د. رضا عبد السلام

باختصار.. إياكم والقوائم فى قانون الانتخاب الجديد!!

الجمعة، 28 ديسمبر 2012 05:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد دفعت مصر ثمن الانسياق وراء الباحثين عن السلطة منذ قيام الثورة، وتجربة مجلس الشعب السابق المريرة ليست عنا ببعيدة. مؤكد أن نظام القوائم هو أفضل نظام عرفه العالم، ولكن شرطه الأول والرئيس هو "وجود أحزاب قوية، ينافس بعضها بعضاً منافسة شريفة، فى بيئة ديمقراطية ومجتمع عالى الثقافة السياسية، يستطيع الاختيار بين برامج الأحزاب، وفى ضوئها يختار القائمة التى حظيت بثقته فى قدرتها على النهوض بالبلاد اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً" هذا هو باختصار تعريفى للبيئة اللازمة لتطبيق نظام القوائم.

إذا ما أمعنا النظر فى الفقرة المشار إليها أعلاه سنجد أن الحديث عن إعمال نظام القوائم مرة أخرى فى مصر ما هو إلا كلمات حق سيراد بها باطل، سواءً طالبا بها الإسلاميون أو من يسمون بجبهة الإنقاذ!! فالواقع المصرى الراهن لا يعرف سوى حزب الحرية والعدالة الذى يتمتع بقدرة تنظيمية عرفناها جيداً، وبقدرات مالية لا نعرف لها حدود، فى مقابل مجموعة من الأحزاب الهشة التى يسعى بعضها للتكتل المصطنع، وبعض الأحزاب التى ربما لا نسمع عنها إلا فى صحفها الخاصة، أو يشار إليها فى وسائل الإعلام المختلفة.

كما أن ثقافتنا السياسية لا ترقى بعد إلى مستوى الاختيار لقوائم أحزاب، يُقيم فيها المواطن المصرى القائمة فى ضوء البرامج. فأتحداكم وأتحدى كل من صوت فى البرلمان السابق أن يكون أى منا عرف شيئا عن برامج أو حتى أشخاص أفراد القائمة لهذا الحزب أو ذاك. فكلنا نعرف جيداً على أى أساس قمنا بالاختيار، ولكنها كانت خطوة على طريق طويل نحو البناء.

وعليه، ورغم مخاوف من يمسون بالنخبة من أن يُطِل من يسمون بفلول الحزب الوطنى برؤوسهم من جديد، فهذه أيضاً كلمات حق يراد بها باطل. طالما أنه ليست هناك أحكام قضائية بحق أسماء بعينها، فمن حق تلك الأسماء ممارسة حقها السياسى كاملاً، بالطبع باستثناء قيادات الحزب البائد، الذين شملهم نص العزل السياسى الوارد بالدستور الجديد. فأنا مع هذا النص قلباً وقالباً رغم اختلاف البعض. فلا يمكن أن تُعطى الفرصة لمن عملوا ليل نهار على إفساد حياتنا كقيادات فى الحزب البائد، لأن يشاركوا فى إحراقها خلال تلك الفترة الانتقالية الحرجة. فهم محظوظون بأنهم لم تطالهم يد العدالة بعد، والشكر كل الشكر لقضاتنا، الذين تركوا مهمتهم الرئيسة، وانشغلوا بالبحث عن مكان لهم فى مصر الجديدة، أو على الأقل أُدخِلوا فى هذه المعركة الوهمية وكانت مصر وشعبها هما الضحية المنسية!!

على كل حال، أكتب دائماً لوجه الله والوطن، وأدعو من نصبوا من أنفسهم متحدثين بلسان شعب لفظهم أن يتقوا الله فينا ويتركوا الكلمة للشعب، وأن نعود مرة أخرى لنظام الانتخاب الفردى، بحيث يكون فى مقدور كل كفاءة مؤهلة أن تقدم نفسها فى إطار دائرتها الانتخابية، لأن أن نجعلها يتفسح بين ثلاث أو خمس دوائر، وفى النهاية تكون الغلبة لمن يملك المال، ويعود الحال إلى ما كان عليه.

وكما تعلمون - وتستطيعون استطلاع رأى الشارع – لقد لفظ الناس كافة القوى والأحزاب السياسية القائمة، ولهذا لم يعد لها مكان للحديث بلسانه، وعليها ألا تخنقه بنظام سيعيدنا مرة أخرى إلى نقطة صفر جديدة، ولا أعتقد أن مصر (اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً) تتحمل العودة إلى تلك النقطة. فحالنا الاقتصادى والاجتماعى والأمنى لا يخفى على أحد. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة