حمدى الكنيسى

أفيقوا.. يرحمكم الله!!

الإثنين، 30 يناير 2012 03:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتجه بحديثى إلى قيادات «الجماعة» - التى لم تعد محظورة - وإلى «ذراعها السياسية»، فأقول لهم بمنتهى الصدق: لقد راهنتم على الشارع فى انتخابات مجلس الشعب والشورى أيضًا، واستثمرتم رصيدكم الكبير من الخدمات والتنظيمات، كما استثمرتم مشاعر التعاطف معكم، لما تعرضتم له من اضطهاد واعتقالات، وقد رحب الشعب بنتائج الانتخابات، بالرغم من أن ثمة شائعات همست بأن صفقة بينكم وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد تظهر ملامحها فى القريب، وبدلا من قيامكم بإنكار تلك الأخبار، تحركتم بما يكاد يؤكد صدقها، حيث خرج غالبية الشعب من كل المدن والأحياء، منطلقين نحو ميدان التحرير وكل ميادين الثورة، ليؤكدوا ضرورة استكمال أهدافها رافضين فكرة وشعار الاحتفال بما قيل إنه «عيدها»، لأنهم يثقون «بحكم الواقع والمنطق» أنها مازالت تعانى من معوقات، ومازالت تتلهف على استكمال بقية الأهداف والمطالبات، لكنكم - فى الجماعة والحزب - اتخذتم موقفا مغايرا - بل متناقضاً -، حيث اعتبرتم «25 يناير 2012» عيدا للثورة وكأنها حققت بالتضحيات الهائلة لشبابها كل ما قامت من أجله!!، ثم شهد ميدان التحرير ما يوضح هذا التناقض فيما ظهر فى المنصة الكبيرة التى أقمتموها، حيث تم استخدام مكبرات الصوت العديدة والقوية جدا فى إذاعة الأغنيات والقرآن الكريم، ويبدو أن الهدف - كما رآه الثوار - هو تأكيد معنى «العيد»، وأيضًا «الغلوشة» على هتافات الثوار المطالبين باستكمال الثورة والمشوار، بل إن إذاعة الكثير من آيات القرآن الكريم كانت تفرض عليهم الصمت والتوقف عن هتافاتهم، وإلا كانوا يعترضون على إذاعتها، وكان من الطبيعى أن تحدث بعض الاحتكاكات والاشتباكات بين رفاق النضال الذين كان توحدهم الرائع من أسباب نجاح الثورة وإبهار العالم بها.

إننى أخاطبكم يا كبار القادة «فى الجماعة والحزب» لأقول لكم: «أفيقوا يرحمكم الله»، فأنتم - بمثل هذا الموقف - قد تخسرون الشارع الذى أولاكم ثقته الغالية، وقد رأيتم - بأنفسكم - كيف تدفق الملايين من كل أطياف الشعب، لاستكمال الثورة، «وليس للاحتفال بعيدها».

> ثم هل جاءكم نبأ اعتراض عدد من شبابكم على فكرة «الاحتفال»، حتى إن منهم من صعدوا إلى منصة الثوار، وأعلنوا أنهم رغم انتمائهم للحزب والجماعة، فإنهم يؤمنون بأن الثورة لم تكتمل بعد، ولا بديل عن تحقيق كل الأهداف التى قامت من أجلها، وضحى فى سبيلها الآلاف من الشهداء والمصابين.. وبالتالى لا مجال للاحتفال بها.

> أخيراً - ولأننى أدرك أنكم بذكائكم وخبراتكم - قادرون على استيعاب نتائج وأبعاد ما حدث، وقادرون على تصحيح مسيرتكم الجديدة التى أضاءتها التصريحات التى أطلقها بعضكم للتأكيد على النهج الجديد لكم، ولأننى - وغيرى من الموضوعيين - نود أن تنجح تجربتكم فى الحياة السياسية التى تم إبعادكم عنها سنوات وسنوات، وذلك حتى تستعيد الثورة بهاءها وزخمها، ويستعيد كل أطرافها من «شباب ومجلس أعلى وأحزاب» وحدتهم الرائعة، وينطلقوا جميعا بمصر العزيزة نحو البناء والتنمية والتقدم والرخاء على الطريق الذى مهدته الثورة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة