حمدى الكنيسى

الإعدام.. بدون مشنقة!!

الجمعة، 05 أغسطس 2011 04:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«هو» ليس فقط «اليوم الثالث من أغسطس 2011/م، واليوم الثالث من شهر رمضان 1432/هـ»، إنه «اليوم» الذى اختار له القدر أكثر من مسمى، وأكثر من معنى ومغزى، إنه «يوم الحساب»، وهو «يوم القصاص» وهو «اليوم المشهود»، لأنه اليوم الذى انطلقت فيه «محاكمة القرن»، و«هى» أول محاكمة لرئيس مصرى عبر التاريخ ومنذ أيام الفراعنة، وهى المحاكمة التى انتظرها الملايين باللهفة والإصرار مع الشكوك فى إمكانية انعقادها، وهى المحاكمة التى تعتبر تتويجاً لثورتنا المجيدة النبيلة، كما تعتبر مؤشراً واضحاً لتحقيق الثورة لبقية أهدافها، ثم هى المحاكمة التى تحمل فى ثناياها أهم العظات والدروس.

«إنه الإعدام بدون مشنقة!!»

لو كانوا قد قرأوها أو سمعوها جيداً لأدركوا أن العلى القدير «يؤتى الملك لمن يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء» لكنهم - يا تعاستهم!!- اصموا آذانهم، وأغلقوا عيونهم، وتصوروا أنهم قد دانت لهم، وأنهم لا راد لأمرهم، ولا وجود لمن يرفض سلطانهم أو حتى يتساءل عن فسادهم، تصوروا أنهم امتلكوا - إلى الأبد - القوة والسطوة، يفعلون ما يشاءون، يوزعون السلطة والثروة لمن يريدون، يكتمون أنفاس من يعترضون! وها هم الآن فى قفص الاتهام يرقد كبيرهم على سرير المرض والضعف والإذلال، يشاهدون ويسمعون - دون رغبتهم - كل ما يكشف عوراتهم السياسية، والأخلاقية، والإنسانية، تزوغ أبصارهم بين ممثلى الادعاء، وممثلى الدفاع، بحثاً عقيماً عن بصيص من الأمل فى النجاة ولو من بعض التهم التى تحيط بأعناقهم، وإذا كانت عقوبة «الإعدام» والسجن المؤبد تنتظرهم، فإنهم قد عوقبوا فعلاً بـ«الإعدام المعنوى»، الذى لا يحتاج إلى «مشنقة» أو «عدة رصاصات» فقد فقدوا السلطة والجاه، وتبخرت أحلامهم فى البقاء على كراسى الحكم، وتوريث من يشاءون بعدهم، وتعرضوا ويتعرضون لكل أشكال وألوان المهانة، والإذلال، وينتظرون الأحكام الرادعة، التى ستنفذ فيهم أمام عشرات الملايين، الذين شاهدوهم - عبر شاشات التليفزيون- فى قفص الاتهام، وينتظرون المشاهد التالية!!

«كيف يراها القذافى وعلى وبشار؟!»

أغلب الظن أن الكثيرين من أبناء الأمة العربية وليس فقط فى ليبيا واليمن، وسوريا، يتساءلون الآن: كيف يراها القذافى وعلى عبدالله صالح، وبشار الأسد؟ كيف يرون محاكمة الرئيس المصرى، الذى امتلك على مدى ثلاثين عاماً كل وسائل المنعة والبطش والسلطان، وإذا به الآن مخلوعاً وراقداً على سرير المرض والهوان فى قفص الاتهام؟!

ترى هل يعيدون النظر فى مواقفهم التى انحصرت فى استخدام العنف الدموى ضد شعوبهم لقهرهم، وإفشال ثوراتهم، فيسارعون إلى حل سلمى يقبله الثوار ويتضمن الخروج الآمن وعفا الله عما سلف؟ أم أنهم سيرتعدون خوفاً من مشهد المحاكمة، الذى يراه العالم كله، ومن ثم سيواصلون عنادهم الأحمق وإصرارهم الغبى على تحدى شعوبهم، بكل ما أتيح لهم من وسائل القمع الوحشى، لتكون النتيجة المؤكدة فى النهاية هى اغتيالهم والتمثيل بجثثهم ومعهم أفراد أسرهم ومن ساروا فى دربهم؟

«كيف يراها السادة المرشحون»؟!

المؤكد أن من يتطلعون إلى أعلى مراتب السلطة، ويرشحون أنفسهم لرئاسة الجمهورية، ومن يتطلعون إلى مواقع وزارية وإدارية فى المستقبل القريب، قد رأوا «رأس الذئب الطائر» وعرفوا أن الاستجابة الكاملة الصادقة لما يمليه عليهم الشعب «شعب 25 يناير» هى الطريق الوحيد الآمن لمن يتطلع إلى نهاية مشرفة محترمة!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة