ماهر عبد الواحد

مدن الملح

الأحد، 11 سبتمبر 2011 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الممالك شىء بغيض لا يحتمل، تعزلك وتهينك وتزدريك ويصير حلمك هو النظر لمحيا صاحب التاج، وأن تعطر شفتيك من ظهر يده فى عيد جلوسه على العرش، ويوم مجىء ولى عهده أو بعد انتهائه من الاستنجاء، وستكون محظوظاً لو أنعم عليك جلالته بإنائه الفضى بعد أن يفرغ غباوته.

الملك له الملكُ، ولأبنائه الملكُ والمملكة والقصور والطائرات واليخوت والغانيات، وصقور جوارح وكلاب ولوحات أصلية ممهورة باسم سلفادور دالى أو دافنشى، هو خليفة الله فى الأرض يمنع ويمنح لمن يشاء، له الملك والمملكة، تظل دماؤه زرقاء لا يلوثها رعاياه، فهم من الطين وهو من الطيب، فقط يقفون خارج القصر لكى يصفقون فى زواج الأمير أو يجرون الخيل المسومة التى تمتطيها جلالة والدة ولى العهد، هذا الفسل القادم من العدم ليرث الملك، سيخرج طلباً للعلم فى بلاد الغرب الملاعين العراة الذين يعاقرون الخمر ويجامعون النساء بمقابل وبدون، سيأتى حاملاً شهادته أو لا يأتى لا يهم، فهو المفدى ولى العهد، وابن الملك، هذا قدره الذى قدره الملك، يا أرض الملح التى لا تنجب إلا ملوكاً وعبيداً، يا ملح الأرض الذى عاف الأرض وعاف القهر وعاف الصمت وعاف الدين المكذوب، ألم يحن وقت سقوط المدن الرملية!.

سبح بحمد الملك وأدعو له فى السر والعلن أن يديم الله عزه ويكثر ذريته حتى تضيق بهم أرض المملكة، فيسكنون بيوتاً تحت البحر أو فوق القمر، أو يدفع جلالته مليون دولار كى ينسج اسمه على حمالة صدر جينفر لوبيز، أو يكتب اسمه بأحمر شفاه على مؤخرة شاكيرا، عاش الملك فوق الأرض وتحت البحر وعلى مؤخرة شاكيرا.

ليس غريباً على تاريخنا العربى الموغل فى الفشل أن أكبر النكبات والخيانات خطتها أيادى الملوك والأمراء، ومازالوا يورثون!!

ومازلنا نصبر عليهم، ومازالوا يجرفوننا حتى جعلوا ذاكرتنا أضيق من صندوق قمامة مملوء بشطائر البيتزا ووجبات الصدور المخلية وزجاجات البيبسى الفارغة، حتى ذاكرتنا القذرة لم تعد ذاكرتنا!!

ليتنا نربى جرواً أو حصاناً لنتذكر أننا عرب، ولكن صرنا نسمن كروشاً وأفخاذاً، لن نقدس كروشاً ولن نقدس أفخاذاً.

هدايا الملوك يجب أن ترد، لأن جلالتهم لا يهدون شيئاً سوى صكوك العبودية التى يوزعونها صبيحة كل ليلة حمراء يقضونها مع إرادتنا وحريتنا، ففجر الحرية سيبزغ من رحم غروبهم عن وجهة الأرض التى امتلكوها بمواثيق زائفة، فلن نبتاع التفاح من بائعى اللفت.
سيثمر النخل العربى فى مصر وتونس، سينتشى التائهون بعرق النخل فى سوريا واليمن، سيظل جريد النخل الواقف على حواف الساحات والميادين فى قلب كل عاصمة، سنخلد جمعة أخرى فى تاريخنا العربى.

حان الوقت لـ ألا تكون فضائحهم حصرية، سننقلها عن اللوموند أو نيوز أوف ذى ورلد أو واشنطن بوست، تليق بهم أكثر صحف التابلويد الغربية المتخصصة فى صفقات السلاح ونقل الكوكايين فى الطائرات الخاصة، وإهداء نجمات هوليود فصوص الماس.








مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

مدن الخير

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد سعيد

عبد الرحمن منيف لماذا

عدد الردود 0

بواسطة:

منصور

عبد الرحمن منيف

كم هو مبدع وحر عبد الرحمن المنيف رحمه الله .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة