حمدى الكنيسى

أعداؤها وصلوا بشكل جديد

الجمعة، 12 أغسطس 2011 03:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه كلماتى أقولها واضحة زاعقة - ورزقى على الله - فما أتابعه فى هذه الأيام على صفحات بعض الصحف، وعبر بعض الفضائيات يستدعى بشدة أن ألفت الأنظار بل أطلق التحذيرات بأن «ثورتنا المجيدة النبيلة التى بهرت العالم» تتعرض الآن لهجمة أكثر خطورة وأكثر شراسة، حيث ظهر أعداؤها من جديد بشكل مختلف ومنهج لا يمكن تجاهل تأثيره ونتائجه، لقد كانت بعض التجمعات فى ميدان «مصطفى محمود»، والتى كان وراءها بعض رجال النظام السابق، مجرد حلقة أولى فى سلسلة المواجهة مع الثورة والثوار، ثم كانت الحلقة الثانية، التى قادها صفوت الشريف، وفتحى سرور، وجمال، وزكريا عزمى «النيابة»، واتسمت هذه الحلقة بالعنف الدموى، لكن الثوار دافعوا ببسالة رائعة وشجاعة نادرة حتى ردوهم على أعقابهم، وعلى الفور تدفق عشرات الملايين لينضموا إلى الثوار فى ميدان التحرير، وبقية الميادين، وبالتالى انطلقت مسيرة أخرى للثورة انتهت بسقوط رأس النظام وبعض رجاله، وبمجرد إعلان التنحى سادت الفرحة الغامرة، وتم إخلاء الميادين انتظاراً لاستكمال الإنجازات تلقائياً، ونسوا، ونسينا كلنا أن الثورات تحتاج إلى فترات ليست بالقصيرة حتى تستكمل نجاحها الباهر، بالعمل الجاد على وحدة صف كل فصائل الثورة، نسينا ذلك كله - للأسف الشديد- ومن ثم لم نلتفت إلى أن أعداءها لم ينكفئوا على أنفسهم، ويتقوقعوا داخل مساكنهم، فقد استغلوا فترة السكون والضبابية والاختلافات فى الآراء والمواقف ليستطلعوا مدى استعداد الثورة للمواجهة، وشهدت «العباسية» تلك المعركة بين جماعات تم حشدها وتدعيمها بالبلطجية وبين مسيرة بعض الثوار نحو مقر «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» لرفع بعض المطالب، التى طال انتظار تحقيقها، وسقط المصابون الذين استشهد مؤخراً أحدهم، ويبدوا أن «أعداء الثورة» اطمأنوا إلى إمكانية استكمال مخططهم، متصورين أن شرخاً أصاب العلاقة بين الثوار وبعض فئات الشعب، بسبب الاعتصامات والمظاهرات العديدة، وجاءت محاكمة القرن ليستغلوها كتجربة أخرى فى المواجهة، حيث حشدت الأتوبيسات، التى أعدها بعض رجال الأعمال من أنصار النظام السابق بضعة آلاف يحملون شعارات الدفاع عن الرئيس المخلوع «آسفين يا ريس» وتوجيه الاتهامات للثوار، ولأنهم كانوا أكثر استعداداً وتحفزاً تغلبوا على أفراد أسر شهداء الثورة، والذين كانوا معهم من الثوار حتى إنهم أصابوهم بعدة إصابات وأبعدوهم بالقوة عن الشاشات التليفزيونية، التى كانت مثبتة خارج قاعة المحكمة بأكاديمية الشرطة، ومن جديد تصاعد شعور أعداء الثورة بإمكانية استعادة الشارع إلى جانبهم، ومن أجل ذلك خططوا سريعاً للتسلل والتغلغل من خلال الصحف والفضائيات بدعوى أنهم يريدون فقط حفظ ماء وجوههم، وغسيل أيديهم من تهمة معاداة الثورة، وخروج من يستطيع منهم من القوائم السوداء، التى أعلنها الشعب، سارعوا كلهم إلى ترتيب الحوارات الصحفية والتليفزيونية والإذاعية، التى تحولت إلى دفاع مستميت عن النظام السابق الذى ظلمته الثورة!! وتجاهلت إنجازاته العظيمة، وأغفلت حسنات الرئيس صاحب التاريخ المجيد»، وبالمناسبة - يا حضرات - أنا شخصياً ضد من يتهمون كل من تعاملوا أو عملوا أثناء السنوات، التى سبقت الثورة بأنهم فلول لا أمان لهم، فمنهم من كان هدفهم مجرد «أكل عيش» أو تولى منصب تؤهله له كفاءته وتفوقه، وهؤلاء لم يشاركوا فى انحرافات النظام السابق، وبمجرد اندلاع الثورة النبيلة انضموا إلى صفوفها قبل أن تظهر فى الأفق إمكانية نجاحها وسقوط ذلك النظام، هذا هو رأيى الذى أعلنته فى كتاباتى ولقاءاتى التليفزيونية حتى إن البعض من المتحمسين جداً لم يرتاحوا إلى ذلك، لكن ما ظهر مؤخراً بشكل مكثف يؤكد أن «أعداء الثورة» قد عادوا بقوة وخطورة، يشنون حملة إعلامية خرجت عن نطاق التبرئة الشخصية إلى الدعاية للنظام السابق، وتشويه صورة الثورة لدرجة أن منهم من يجردها تماماً من صفة الثورة!! فيقول إنها مجرد «انتفاضة» ويقول آخر إنها مجرد «فعل ثورى محدود» ويقول ثالث: «إنها من تدبير شركة الكوكاكولا»، ويعيد أحدهم قوله بأنه شاهد بنفسه ممارسات جنسية بين الثوار فى ميدان التحرير.

أما الرئيس السابق فهو رجل طيب، وكان كثير السفر للخارج ليجلب المساعدات المالية للشعب الذى تتزايد أعداده مثل نسل الأرانب، كما كان يعمل من أجل تشجيع الاستثمار وليس للعلاج أو «للحقن التى تعيد الشباب والفتوة» أو لمتابعة المشروعات، التى أقامتها الأسرة فى باريس، ولندن، ودول عربية!! ثم من قال إنه كان يسعى لتوريث ابنه جمال، هذا كذب وافتراء!! هكذا تدور ماكينة الدعاية المضادة التى يحركها أعداء الثورة.

> والسؤال الآن: ماذا أنتم فاعلون يا من ضحيتم بأرواحكم وجهدكم وعشتم أقسى المواجهات لتنجح الثورة؟ هل تواصلون الاختلافات والانقاسامات ما بين عشرات الائتلافات والحركات، والكيانات لتخلو الساحة تماماً لأعداء الثورة؟! والسؤال للزملاء الإعلاميين: «هل يمكن التحلى باليقظة التامة أثناء حواراتكم مع الدقة فى اختيار الضيوف، الذين لا تنطوى نواياهم على ذلك المخطط المريب الخطير؟! تذكروا كلكم أن الثورة تمر بمنعطف دقيق».








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة