سعيد الشحات

الثورة فى القرى والنجوع

الجمعة، 19 أغسطس 2011 08:40 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لابد أن تسأل النخب السياسية المتناحرة، عما إذا كانت معاركها تصل إلى الناس فى القرى والحوارى أم لا؟، ولابد أن تسأل نفسها أيضا ما إذا كانت قد حازت على ثقتهم أم لا؟، ولابد أن تسأل ما إذا كانت شرارة الأمل ما زالت موجودة بنفس القوة، التى كانت عليها أثناء أيام الفعل الثورى لثورة 25 يناير؟.

أقول ذلك على إثر لقاءات رمضانية متعددة فى قرى مختلفة بمحافظة القليوبية، مسقط رأسى ومكان معيشتى، وأتاحت لى هذه اللقاءات الاستماع إلى ما يفكر فيه شباب وفلاحون عن الحاضر والمستقبل، يتحدث الشباب بقلق عما إذا كانت الأيام المقبلة ستحمل لهم حلا لمشكلة البطالة، التى يكتوون بها منذ سنوات طويلة، ويتحدث الفلاحون عن نفس المشاكل القائمة منذ النظام السابق، والتى تلاحقهم دون حل، مثل ضعف مياه الرى، والتى تدفعهم إلى الاعتماد على مياه الصرف، ويتحدثون عن ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة.

يخوض هؤلاء النقاش على خلفية أحلام عاشوها بعد الثورة، ورغم ذهابى معهم فى المناقشات إلى توضيح التحديات والمصاعب المفروضة، والتى تتطلب صبرا، فإنهم يردون بأنهم على استعداد لذلك شرط أن يتأكدوا من أن هناك خططا حقيقية للمستقبل، وأن هناك تغييرا حقيقيا فى هياكل القيادات، التى تسببت فى صنع الأزمات طوال عصر مبارك، وعن ذلك يضربون أمثلة محلية على كيانات شعبية، مثل مراكز الشباب وجمعيات تنمية المجتمع المحلى، والتى لم يطلها بعد أثر الثورة، ولا تزال نفس الوجوه القديمة تعشش فى أركانها.
لا ينظر هؤلاء مثلا باهتمام الى المعركة الدائرة حول المبادئ الحاكمة للدستور، ورغم أهمية القضية فإنها لا تشغلهم قدر ما يشغلهم الحاجة لضرورات المعيشة، ويتساءلون عن الأحزاب التى ما زالت غائبة عنهم، بالرغم من اتساع الخريطة الحزبية، لتشمل أحزابا وليدة تحمل برامج سياسية واقتصادية جادة.

وتبقى قضية الانتخابات البرلمانية المقبلة، وكذلك الانتخابات الرئاسية، شاغلا كبيرا لدى الجميع، غير أن الملاحظة المهمة حول الانتخابات البرلمانية، تبقى فى غياب الثقافة السياسية، التى تؤهل الناخب لاختياره للمرشح على أساس برنامج سياسى، الذى يعد نقطة الارتكاز فى أسلوب الانتخاب بالقائمة، وهو ما يشير إلى أن القوى السياسية المنظمة والموجودة بين الناس هى التى ستفوز فى الانتخابات المقبلة، أما الآخرون فسيكون تمثيلهم مشرفا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة