قلت من قبل، إنه من الضرورى ألا نغفل فى قراءة المعارك التى جرت فى الانتخابات البرلمانية، أن المرشح أو السياسى الذى يعيش تحت جلد الناس، لن يخذلوه وسيسيرون معه إلى آخر شوط فى معاركه، وضربت مثلا فى ذلك بالأسماء التى نجحت أمام مرشحين من الوزن الثقيل ينتمون إلى الإخوان والسلفيين، وأعطى هذا النجاح ذائقة أخرى تتمثل فى أنه لا يجب أن نسلم كاملا باعتقاد أن المصريين أعطوا أصواتهم على أساس دينى.
أذكر هذه المقدمة لأن هناك من أعطى تأكيدا جديدا لها، وهو الطبيب العالمى الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى فى مصر ومؤسس معهد الكلى فى المنصورة، لم يرشح غنيم نفسه فى الانتخابات، لكنه كان من روادها بحق، وذلك بوقفته الرائعة خلف قائمة «الثورة مستمرة» فى المنصورة، مما أدى إلى فوزها بثلاثة مقاعد فى البرلمان.
أعلن غنيم من البداية أنه سيساند «الثورة مستمرة» بكل قوة، وترجم دعمه للقائمة بقيادته للمؤتمرات الجماهيرية، داعيا فيها إلى التصويت لها، والتف حوله الشباب بحماس بالغ، بإدراك أن هناك رمزا كبيرا يتقدم صفوفهم، وبتتبع ما ذكره غنيم فى هذه المؤتمرات، سنجده على موقفه المبدئى فيما يتعلق بنقده لأداء المجلس العسكرى، وقوى الإسلام السياسى، وباقى الأحزاب التقليدية.
قال لى أحد الأصدقاء فى المنصورة، إن الناخبين البسطاء يجدون فى غنيم رمزهم المحبوب، وما يقوله يكون مصدر ثقة لهم، ويأتى ذلك من تراث طويل فى الانحياز لهم كطبيب وإنسان، وحين يتحدث لهم عن قائمة انتخابية فهذا يعنى أن «غنيم قال»، وقد يرى البعض أن الفوز بثلاثة مقاعد فى المنصورة لقائمة الثورة مستمرة، ليس بالكثير، لكن إذا وضعناه فى السياق العام للمشهد الانتخابى، الذى حضر فيه قوة التنظيم ممثلا بالدرجة الأولى فى «الحرية والعدالة» و«النور»، مما وضع صعوبة أمام القوائم الفقيرة ماليا، أقول إننا أمام ذلك نجد أن ما فعله غنيم ومن معه يستحق التقدير.
ماذا لو كان هناك أكثر من غنيم فى دوائر مصر؟، ماذا لو نزل إلى الميدان رموز أخرى يثق فيهم الشعب المصرى؟، المؤكد أننا كنا سنشهد برلمانا أعظم يحوز ثقة أكبر، يكون فى طليعته كل من يعيش تحت جلد الناس من جميع التيارات السياسية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
درس الدكتور محمد غنيم للأحزاب الوليدة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو عمرو
مكمن المشكلة