لا أعرف ما الذى تطرق إليه حديث الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، مع السفير السعودى أحمد بن عبدالعزيز القطان. فتفاصيل اجتماعهما الذى عقد أمس الأول قد خلت من التفاصيل، وجاءت فى صيغة شبه رسمية تذكرنا بصيغة أخبار النظام السابق التى «تنفخ» فى الخبر للتغلب على ضعف المعلومات، وما تم نشره يدور حول الدور الاقتصادى السعودى فى مصر، وأهمية ذلك، وإمكانية أن تضخ السعودية استثمارات فى مصر، ولا أعرف لماذا تناقش السفير السعودى مع رئيس حزب فى هذه المسألة؟، فمصر بها الآن ما يقرب من 45 حزبا، فلماذا اختار حزب الإخوان تحديدا وترك بقية الأحزاب، كما أنه من غير المنطقى أن يكون موضوع النقاش «المعلن» هو الدور الاقتصادى السعودى فى مصر، فقد قابل الإخوان العديد من السفراء، لكنهم لم يتطرقوا لهذا الأمر، فموضوع كهذا يجب أن تتم مناقشته فى مجلس الوزراء مثلا، أو مع المجلس العسكرى، لا مع حزب لا يملك ولا يحكم.
بعد هذه المقابلة لم يتكلم أحد عن التدخل الخارجى فى شؤون مصر، ولم يقل أحد للطرفين: ما الذى تفعلانه؟، وبأى حق تتدخل السعودية فى الشؤون الداخلية المصرية، وتعقد الاتفاقات والصفقات مع رئيس حزب يستعد لخوض الانتخابات، وليس مع حكومة؟، ثم ألا يعد اللقاء تدخلا فى سير العملية الانتخابية فى مصر عن طريق الإيحاء للناخبين بقدرة الإخوان على جذب الاستثمارات العربية، ومن ثم تغلب السعودية كفة حزب على آخر؟، وأظن أن الحديث بعد هذا اللقاء عن التمويل الخارجى، والتدخل فى الشأن الداخلى سيصبح «ماسخا» ولا معنى له، فها هو كل شىء يدور «على عينك يا تاجر».
كنت أتمنى من الدكتور مرسى- باعتباره رجلا حزبيا يحضّر نفسه وفصيله لخوض الانتخابات- أن يتباحث مع السفير السعودى فى ملابسات الإهانة التى تعرض لها المعتمرون المصريون فى السعودية، ويطالبه بالاعتذار، وكنت أتمنى أن يسأل مرسى سفير المملكة عن مصير المعتقلين المصريين فى السجون الحكومية السعودية، والذين يقبعون فى المعتقلات بلا محاكمة أو أدلة إدانة، فإن كانت الخارجية المصرية لا تأبه بهم لأنها ليست معينة من الشعب، فعلى الأقل يجب على من يقدم نفسه إلى الشعب أن يثبت له أنه يخاف عليه ويحافظ على حقوقه، خاصة أن مركز «سواسية» لحقوق الإنسان أكد فى تقرير له نشر على موقعه أمس أن اعتقال هؤلاء المصريين غير شرعى بالمرة، ومخالف لكل المواثيق والقوانين العالمية، وكنت أتمنى أن يدافع عن أبناء وطنه، وأن يثبت لمن يريد أن يستحوذ على أصواتهم أنه يحافظ على كرامتهم ويصون حقوقهم.
كنت أتمنى من السيد مرسى الذى رأى حزبه النور بفضل ثورة الحرية والديمقراطية أن يستفسر عن مصير الشاب السعودى المسالم «خالد الجهنى» الذى اعتقلته السلطات فى المملكة، لأنه اشترك فى مداخلة ميدانية مع قناة «بى بى سى» منذ ستة أشهر مطالبا بالحرية والديمقراطية، فاختفى بعد ظهوره فى البرنامج إلى الآن، فإن تخلى من ذاق السجن والاعتقال فى عصر مبارك عن إخوته فى الإنسانية والدين واللغة والمطالب، فمن يقف بجانبهم؟.. كنت أتمنى أن ينضم مرسى لعشرات الآلاف المدافعين عن حق خالد فى الحرية، ويوجه سؤالا للملك عبدالله الشهير بـ«أبومتعب» ويقول له: أين خالد؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
اين سداد الديون
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ محمد بخيت
لماذا التحريض ياسمري
عدد الردود 0
بواسطة:
الرمه
النظرة العوراء ..
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد شاهين
قول موتو بغيظكم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
دائما يهاجم الأخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف عبدالحميد
ما كفاياكم بقى!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد علي
الخلاصة او الزبدة على رأي اهل الخليج
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود المصري
اتخنقت بجد
عدد الردود 0
بواسطة:
السعوديه ومصر يد واحده
سعودي يحب مصر الكنانه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
توريث الحكم الملكي بالسعوديه غير شرعي