حمدى الكنيسى

لأن الكلام عن «جوزيه» و«حسام»!

الجمعة، 08 يوليو 2011 08:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يجرنى الكلام المتناثر هذه الأيام عن «جوزيه» و«حسام»، إلى وقفة ضرورية أمام قضية أكبر وأشمل، لعل أحد أطرافها هم من تتملكهم «عقدة الخواجة» ويرون أن أى خبير كروى، أو اقتصادى، أو عسكرى، أو سياسى، ما دام يضع على رأسه القبعة إياها، فعلينا أن نضرب له فورًا «تعظيم سلام»، ونسلمه أمورنا عن طيب خاطر وثقة مسبقة، ونضع تحت تصرفه ما يطلبه من إمكانيات وتيسيرات، وإذا ما فشل سيادته وظهر أنه لا خبير كبير ولا حاجة، نكتفى بالاعتذار له وندفع له التعويض الذى يشترطه حين التعاقد معه، هذا بينما نتجاهل من هم أفضل منه وأكثر فهمًا لأمورنا وشخصياتنا من الخبراء الوطنيين، حتى أولئك الذين انتزعوا تفوقهم لا نلتفت إليهم إلا إذا ضاقت بنا الأحوال، أو تعذرت الاستعانة بأحد الخواجات، وتعالوا - يا حضرات - نقارن سريعًا بين بعض الحالات «تحديدًا فى مجال الرياضة، وتحديدًا أكثر فى كرة القدم» كم من الخواجات الذين هلّوا علينا بقبعاتهم، وعيونهم الخضراء، لتدريب المنتخب الوطنى، ولم ينجح أحدهم فى تحقيق بطولة نسعى إليها، بينما حقق «الكابتن الجوهرى» حلمنا فى الوصول إلى كأس العالم فى 1990، والفوز بأكثر من بطولة أفريقية وعربية، وبعد فشل المدربين الخواجات الذين حلوا مكانه، جاء «الكابتن حسن شحاتة» فأحرز بطولة أفريقيا ثلاث مرات متتاليات، والمثير للأسى والغيظ أنه بعد ابتعاده عن المنتخب عدنا للحديث عن أى خواجة يتولى تدريب المنتخب، ثم أصل معكم إلى أحدث مقارنة تكشف لكم ما تفعله فينا عقدة الخواجة على حساب المدرب ابن البلد، والحديث طبعًا عن «مستر جوزيه» والكابتن حسام حسن، والمعروف أن الأول بمجرد تعاقده مع الأهلى طلب «لبن العصفور» فاستجابت له الإدارة، واشترت له أفضل اللاعبين، «حتى لو كان ذلك على حساب تفريغ الأندية المنافسة من نجومها»، وبذلك حقق انتصارات قفزت باسمه إلى عنان السماء رغم أن الفضل الحقيقى يرجع لمستوى «أبو تريكة، وبركات، وعماد، والحضرى، وأحمد حسن، وسيد معوض واللاعبين الأفارقة»، واللافت للنظر أنه يعمل بمنطق التاجر، فيخوض كل المباريات - حتى السهلة منها - بجميع النجوم ليضمن الفوز، من جهة أخرى عندما عاد الخواجة من «أنجولا» و«السعودية» بعد رحلة فشل كروى فاضح لأنهم لم يوفروا له اللاعبين السوبر كما حدث فى الأهلى، للغرابة تم استقباله استقبال الفاتحين، طلب لبن العصفور مرة أخرى، ليس فقط بشراء لاعبين جدد بدلاً من الذين استنزفهم فى السنوات الأخيرة ولكن أيضًا بإجبار الأهلى على أن يساعده أكبر جهاز فنى يتكون من «29 فردًا» منهم مساعدوه: «الجواجة بيدرو» و«الخواجة فيدالجو» و«الخواجة أوسكار» ليتجاوز ما يتقاضاه شهريّا هو وخواجاته ما يقرب من مليونى جنيه، وكالعادة قلنا له «سمعًا وطاعة.. أحلام حضرتك أوامر!».

وإلى جانب كل تلك الإمكانيات والتيسيرات التى يحظى بها «جوزيه» يسانده أكبر جمهور كروى فى مصر يشجع الفريق ويشجعه شخصيّا، إلى جانب «ترسانة إعلامية» هائلة تسانده حتى عندما يخفق فى التشكيل أو التغييرات، وهكذا انتزع بطولة الدورى بعد تعثر دام طويلاً لم يحاسبه أحد عليه، ورغم سعادتى شخصيّا بأن يضيف الأهلى بطولة جديدة إلى عشرات البطولات التى تؤكد مكانته الفريدة، فإننى - التزامًا بالمنهج العلمى - أعود إلى المقارنة، وأضع أمامكم الصورة المقابلة للخواجة جوزيه، أقصد «الكابتن حسام حسن»، الذى انتشل الزمالك فى العام الماضى من القاع، ودفعه للمنافسة على البطولة، ثم حقق انتصارات جعلت فريقه يتربع على القمة معظم السنة، إلى أن سقط من عليها بفعل أكثر من فاعل وهى:
أولاً: لا يضم فريقه من اللاعبين الدوليين أصحاب الخبرات الكبيرة ربع أو حتى خمس من يضمهم الأهلى!!

ثانيًا: الجهاز الفنى المعاون له لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وكلهم طبعًا مصريون، وبالمناسبة ما يتقاضاه حسام وإبراهيم وبقية أعضاء الجهاز لا يصل إلى خمس ما يتقاضاه الخواجة جوزيه وحده!!

ثالثًا: بينما ينعم الأهلى طوال تاريخه باستقرار الإدارة نجد على الجانب الآخر ارتباك الإدارة فى الزمالك ما بين مجالس إدارة متصارعة، وقضايا غريبة.

رابعًا: نتيجة لعدم الاستقرار الإدارى لا يجد النادى ما يدفعه من أجور ومكافآت للاعبين، كما يفشل فى التعاقد مع من يطلبهم حسام من لاعبين سوبر، بل إن ذلك الفشل امتد إلى الأخطاء التى أدت إلى عدم الحصول على البطاقة الدولية لأحمد حسام «ميدو» الذى ترك الاحتراف الخارجى وكان مصيره الجلوس فى أقرب مقهى واضعًا يده على خده.

خامسًا: حتى التحكيم والتوفيق عاندا حسام الذى دفع الثمن لأخطاء بعض الحكام، وخسر نقاطًا غالية، والمعروف أن اتحاد الكرة اعترف ضمنيّا بما حدث.

سادسًا: بينما يساند الإعلام الخواجة «جوزيه» ويهلل له موَفَّقًا أو مخطئًا، ويتجاهل مواقفه وتصريحاته العصبية، يتعرض حسام لحملات ضارية، صحيح أنه وشقيقه إبراهيم يتصرفان أحيانًا بانفعال نتيجة إحساسهما بالضغوط المختلفة، إلا أن المتربصين بهما لا يتركون لهما فرصة لالتقاط الأنفاس!

هكذا - يا حضرات - بالمقارنة الموضوعية نرى كيف ما نقبله ونوفره للخواجات التزامًا بالعقدة إياها يقابله ما نحرم منه أبناءنا أصحاب الكفاءات!

ويبقى أن أؤكد أن رفضى لعقدة الخواجة، وحرصى على إتاحة الفرص والظروف والإمكانيات الملائمة لأبناء الوطن لا يعنى أن هناك تخصصات بعينها قد يستدعى الأمر الاستعانة فيها ببعض الخبراء الأجانب، ولكن ذلك يكون فى أضيق الأحوال، ودون انبهار وتهافت يجعلنا لا ندقق فى الاختيار! أو يجعلنا نتجاهل ونتجاوز من يفوقهم من أبنائنا!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة