حمدى الكنيسى

الدور جاى عليكم!!

الجمعة، 26 أغسطس 2011 04:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
> قد تندهش- عزيزى القارئ- لو قلت لك إنى لست صاحب هذا التحذير أوالإنذار الذى تم توجيهه إلى معظم القادة والزعماء العرب!! نعم لست أنا القائل والمحذر، وليس غيرى من الكتاب والمفكرين!! واندهش يا عزيزى كما تشاء عندما تعلم أن «العقيد معمر القذافى» هو الذى أطلق ذلك التحذير الصحيح فى وجوه زملائه من القادة والزعماء العرب، وكان ذلك فى مؤتمر القمة العربية الذى انعقد فى دمشق منذ سنوات قليلة، وكانت المناسبة هى الحديث عما جرى لصدام حسين من محاكمة صورية وإعدام وحشى، بعد أن بلغت حالة الغليان الشعبى ضده وضد أسرته ورجاله حداً خطيراً هيأ الفرصة لقوات الاحتلال الأمريكى، ولم يكن غريباً أن يصدر ذلك التحذير والإنذار من الرجل الذى لم يستوعبه هو شخصياً ومن ثم لم يسارع إلى تغيير سياسته، واحتواء غضب واحتقان شعبه بقرارات وإجراءات طال انتظارها دون جدوى.

> قالها القذافى- وهى واضحة وصارخة وصحيحة- لكنه- وهو صاحبها- لم يستوعبها ويدرك أبعادها، وكأنما اكتفى فقط- كعادته- بدور المفكر والمنظر والفيلسوف كما كان يصور نفسه، قالها القذافى وتحققت بالفعل فى تونس «عندما جاء الدور على رئيسها زين العابدين» اللاجئ الآن فى السعودية، مترقباً فى قلق ورعب ما يمكن أن يتخذه شعبه من إجراءات جديدة ضده وضد أسرته التى غرقت فى نعيم حكمه، وإذا بها تغرق الآن مذعورة فى بحار الثورة الشعبية، ثم جاء الدور على الرئيس حسنى مبارك الذى يتردد الآن بين محبسه وقفص الاتهام مترقباً فى قلق وهلع ما يمكن أن تصدره محاكمة القرن ضده وضد أسرته ورجاله.

> والمثير الأكبر للدهشة أن «العقيد» تابع ثورة الشعب التونسى، وثورة الشعب المصرى، دون أن يتذكر ويستدعى تحذيره الشهير الذى أطلقه فى تلك القمة العربية، بل إنه أبدى أسفه واستياءه مما جرى ويجرى لزين العابدين، وحسنى مبارك، كما أنه - بنفس الغياب عن المنطق والواقع- أخذ يوجه اللوم والانتقاد للشعبين اللذين أطلقا أروع الثورات الشعبية، وعندما انطلقت ثورة شعبه هو فى «فبراير» استهان بها، وجعله الغرور «والغباء السياسى الذى تعامل به رئيسا تونس ومصر السابقان» يتحدى شعبه، بل اندفع بحماقة أكثر نحو استخدام كتائبه العسكرية وطائراته المقاتلة والقاذفة فى محاولة لقمع الثورة، وكان من الطبيعى أن تدفع وحشيته المجتمع العربى والدولى إلى تهيئة الظروف لدور تنتظره أمريكا وأوروبا فانطلق «النيتو» بطائراته ليساند الثوار، وعلى مدى أكثر من ستة أشهر تواصلت المعارك بينه وبين شعبه الثائر متشبثاً ومصمماً على ألا يستمع إلى صوت الشعب، تماماً مثلما لم يستمع إلى صوته هو شخصياً عندما أطلق تحذيره فى وجوه زملائه القادة والزعماء العرب فى «مؤتمر القمة إياه»، تماماً مثلما لم يتذكر تفاصيل ما جرى لصدام حسين، وكان من الطبيعى أن يتحول أبناء شعبه الذين وصفهم بأنهم مجرد «جرذان» إلى أسود لا تعرف الخوف، وظلوا يطاردون كتائبه إلى أن اقتحموا العاصمة طرابلس ثم وصلوا إلى مقر داره فى «باب العزيزية» بينما فر هو مع وريثه سيف الإسلام وبقية أفراد أسرته- كالجرذان المذعورة- يبحثون عن ملجأ أو مخبأ يحتمون به بينما يتحرك نحوهم مصيرهم المرعب الذى أنهى حقبة من الحكم الديكتاتورى الاستبدادى الذى أهدر حقوق وثروات الشعب.

> والسؤال الآن: بعد أن جاء الدور على القذافى هل ما جرى له يكفى لتذكير بقية القادة العرب بتحذيره الخطير بأن «الدور جاى عليكم» وهل مازالت هناك فرصة ضئيلة أمام «على عبدالله صالح» و«بشار الأسد» ليسارعا بالاستجابة- التى تأخرت- لمطالب الثوار التى تجسدت فى الشعار الذى أطلقه ثوار مصر شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» أم يتحقق ما تنبأ به «الفيس بوك» الذى حمل تعليقات ساخرة لها معناها ومغزاها مثل «الثالث طار والدور جاى على بشار» و«الثالث طار والرابع بشار»، والعلم عند الله إن كان «بشار هو «الرابع» أم «على عبدالله صالح»، والمؤكد أنه بعدهما سيكون هناك السادس، والسابع، والثامن، إلى آخر مسلسل من طغوا وتجبروا من الحكام الذين يبدو أنهم لم يستوعبوا التحذير الشهير، ولم يفهموا معنى ودلالة «ربيع الثورات العربية» الذى- بعون الله- وصحوة الشعب العربى سوف تستعيد من خلاله الأمة توازنها، وتسترد عافيتها، وتنتزع من جديد حقوقها ومكانتها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة