هو إنتى بتكرهى الإخوان ليه؟ سؤالى فاجأنى به أحد الزملاء؟ والذى أردف قائلا: «إنتى دائما بتطاولى على الإخوان.. خايفة منهم ليه؟ وتتجاوزى فى حق المرشد وفى حق السيد الرئيس، بذمتك كدا قوليلى إنتى انتخبت مين فى الرئاسة؟ ويا ترى بتصلى وتعرفى فروض الإسلام، عندك مصحف فى بيتك؟ طبعا اللى زيك قالت لا على الدستور مش عارف هتقابلى ربنا إزاى».
تركت الزميل الفاضل يقول كل ما يرغب فى أن يرمينى به، من اتهامات بأننى كارهة وحاقدة على الإخوان المسلمين وإنجازاتهم فى الحياة السياسية والاجتماعية فى مصر، وإننى لا أعرف شيئا من أمر دينى ولا أفقه شيئا، وبالطبع أخذ يحدثنى وهو يرفع صوته متنمرا، وكلما تركته يسترسل أكثر ويلقى مزيدا من الاتهامات وأنا صامتة لا أبادله الرد أو الاتهام كان يشعر بذكورته فيعلو صوته أكثر فها هو يقهر امرأة -كائن أقل منهم فى المرتبة، درجة ثانية يعنى- أو هكذا هم يرون النساء، وانتظرت جملته الأخيرة والتى كنت أعرف أنه سينهى بها معزوفته الموسيقية لتصل الجملة إلى ذروتها «إنتى بتاعة سيما إيه اللى بيخليكى تتكلمى فى السياسية مش بتكتبى عن الأفلام والراقصين والطبالين بتوع السيما خليكى فى اللى إنتى فيه».
وبعد أن تركته يزهو بنفسه وإنجازه لدقيقة بعد أن شعر بالانتصار نظرت إليه، ولم أقل له سوى جملة واحدة: «مصر هى أمى» وتركته ومضيت فى حال سبيلى لأن النقاش لا يجدى مع هذه الفئة من البشر، الذين هم مستعدون لاتهامك بأبشع التهم، وهم مرتاحو الضمير ومادمت لا تتفق مع قناعاتهم فأنت ضدهم على طول الخط، وبدأت بينى وبين نفسى أسترجع سيل التهم التى ألقاها فى وجهى وأضحك من رد فعلى عندما قلت له «مصر هى أمى».
وبدأت أسترجع كلمات تلك الأغنية التى شدت بها الفنانة عفاف راضى وقلت من حقى ومن حق كل المصريين أن يبحثوا عن مصر بلدهم وأن يدافعوا عن هوية بلدهم عن سماحة دينهم، أكتب لأننى لا أملك سوى الكتابة صحيح أنا بتاعة «سيما» ولكن السينما هى من أرقى أنواع الفنون المصورة التى تؤرخ لمجتمع وللحالة السياسية، الصورة التى أرخت جميع الانتهاكات أمام قصر الاتحادية وهى التى حملت خوف المهندس «مينا فيليب»، ذلك المصرى الشريف الذى خرج ليعبر عن رأيه وتم سحله ووصل به الأمر إلى أنه خشى أن يذكر اسمه خوفا من قتله لو علم الإخوان بأنه قبطى، الصورة هى التى نقلت الصور السمحة للمتأسلمين فى الإسكندرية وهم يحملون السيوف والسنج والمطاوى ويروعون المعارضين، وتنقل لنا ما وصل له الحال فى بر مصر على يد الإخوان، السيما هى ذلك الشريط الذى سيضم فى يوم من الأيام آلاف الصور التى ستؤرخ لمصر فى عهد الإخوان، وترصد حالة القهر التى يحاولون أن يضعوا فيها المختلف عنهم، وهى أيضا التى تؤرخ لهذا الزميل وأمثاله والذين باتوا يطلون علينا من الفضائيات المشؤومة التى لا تروج سوى للتعصب والتطرف، والمليئة بالسباب والشتائم لكل المختلفين معهم، والتى لا يتردد شيوخها فى إطلاق تهم العمالة والتخوين على كل من يقول لا، أو يرفض ناموس الإخوان وقوانينهم الباطلة، من إعلاميين وفنانين ورموز مصر الثقافية والسياسية والوطنية، والأهم أنها ستكون خير ناقل لثورة الغضب القادمة، شاء الإخوان أم أبوا، فالغضب قادم ومصر ستظل وطنا للجميع، حتى لو جاءت نتيجة الدستور بنعم، هناك أمل لأن مصر أصبحت تعرف شبابا ورجالا ونساء يستطيعون أن يقولوا لا ومنهم بتوع السيما الذين يراهم الإخوان وغيرهم من المتأسلمين رقاصين وطبالين، ولكنهم يتهافتون على التسليم عليهم عندما يرونهم مثلما حدث مع عادل إمام، حيث تسابقوا على الحديث معه والصورة التذكارية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صابر محمود
شكوكو والعقاد
عدد الردود 0
بواسطة:
جرجس فريد
أنصاف الحلول لا تنفع
عدد الردود 0
بواسطة:
nonahyoushf
نبض الشارع
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر - omardealo
هتعيشي وتموتي وانتى بتقولي لا وبس
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف هاشم
مش عيب لما نقول لأ ...... لكن بدون شتيمة
عدد الردود 0
بواسطة:
حمودة
لا للتخريب وفرض الرأى ... نعم للصندوق ...
عدد الردود 0
بواسطة:
khaled atef
like
like