بعد أقل من ثلاثة أسابيع - «أى فى 25 يناير» - سوف نحتفل بالعيد الأول للثورة، وقد عبر البعض عن مخاوف معينة من إفساد الاحتفال، وتفجير الخلافات والصراعات التى لا يعلم مداها ونتائجها الخطيرة إلا الله، وهذا ما جعل المؤمنين بالثورة، والمدركين لأهمية وحتمية حمايتها، ومساندتها حتى تحقق كل أهدافها، يناشدون جميع القوى السياسية بأن تتقى الله فى الثورة وفى مصر، لأن ما يمكن أن يبرر تلك المخاوف هو ما انحدرت إليه الأحوال بصورة كادت تهدد الثورة، وتفقدها أعز وأغلى ما حققته لمصرنا الغالية من مكانة رائعة بعد سنوات الضياع الثلاثين التى عاشتها وفقدت معها قيمتها وقامتها، وحيث إننى سبق وأن ناشدت بهذا المعنى - فى مقالات سابقة - هذه القوى السياسية، وحددت كل فصيل منها، فإننى لن أعود إلى ذكرها بالتفصيل، وأكتفى بأن أشارك مباشرة فى هذا النداء، سائلاً الله أن يلهم الأحزاب والجماعات والتيارات والائتلافات ونجوم الفضائيات وسادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بأن يتقوا الله ويعودوا جميعاً إلى الصورة المبهرة التى توجت ثورة 25 يناير عندما توحدت كل القوى وتلاشت أى فواصل بينها، فرأى العالم كله شعب مصر، وهو على قلب رجل واحد، وكم كانت - على سبيل المثال - صورة الإخوة المسيحيين، وهم يقومون بحماية إخوانهم المسلمين أثناء أداء صلاتهم خلال الاعتصام بميدان التحرير وبقية ميادين الثورة صورة رائعة مذهلة، وقد تكررت عندما أدى المسيحيون صلواتهم وسط حماية إخوانهم المسلمين، وكثيرة هى الصور التى توجت ثورتنا، وجعلتها إحدى أهم ثورات العالم، وبفضلها صارت مصر حديث جميع الدول، بل صارت ملهمة بثورتها مختلف الشعوب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.
يبقى أن أقول لكل القوى السياسية: إننا إذا كنا ندعو ليل نهار أن تتقوا الله فى الثورة وفى مصر، فإننا نؤكد لكم أن هذه هى فرصتنا الوحيدة والأخيرة لإنقاذ الثورة وإنقاذ مصر، وإذا أفلتت منا هذه الفرصة بالعجز عن الخروج من مستنقع الانقسامات والأطماع الشخصية والحزبية والفئوية حتى إن البعض حاول تشويه الثورة والوقيعة بين الشعب والثوار فإننا سوف نشيع جثمان الثورة - لا قدر الله - ونوجه طعنة غادرة لآلاف الشهداء والمصابين، ونحرم مصر من أعظم إنجازاتها بل إنها قد تقع فريسة لأعدائها المتربصين بها، ويومئذ سوف نبكى على اللبن المسكوب يوم لا يجدى البكاء، ولا ينفع الدعاء.
يا تُرى كلامى واضح؟! والصورة واضحة بكل أبعادها؟! وهل يدرك الجميع أن مقصلة الشعب والتاريخ جاهزة للمتقاعسين والمتواطئين؟!
«قالها المستشار مصطفى سليمان»
ما ذكره المستشار مصطفى سليمان المحامى العام فى مرافعته أمام محكمة القرن عن النظام السابق: رئيساً ومعاونين، تسجيل دقيق لما ارتكبوه من أسوأ مظاهر الفساد والاستبداد وفشل السياسات التى أفقدت مصر مكانتها فى العالم «مما جعل ثورة 25 يناير خالدة فى ذاكرة العالم!».
ملحوظة: لعل قادة القوى السياسية الذين ندعوهم إلى أن «يتقوا الله» يقرأون ويستوعبون ما قاله المحامى العام لنيابات استئناف القاهرة، وما تتضمنه مذكرة الاتهامات بالتفصيل، حتى يدركوا حجم المسؤولية التى تحيط بأعناقهم احتراماً للثورة وحمايةً لها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح -صوت الجماهير
والحل كذلك ان يكون الاحتفال فى مكان محايد
عدد الردود 0
بواسطة:
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
ماليش فى السياسه
مالطه
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الجزيرة
اسمح لى ان اعلق على جزئية واحدة ...
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين عمران
هل يتقون الله