعية المراسلين الأجانب فى مصر، حيث قال كمراقب وشاهد عيان: «إن ثورة مصر ثورة شعبية من الطراز الأول!!».

وقد يسأل سائل، وله الحق، ما الداعى لأن أكتب الآن عن حجم ومكانة ثورتنا، خاصة أنها مازالت محور الكثير من الشهادات والتعليقات؟ ولهذا السائل أقول: إن ما تتعرض له الثورة هو ما جعلنى أسعى للتذكير بإنجازها التاريخى المبهر، ومكانتها العالمية الرائعة، حتى ألفت النظر إلى بعض المخاطر التى تحيط بها، وتستهدف القضاء عليها - لا قدر الله - وبخلاف ما يتوقعه البعض الآن أسارع فأقول إن الخطر الأول قد يأتى من صفوف الثورة ذاتها، حتى إننى أكاد أسمعها وهى تقول: «اللهم احمنى من أصدقائى، أما أعدائى فأنا كفيلة بهم!!» ذلك لأن أصدقاء الثورة، أعنى أبناءها ومفجريها، لم ينجحوا حتى الآن فى توحيد صفوفهم بل تفرقوا شيعا وفرقا وحركات وائتلافات، فتباينت وتناقضت الأفكار والمواقف والتصريحات، واشتدت الخلافات فى القضايا والموضوعات الرئيسية، بل اختلفوا حول أداء وبقاء رئيس حكومة الثورة الدكتور عصام شرف، وخرج من بينهم من كاد يسىء إلى العلاقة بين الثورة والقوات المسلحة، وتناقضت المواقف بين مؤيدين للمظاهرات والاحتجاجات الفئوية وغير الفئوية، ورافضين لها، مما أدى إلى اندفاع البعض إلى إجراءات كارثية مثل قطع المواصلات، والتلويح بتعطيل ممر قناة السويس، وتعطيل حركة السير بطريق «السويس - العين السخنة - القاهرة»، وكورنيش الإسكندرية، وإغلاق مجمع التحرير، وكانت النتائج - ومازالت للأسف - اضطراب السياحة، وتعثر عجلة الإنتاج، وخسائر بالمليارات فى البورصة.... إلخ.

وهكذا - يا حضرات تتعرض ثورتنا المجيدة النبيلة إلى ضربات قاسية من أبنائها، مما قد يفقدها القدرة على مواجهة ما يرتكبه أعداؤها من فلول النظام السابق وعناصر لها أجنداتها الأجنبية، فهل يجتمع الثوار على كلمة سواء وموقف موحد ليكونوا السند الحقيقى لثورتهم حتى تتفرغ لاستكمال إنجازاتها ومسيرتها بمحاكمة رموز وأقطاب النظام الفاسد ومن أجل تصفية خلايا ذلك النظام «اليقظة والنائمة»؟ إننى لا أتحدث عن هدف بعيد المنال بدليل ما تحقق فى جمعة 8 يوليو عندما تحقق الحد الأدنى من التنسيق بين فصائل وحركات الثورة، وقالوا كلمة واحدة تعبيرا عن مطالب محددة، فحدثت الاستجابة - بشكل أو بآخر - من الحكومة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولتكن تلك بداية عملية رائعة لاستعادة الثورة لتوازنها ومكانتها التاريخية!

«الفنجرى: الشكل.. والمضمون!!»

عندما أطل اللواء محسن الفنجرى ليعلن بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قلت لنفسى: إن اختيار الرجل للبيان المنتظر اختيار موفق، فهو يحظى برصيد شعبى كبير منذ أدى التحية العسكرية لأرواح شهداء الثورة، كما أنه يتمتع بصوت جهورى عريض يليق بأداء عسكرى، وعندما جاء مضمون البيان بأقل مما انتظرته الجماهير، تراوح أداء اللواء محسن الفنجرى بين الشكل الذى كان مقبولا فى البداية، ثم تم استغلاله خاصة بنبرات الصوت العميقة التى تحولت إلى نوع من الحدة المصحوبة بحركة قبضة اليد، مما أثار انطباعًا بأن البيان تضمن - بالرغم من بعض الإيجابيات - نوعًا من التهديد والوعيد الذى لم يفصل بين المتظاهرين الثوار والقلة المغرضه.. ومن لهم مصالح خاصة!

«هل نرى فى القريب بيانًا آخر يجيب عن بقية المطالب ويعيد للرجل شعبيته؟».








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة