خالد أبو بكر

حسنى زان

الخميس، 01 سبتمبر 2011 09:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تقرأ عنوان هذا المقال لا تستعجب، ولا تعتقد أن كلماته دون معنى أو مدلول، بالعكس تمام، ولا يخيل لك أنها مسايرة لموضة التهكم على الرئيس السابق، التى توحشت بعد الثورة - إطلاقا - عنوان هذا المقال موجود فى ملف الجناية رقم 1 لسنة 2011 والمتهم فيها الرئيس السابق ونجليه.
وحسنى زان هو اخنصار لاسم حسنى مبارك وزوجته سوزان ثابت.
وقد قام وزير البترول الأسبق سامح فهمى بإهداء سبيكة ذهبية من الذهب الخالص تم استخراجها من باطن الأراضى المصرية، وتحديدا من أحد مناجم الذهب ويفوق ثمنها المائة وسبعين ألف دولار - أهداها - إلى مبارك وكتب عليها حسنى زان.
وكتب له خطابا قال فيه:
فخامة الرئيس
بكل مشاعر الاحترام والتقدير والحب وبالأصالة عن نفسى وعن جميع العاملين بقطاع الثروة المعدنية يشرفنى أن أهدى لسيادتكم سبيكة ذهبية وزنها خمسة كيلو ونصف من الذهب تقديرا لدعم سيادتكم لقطاع إنتاج الذهب.
يا ولاد الإيه.. يعنى لما مصر تكتشف فى أراضيها ذهب لازم الرئيس ياخد منه خمسة كيلو ونصف؟ وهو رعاية الرئيس لقطاع إنتاج الذهب تجعل له حق مكتسب فيه؟ وإيه حكاية حسنى زان دى؟ يعنى أفهم أنها تهدى لرئيس الجمهوريه بصفته ثم توضع فى المتحف الرئاسى.. لكن من الواضح أن وزير البترول كان عارف هو بيعمل إيه فقرر إضافة اسم سوزان مبارك على السبيكة حتى ينال رضا البيت الرئاسى كاملا والكلام ده كله طبعا بفلوس اهالينا وعلى حساب مستقبل أولادنا.
وعندما يسأل الرئيس السابق فى التحقيقات: لماذا احتفظت بالسبيكة الذهبية التى أهداها لك وزير البترول فى منزلك؟ يقول لا أعرف ولم أرها، ويقر بعد ذلك فى تحقيق آخر أنه تذكر هذا الموضوع، وبعد الثورة قام أحد ما بتوصيل هذه السبيكة القيمة إلى المتحف الرئاسى.
ولما سئل الرئيس السابق أيضا عن هذه السبيكة قال وبالحرف: أنا كنت ناسى الموضوع ده وعشان كده ظلت هذه السبيكة فى منزلى، ولم توضع فى المتحف لكن أنا باقدم صورة من شهادة إيداعها بالمتحف الحربى بقصر عابدين بتاريخ (انتبه جيدا للتاريخ ) 9-5-2011
طيب السؤال مين اللى أخذها من بيت الرئيس السابق، وأوصلها إلى المتحف الحربى فى التاريخ ده؟ ومين اللى كان بيعمل لحساب الرئيس ويستطيع دخول منزله وأخذ هذه السبيكة؟ ولو تم ضبط أشياء فى منزل أحد الأشخاص احتفظ بها دون وجه حق منذ يناير 2009 - أى عامين وأربعة أشهر - ألا يمكن أن نوجه له سؤالا لماذا قمت بذلك؟
والحقيقة أنك عندما تطالع أقوال مبارك فى القضية المتهم فيها بالاشتراك فى قتل الثوار والتربح وإهدار المال العام، تستطيع أن تؤكد أن هذا الرجل وأسرته كانوا يتعاملون مع هذه البلاد التى نعيش فيها على أنها شركة كبيرة يستطيعون أن يعدلوا فيها، وقتما شاءوا تحت اسم حسنى زان ولا وجود للقانون فى شركة حسنى زان بل رغبات الشركاء هى التى تعلوا القانون، وعلى الجميع فيما بعد أن يضع قانون يتماشى مع رغبات هؤلاء الشركاء.
الرئيس السابق كان يرد على أسئلة المحقق فى معظمها بعبارات مش فاكر وعلى ما أظن، وتشعر أنه كان بعيدا عن إدارة البلاد فى فترة ما وأن ما كان يرفع إليه أشياء محدودة.
الغريب أنه مقتنع بأنه لم يخطأ وأنه لم يكن ينتوى ترشيح ابنه للرئاسة، ولم يكن سيترشح هو نفسه للرئاسة، وهذه الأمور أعتقد أنه خالفه التوفيق فى التصريح بها فى التحقيقات لأن ظاهر الأمور كان يؤكد عكس ذلك.
وعندما يسأل عن تبريره لما حدث من قتل لأبنائنا وإصابة آخرين أيام الثورة يرد بأن الشعب بتاعنا كده والأمن كده.
وعندما يسأل عن علاقته بحسين سالم يقول إنه تقابل معه عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية ولا توجد بينه وبين حسين سالم أى علاقة علما بأن عمر سليمان أكد بوضوح فى التحقيقات أن مبارك هو من كلف حسين سالم بإنشاء شركة لتصدير الغاز لإسرائيل.
واستكمالا لشعور هؤلاء أصحاب شركة حسنى زان بأنهم يتصرفون فى أملاكهم، وأن مصر أصبحت ضيعة لهم ولأبنائهم.
يسأل المحقق الرئيس السابق: لماذا وضعت أموال مكتبة الإسكندرية فى حساب شخصى باسمك بالمخالفة للقانون؟ يجيب بأنه فعل ذلك للمحافظة على هذه الأموال، وكأن القانون لا يحمى ومن يحمى هو شخص رئيس الجمهورية ولا تجد أى إجراءات قانونية متبعة لفتح هذا الحساب لدى البنك الأهلى.
وعندما يسأل: ما دخل ابنك جمال فى ملف الديون المصرية يقول إن ابنه عندما كان يعمل فى أمريكا قام بالتطرق لهذا الملف فقال له مبارك إن يتحدث مع الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء السابق ولا تسأل من هو جمال مبارك بالنسبة للشعب المصرى حتى يتدخل مع رئيس الوزراء فى ملف الديون المصرية يكفى أن تعرف أنه أحد الشركاء فى شركة حسنى زان.
وللأمانة تشعر من التحقيقات أيضا أننا تمسكنا فى أقل جرائم هذا النظام وطالبنا بمحاكمته - دون قضية قتل الثوار - فالجرائم التى ارتكبت فى حق الشعب المصرى طوال العقود الماضية كثيرة إلا أننى أشعر أننا لم نأخذ الوقت الكافى لدراسة الاتهامات والعمل عليها بدقة حتى نستطيع أن نقول للعالم لماذا كانت هذه الثورة وكيف أن هؤلاء ارتكبوا مخالفات فانونية واضحة.
أنا لم أكن أتمنى فى يوم من الأيام أن أكتب أو أقف ضد شخص كان أحد أبطال أكتوبر وحقيقة كان رمزا لمصر وقتما كان رئيسا - لكنه فوت على شخصى كل الفرص وعلى نفسه أيضا.
كان هناك صراع كبير بينى وبين ما بداخلى من أدبيات المجتمعات الإسلامية والشرقية التى توجب علينا احترام الكبير.
كان مبارك بالنسبة لكثير من الشعب هو رمز وقامة كبيرة ـ نعم هذا ما كان فى وجدان الكثيرين ـ لكن الحد البسيط من الأوراق التى بين أيدينا تجعلنى أقف بكل قناعة طالبا محاكمة هذا الرجل محاكمة موضوعية – دون أى إهانة أو تجريح- وكلى يقين أنها محاكمة حق لا يراد بها إلا إظهار الحقيقة.

ولنا سطور أخرى الأسبوع القادم إن كان فى العمر بقية .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة