فى قرية سلامون القماش، مركز المنصورة محافظة الدقهلية، وفى عام 1948 ولد سامى حافظ عنان والتحق بالتعليم هناك إلى أن دخل الحياة العسكرية وتخرج فى الكلية الحربية.. شارك فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر. وكان يشغل العديد من المناصب آخرها قائد قوات الدفاع الجوى، والآن الفريق سامى عنان هو رئيس الأركان الحالى للقوات المسلحة المصرية والرجل الثانى فى الدولة المصرية منذ فبراير الماضى، وقد كانت الأنظار كلها تتجه إليه وقت أحداث الثورة على أنه الشخصية القيادية المرتقبة لاسيما أنه أصغر نوعا ما سنا، ويمكن أن يكون له تطلعات فى خدمة الوطن.
والمواطن المصرى العادى يستطيع بسهولة أن يشعر بقوة هذا الرجل، خاصة وهو يراه يظهر فى كل الاجتماعات التى يعقدها المجلس العسكرى مع التيارات السياسية المختلفة، وكل من يجتمع مع سامى عنان لا يمكن ألا يلاحظ قوة شخصيته وكبرياءه العسكرى وبساطة الإنسان المصرى، وفى نفس الوقت لغة حوار قائد مازال لديه الكثير كى يعطيه لبلده، وبدأت مهمة المجلس العسكرى فى إدارة البلاد ولاحظنا جميعا الدور السياسى الذى يقوم به عنان.
ووفقا للتطور الطبيعى للأمور وإذا لم تحدث مفارقات فمن المتوقع أن يكون الفريق عنان هو وزير الدفاع القادم خلفا للمشير طنطاوى بعد انتخاب رئيس الجمهورية القادم.
وهنا سيقع على عاتق عنان مهام جسام، أكثرها حساسية على الإطلاق هو كيفية التعامل مع الرئيس القادم وأيضا الحفاظ على مكانة القوات المسلحة من الناحية الدستورية والقانونية وكذلك صورة القوات المسلحة فى المجتمع، وإلى جانب كل ذلك مهمة أدبية تتمثل فى تأمين كبار قادة القوات المسلحة السابقين من أى «مكروه» وهو المبدأ والعرف الذى بات قانونا بين الأجيال العسكرية.
وقد سمعنا فى وسائل الإعلام معظم القادة فى المجلس العسكرى بمن فيهم المشير إلا أننا حتى هذه اللحظة لم نستمع إلى الفريق سامى عنان فى أى حوار مباشر وعام إلى المواطنين، لكن لا يخفى على أحد تأثير هذا الرجل فى اتخاذ القرار فى هذه المرحلة.
لكن قد تسمح الظروف فى الأيام القادمة بالاستماع إلى عنان ولكن فى مكان خاص وبصورة مختلفة، فقد صدر قرار من القاضى الذى يحاكم مبارك باستدعاء سامى عنان كواحد من أربعة شهود تستطيع أن تصفهم بأنهم من كبار القوم، سمعنا شهادتهم جميعا وتبقى لنا سامى عنان، المكان المرتقب إذن هو أكاديمية الشرطة مقر انعقاد محاكمة مبارك، والزمان قد يكون فى الأيام القادمة.
والحقيقة أننى أتوقع أن شهادة عنان عن واقعة قتل المتظاهرين المتهم فيها مبارك والعادلى ومساعدوه قد لا تختلف من حيث المضمون عن شهادة المشير، إلا أنى أعتقد أنه على عنان أن يستفيد من فرصة وجوده فى المحكمة لسماع شهادته، فنحن بأى حال من الأحوال أمام محكمة تاريخية ستسجل فيها جميع المواقف سلبا وإيجابا، وستحكم الأجيال القادمة على الجميع، طيب هل يمكن لعنان أن يدخل التاريخ فى هذه المحاكمة،، وكيف؟
من ناحية عليه أن يذكر لنا بإسهاب تفاصيل انتقال السلطة من مبارك إلى المجلس العسكرى، وماذا دار فى بلادنا فى الفترة من 25 يناير وحتى 11 فبراير، لأنه فى الحقيقة لا أحد منا يعلم كواليس مادار فى مصر فى تلك الفترة ولا أدرى لماذا نحرم من أن نعرف تاريخ بلادنا فى أيام أثرت وتؤثر فى مستقبل أبنائنا، ولماذا لم يخرج قادة المجلس العسكرى يروون لنا بأمانة وبدقة ما جرى وحدث طوال تلك الأيام؟
وببساطة أنا عندى إحساس أن الجميع سيخفون علينا الحقيقة. إلى أن يلاقى مبارك ربه، ليه؟ ماعرفش يمكن نوع من الإحراج تجاه القائد أو وفاء لتاريخه؟ الله أعلم.. بس حاجة غريبة!! لأننا لا نسألهم عن حياتهم الشخصية وإنما نسألهم عن بلادنا التى نملكها جميعا.
وهنا وفى هذه المحاكمة سيحصل عنان على أول مفاتيح التواصل مع مشاعر الشارع المصرى، فإذا أراد أن يسجل له التاريخ موقفا لم يسجله لغيره عليه أن يشرح لنا شيئا لم نكن نعرفه أو أن يبين لنا أنه يملك القوة لفضح أى شخص أيا كان موقعه واشترك فى الإضرار بحياة المواطنين أو مصالحهم، هنا سيصبح عنان من وجهة نظر الشارع المصرى الرجل الذى أتى لنا بمفتاح الصندوق الأسود المسمى رئاسة الدولة وقت أحداث الثورة، هذا الصندوق الذى لم يفتح حتى هذه اللحظة والذى يبدو فتحه مهمة صعبة للغاية تحتاج إلى شخص صاحب تاريخ ولم يسبق لأحد كان أن أمسك عليه خطأ، وبالتالى لا يساوم وليس لديه نقاط ضعف ولا يعرف سوى مصلحة أبناء بلده.
تفتكروا سامى عنان ممكن يكون الشخص ده؟ الله أعلم، طيب تفتكروا إن عنان لديه معلومات عن الصندوق الأسود؟ أم أن الاتصال بين رئاسة الجمهورية والقوات المسلحة كان فقط عن طريق المشير؟ برضه الله أعلم…بس أكيد يعنى رئيس الأركان كان عارف إيه حكاية جمال مبارك وتدخلات سوزان مبارك فى حكم مصر؟ وكانوا بيشتغلوا بأى قوة؟ ومين هو الفريق اللى كان بيساعدهم؟ والسؤال الأهم هل كان يمكن لهذا القائد العسكرى أن يؤدى التحية يوما لجمال مبارك إذا ما كانت نجحت مؤامرة التوريث؟ الحقيقة أنا ماعرفش.
مفيش شك إن مكانة القوات المسلحة لدى كل مصرى لن تهتز مهما كانت الظروف، ووجود المجلس العسكرى فى الحكم سنة أو سنة ونصفا من الطبيعى أن يجعله يحتك بلعبة السياسة وهى لعبة كل أطرافها لابد أن يخسروا فيها، لكن أنا واثق أن رصيد الجيش المصرى سيغطى الخسارة التى تكبدها المجلس العسكرى فى هذه المرحلة الانتقالية.
وعلى المشير القادم أن يقلل من حجم الخسائر فى المرحلة الانتقالية وأن يحاول تعويض ذلك بعد عودة الجيش لسكناته.
لكن الفرصة الآن كبيرة أمام المجلس العسكرى وأمام سامى عنان فى أن يتكلم بدون حدود وبإحساس الشخص المؤتمن على أمانة لابد أن تصل إلى أصحابها، والشعب المصرى يقدر تماماً كل من يعمل لصالحه.
الشىء الوحيد الذى لا يمكن أن نتطرق إليه وسنتركه للمحكمة ولليمين الذى سيحلفه عنان هو شهادته على مبارك وما إذا كان لديه معلومات عن القضية محل الاتهام، هنا لا يمكن لأحد أن يتدخل فى ذلك وتبقى هذه الشهادة أمرا بين عنان وربه ولا يمكننا قانونا أن نخوض فيه.
طيب تفتكروا عنان هيقول إيه؟ «ده لو تم موضوع حضوره للمحكمة».. الحقيقة الإجابة غير معلومة لى فى الوقت الحالى، لكنى سأراها وأسمعها كما سمعت شهادة المشير طنطاوى وعمر سليمان، بس للأسف الشعب المصرى محروم من معرفة كل هذه الشهادات بموجب قرار من المحكمة يحظر نشرها، وتبقى بلدنا اتسرقت وولادنا ماتوا وبرضه مش عارفين ليه، وممنوعين من الحديث عن بعض أدق الأمور فى هذه المحاكمة، حسبنا الله ونعم الوكيل.
لكن لا تقلقوا أكيد «هنلاقى حل» وهتعرفوا كل حاجة، وكل كلمة سوف تقال وتخص بلدنا هتعرفوها، لأن ده حق لكم وواجب علينا، لأنها بلدنا كلنا ومعندناش مكان تانى نروحه غيرها وقررنا إننا نطهرها مهما كانت التضحيات.
ولنا سطور أخرى الأسبوع القادم إن كان فى العمر بقية...
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د لمياء صبحي
والله تسلم ايدك يا استاذ خالد
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
مفيش فايدة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد بكر
تأثير على الشاهد
عدد الردود 0
بواسطة:
د عمر الخليجى
إن خفى اليوم فحتماً سيظهر يوماً ما ولكن لا تتعجل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد البدري
عنان
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى غلبان
ننتظر الحكم العادل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى اصيل
زياره واشنطن لم تكن عاديه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
انت تريد لا الشعب يريد
عدد الردود 0
بواسطة:
Dr. Sultan
Sultanies
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمان
ياريت ندخل فى الموضوع الاساسى وهو قتل المتظاهرين فى الميادين العامة