مرة ثانية أتوقف عند شهادة الدكتور حسام بدراوى التى تحدث فيها عن الساعات الأخيرة لحكم مبارك، وكان شاهدا عليها بحكم منصبه كأمين عام للحزب الوطنى بعد صفوت الشريف، والذى لم يستمر سوى أيام معدودة قدم بعدها استقالته من الحزب، وكشف بدراوى فى شهادته عن قصة لقائه الرئيس السابق مبارك فى قصر العروبة يوم الأربعاء السابق لتنحى مبارك (11 فبراير).
أتوقف أمام شهادة الرجل من حيث ماضيه السياسى، والذى حتما سيحدد مستقبله والذى قال إنه مازال يفكر فيه، وفى قصة ماضيه هناك أشياء لم تغفلها الذاكرة بعد عنه، وهى أنه كان من وجوه الحزب الوطنى العابرة إلى المعارضة، وفى منتدياتها الخاصة كان موجودا باسم الحزب تارة، وباسمه الشخصى تارة أخرى، وخلق هذا وضعا خاصا له بين أطياف المعارضة المختلفة، ومن ضمن المفارقات الغريبة، أنه وبرغم هذه الحالة، سقط فى انتخابات مجلس الشعب باسم حزبه، وكان اسمه مطروحا فى كل التشكيلات الوزارية، ثم تأتى مفاجأة التشكيل بدونه، وله كتاب عن التعليم وأزمته، ولم يكن يرى خطأ فى أن يتولى جمال مبارك رئاسة مصر خلفا لوالده، والشاهد على ذلك حوارات صحفية عديدة قال فيها هذا الرأى، ومن ضمنها حوار له مع صديقنا سعيد شعيب على صفحات «اليوم السابع» فى عددها الأسبوعى الأول، وهو ما وضعه فى خانة الداعين إلى التوريث.
وهذه الخلطة السياسية المركبة عند بدراوى، والتى تعد سلوكا سياسيا ناعما، كانت تضعه فى خانة فريق الإصلاحيين من داخل نظام مبارك، وجعلته فى تصنيف آخر، سياسيا ليبراليا يرى فى ممارسة الديمقراطية، لونا يختلف بقدر ما عن الديمقراطية التى كان يمارسها الحزب الوطنى، ومن صورها وجود معارضة أوسع قدرا من تلك التى يمن بها النظام على الأحزاب، غير أن كل ذلك لم تكن تصاحبه رؤية منه واضحة ومحددة عن الخصخصة ومفاسدها ونهجها، الذى كان يسير بشعار أن البيع هو المشروع القومى لنظام مبارك.
نزل أبناء بدراوى إلى ميدان التحرير أثناء الثورة، كما ذكر هو لمبارك، وهو الآن يقول ما لديه والذى قد يعتبره البعض كلاما بعد فوات الأوان، مما يستدعى سؤالا: «هل تقبله الأطياف السياسية الآن كوجود فى أى حراك سياسى حالى أو مستقبلى»؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة الابشيهي
معارضة مصطنعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
مجرد سؤال
عدد الردود 0
بواسطة:
مواهب.....
الى تعليق 2
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود قنديل
مقال واحد يكفى للتلميع
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود قنديل
مقال واحد كان يكفى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
لتعليق 3 وتعليق 4