حمدى الكنيسى

آن الأوان لرد اعتبارهم!

الجمعة، 30 سبتمبر 2011 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطل علينا شهر أكتوبر حاملاً معه أجمل وأروع ذكرى لحربنا «الأكتوبرية المجيدة»، التى تحقق فيها العبور العظيم، والانتصار الباهر، بفضل قواتنا المسلحة التى كانت تواجه أخطر وأعتى الموانع والصعاب، وحيث إن «ثورة 25 يناير» التى حماها وساندها الجيش قد فتحت أبواب إعادة الحقوق لأصحابها، وكشف أخطاء وخطايا النظام السابق الذى تعمد الإساءة إلى بعض القيادات وتشوية سمعتها، فأعتقد أنه قد آن الأوان لإعادة الاعتبار لمن تعرضوا لذلك الظلم الفاجر، مثل الفريق سعد الدين الشاذلى، والمشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، وغيرهما.
أولاً: الفريق سعد الدين الشاذلى..

أتحدث اليوم عن الرجل الذى لا يختلف اثنان - مهما باعدت بينهما الرؤى والمواقف والانتماءات - على أنه من القيادات العسكرية التاريخية الفذة، وقد تجلت وظهرت إمكاناته وقدراته عقب تخرجه فى الكلية الحربية، وما لبث أن خاض كثيرًا من المعارك والمواقف والحروب التى شهدت له بالتفوق والشجاعة، حتى خارج الوطن، فكان له دور فى «الكونغو» كقائد إحدى كتائب الأمم المتحدة، ثم تولى قيادة لواء مشاة شارك فى حرب اليمن، وكان من الطبيعى أن يولى قيادة القوات الخاصة «المظلات والصاعقة»، والمعروف أنه شارك فى حرب فلسطين، واليمن، وحرب 67، التى خسرها الجيش، وكان آخر من ينسحب من أرض المعركة، ثم كان له دوره فى حرب الاستنزاف، وعندما اقتربت ساعة الحسم تم اختياره رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة، وكان «أصغر» من تولى هذا المنصب بالغ الأهمية، لأنه ببساطة كان «أكبر» من حقق إنجازات وبطولات عسكرية، وبمجرد أن تولى المسؤولية الكبرى انطلق كعادته يعمل ليل نهار، تخطيطًا وتدريبًا وتنسيقًا لكل مستويات القوات، وبدقته البالغة اهتم بأدق التفاصيل، ولم يترك شاردة أو واردة دون أن يحددها ويضعها فى إطار الخطة العامة، وبذلك كان إسهامه الهائل فى تحقيق العبور التاريخى والنصر العزيز، ثم أدى الخلاف المتصاعد بينه وبين القائد العام المشير أحمد إسماعيل حول «الثغرة»، وتبنى الرئيس الراحل السادات موقف القائد العام إلى اتخاذ موقف مفاجئ ضده، ودارت على الفور ماكينة الدعاية الخبيثة، فانطلقت حملات إعلامية مسعورة للنيل منه وتبرير استبعاده، وإبعاده خارج مصر كسفير فى بريطانيا والبرتغال، للتخلص منه ومن شعبيته الجارفة، وعندما أعلن الرئيس السادات مبادرة السلام ووقع اتفاقية كامب ديفيد، لم يتقبلها الفريق الشاذلى، وانتقدها بصورة حادة، ليتفجر خلاف جديد مع السادات، ما اضطره إلى الاستقالة واللجوء للجزائر، حيث عاش فيها أربعة عشر عامًا، وعندما عاد إلى مصر تلقفه النظام السابق وألقى به فى السجن بتهمة إفشاء أسرار عسكرية فى كتابه عن حرب أكتوبر.

.. هكذا تعرض الفريق سعد الشاذلى لظلم ما بعده ظلم، فلم يتم تكريمه أسوة بزملائه قادة الحرب، بالرغم من أنه «بطلها الأول» - كما قال أكثر من صحيفة إسرائيلية وغربية - تم رفع صورته من «بانوراما أكتوبر»، كما رفعت من الصحف القومية، إلى جانب ما تعرض له فى السجن الذى لم يخرج منه إلا بعد انهيار صحته تمامًا، ولسوء حظه فارق الحياة قبل أن تكتحل عيناه بصورة جماهير الشعب فى ميدان التحرير وهى تفجر «ثورة 25 يناير» وتسقط رأس النظام وبعض رموزه، دون أن تتوقف حتى تستكمل إسقاط النظام كله.

والسؤال الآن:
كيف نعيد الاعتبار للفريق البطل سعد الشاذلى؟
الإجابة عند المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وعند حكومة الثورة، وعند الكتاب والأدباء والفنانين، فيصدر بيانًا يشيد بالرجل، ويكشف مخطط تشويهه والإساءة إليه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة