د. رضا عبد السلام

الإسلام يعنى "مبارك.. القذافى.. الأسد.. صدام"!

الخميس، 01 سبتمبر 2011 08:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ها هى حبات عقد الفساد والخزى والعار تنفرط، الواحدة تلو الأخرى، وها هى منطقتنا العربية تتلمس نسائم الحرية، لتبدأ مع العالم رحلة جديدة تماماً، فها هو "القذافى" رئيس "الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى"، وملك ملوك أفريقيا، وعميد الحكام العرب (وكأنه شرف له أن يقول بأنه عميد الحكام العرب) وأمير المؤمنين، قد اختفى فى إحدى زنقاته...!!

فبعد أن كان مخلوع مصر يكرر بأن مصر ليست تونس، لحقت مصر بتونس، وبعد أن كان صاحب الزنقة (القذافى) يقول إن ليبيا ليست مصر أو تونس، ها هى ليبيا تلحق بقطار الحرية، وجارٍ البحث عن عميد الحكام العرب ليلاقى مصيره المشئوم، وبعد أن كرر الرئيس "الأسد على شعبه" بأن سوريا ليست مثل تونس أو مصر أو ليبيا، ها هى سوريا تمضى بقوة نحو الحرية رغم أنفه، وكذلك فعل الشاويش على فى اليمن.. والبقية تأتى إن شاء الله.

ياه.. كم نحن محظوظون كجيل عايش تلك الأيام الفارقة فى تاريخنا العربى.. فهى بلا شك أيام وأحداث لا تتكرر كثيراً فى تاريخ الشعوب، يحدث ما يحدث الآن بعد أن كنا – حتى أشهر قليلة فقط - قد فقدنا الأمل فى الغد، خاصة بعد أن رأينا كل طاغية عربى يعد العدة لتوريث بلاده لأحد أبنائه، "أسد سوريا ورثها لبشار، ومبارك كان قد ترك البلاد للمحروس ابنه، وكذلك كان يفعل رئيس اليمن وإمبراطور ليبيا.. ولكن "يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".

أتذكر أننى منذ حوالى 14 عاماً، وتحديداً خلال فترة بعثتى للدكتوراه من بريطانيا، كنت أشارك دائماً فى مؤتمرات جماعات التبشير بالجامعة البريطانية، وذات مرة سألت أحد الحضور: ما الذى تعرفه عن الإسلام؟ ولما لم تفكر فى اعتناقه؟ وكيف تنتقد دين أنت لا تعرف عنه شيئاً؟ رد على صديقى الإنجليزى رداً مفحماً وصادماً، قال لى: "الإسلام بالنسبة لى يعنى القذافى، الأسد، صدام، مبارك.. إلى آخر قائمة العار فى عالمنا العربى.. فهؤلاء الحكام يحكمون قلب العالم الإسلامى وأرض الرسالات، ولهذا – ولا يزال الحديث لصديقى الإنجليزى – لو كان فى الإسلام خير لانصلح به حال هذه المنطقة المظلمة التى تغرق فى الفساد والديكتاتورية".. لقد كانت منطقتنا فى نظر صديقى الإنجليزى أشبه بنقطة سوداء على امتداد البصر فى قلب المحيط.

إذاً كما هو واضح عزيزى القارئ، هؤلاء الصعاليك ومصاصى الدماء ممن حكموا ويحكمون دولنا العربية لم يسيئوا فقط إلى شعوبهم.!! لقد كانت إساءتهم أكبر فى حق هذا الدين العظيم، حيث ارتبط الإسلام بهم وهو منهم براء.

نعم.. هل نسينا رئيسنا المخلوع، وهو يقبل المصحف فى كل مناسبة، ويحضر مسابقات حفظ القرآن؟.. بل هل نسينا معتوه ليبيا "إمام المسلمين"، وهو يبشر للإسلام فى أفريقيا، بل وفى أوروبا (ولنتذكر حادثته الشهيرة فى إيطاليا منذ سنوات قليلة).. وما قيل بالنسبة لهؤلاء ينطبق على باقى مغتصبى السلطة فى عالمنا العربى.. ومن لا يستطيع الرؤية من الغربال فهو أعمى.

إذاً هؤلاء الحكام ارتكبوا جريمة مزدوجة: الأولى كانت فى حق دين الإسلام الذى عانى بسببهم، بل أزيدكم من الشعر بيتاً؟.. هل تتذكروا الجماعات الإرهابية التى خرجت من رحم تلك الأنظمة الفاشية المستبدة؟ ألا تتفقون معى على أنه لو كانت بلادنا تحكم بأنظمة ديمقراطية أو تطبق العدالة وشرع الله فى الناس، ما كان هناك مكان للإرهاب أو التطرف؟ لقد عايش الملايين فى مختلف أقطارنا العربية الظلم والجور والفساد الفاضح.. هل تتذكرون السجون السرية والمعتقلات لكل صاحب رأى وفكر؟.. لقد تم استبعاد الآلاف من التعيين فى الهيئات القضائية – مثلاً – بدعوى فقر المتقدم، أو كونه غير لائق اجتماعياً لكونه ابن طباخ أو فلاح، رغم تفوقه العلمى (أمن الدولة)، ماذا كنا ننتظر من شاب كهذا؟ كان من الطبيعى - بعد أن لفظه مجتمعه وأهانه - أن ينقلب عليه وأن يصبح عدواً له.. أليس كذلك.. طبق هذا المثال على باقى الأوضاع الشاذة التى أفرزتها تلك الأنظمة القميئة.

هكذا كان وضعنا العربى المزرى حتى أشهر قليلة مضت، فأهنئكم ونفسى بتلك التطورات، ولكن فى الوقت نفسه أدعوكم وأدعو الجميع لاقتناص هذا الفرصة الثمينة لإعداد العدة لمستقبل عربى واعد.. علينا – فى كل دولة عربية – ألا نتداعى ونتكالب من أجل السلطة.. علينا أن نفكر فى بناء مستقبل أفضل لهذه الأمة ولدين هذه الأمة، وإلا فسيكون لسان حالنا "كأنك يا أبو زيد ما غزيت".. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة