عفت السادات

ونحن أيضا نريد الشريعة

الأحد، 11 نوفمبر 2012 09:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما نجد مجموعة من أصحاب التاريخ الحافل بالعمليات الإرهابية التى شملت التفجير وقتل المصريين والسياح الأجانب الأمنيين، وحتى الأطفال، واستحلال أموال الأقباط، وتحريم ما أحله الله.. يتصدرون مشهد من يتصدون لتطبيق الشريعة، فالخوف هنا ليس من الشريعة كما أنزلها الله وطبقها ونشرها الرسول ومن بعده الخلفاء الراشدون وعمر بن عبد العزيز - قط - بل الخوف من تحريفهم لمفهوم الشريعة، وكيف سيطبقونها وعلى من ومتى.. لم يخرج علينا واحد منهم ليقول ننادى بتطبيق الشريعة على النحو الذى ينص على كذا وكذا، بل يتم استخدام الكلمة فقط وكأنهم هم المسلمون فقط.. لم نسمع منهم كلمة واحدة عن العلم أو التنمية البشرية أو النمو الاقتصادى، أو حل مشكلة المرور أو البطالة أو التضخم.. بل بدأ الأمر بمزايدة حول من الأكثر إيمانا، ثم تحول بعد ذلك صراحة إلى تكفير من يعادى فكرهم وأفعالهم وليس الشريعة.

ما بعد 25 يناير لم يعد هناك تضييق على أحد فى ممارسة ما يعتقده حتى لو كان على خطأ، لماذا يتضرر هؤلاء من ممارسة الغير لحريته الشخصية والتصميم على لعب دور الوصى والقيم على الدين، والاهتمام بالشكليات، وجعل الدين مجرد قشرة تغلف المجتمع، حتى لو كان كل ما بداخل هذه القشرة فاسداً ومتعفناً، كما فى بعض البلاد حولنا التى تقول إنها مجتمعات إسلامية.

وإذا كنا حقا نرغب فى بداية جديدة وتغيير حقيقى، فيجب أن يكون اندفاعنا إلى الأمام، لا إلى الخلف، فالعلم والمعرفة والعمل هم من يقود الشعوب إلى التقدم، فى الهند الدولة النووية صاحبة الاقتصاد القوى "الغالبية تعبد البقر"، وهذا مثال من بين مئات الأمثلة الموجودة حولنا.

وإذا كنا نؤمن حقا أن هذا الدين هو الحق، فلننصره بالعمل والاجتهاد، ونجعل منه منهجاً للحياة لا شرنقة لبعض المرضى النفسيين الراغبين فى إخراج عقدهم ونقصهم على من حولهم، فالعلاقة بين العبد وربه هى علاقة خاصة جدا، لا تحتاج إلى أوصياء والعصر الذى نعيشه يكفل للغالبية العظمى البحث والتدقيق، والتنقيح، ومعرفة دينها واستيعابه بشكل أكثر تيسيراً.

إذا ظلت الدولة صامتة ومباركة لما يحدث فى هذا الشأن، تصبح مشتركة فى هذا الإجرام بصمتها.. فالمزايدة ومحاولة التكسب السياسى من باب الدين جريمة، والسكوت على التكفير هو رخصة بإباحة القتل، ومن ثم نرى النموذج الأفغانى والصومالى هنا من جديد وبئس النموذجين.

أخيراً أتمنى قبل أن تقفوا مهللين راغبين فى تطبيق الشريعة، أن تعملوا "بجوهرها" أنتم أولا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة