حمدى الكنيسى

هذا الفارق المؤسف بين الصورتين!!

الإثنين، 13 فبراير 2012 03:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فارق شاسع ومؤسف بين «الصورتين»، «بين الصورة التى جسدت معنى (الجيش والشعب إيد واحدة)، والصورة التى أظهرت ما معناه أن (الجيش والشعب يدان متباعدتان!!)»، وقد يقول قائل: من المسؤول عن حدوث هذا الفارق الشاسع بين الصورتين؟! وتأتى الإجابة سريعاً فتقول: «الطرفان يتحملان المسؤولية الكاملة أمام الله والوطن!!
الطرف الأول: ويضم القوى السياسية وائتلافات الشباب وبعض وسائل الإعلام، فقد تصور الجميع - بسذاجة سياسية - أن إعلان تنحى مبارك معناه سقوط النظام، فغادروا جمعيهم ميدان التحرير وكل ميادين الثورة تاركين المسؤولية فى يد «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» لإدارة المرحلة الانتقالية وتحقيق بقية أهداف الثورة، وفى نفس الوقت انهمكت القوى السياسية فى التنافس والتصارع من أجل اقتناص أكبر قدر من كعكة الثورة، حتى ائتلافات الشباب انشغل بعضها فى البحث عن الأضواء، وانشغلوا جميعا فى التصريحات والمواقف المتباينة والمتضاربة أحياناً كاختلاف الآراء فى الدعوة إلى «المليونيات» أو رفضها!!
وهكذا انزلقت القوى السياسية إلى هوة الخلافات بدلا من أن تسعى لتشكيل «مجلس قيادة الثورة» من بين الذين أطلقوا وضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجلها، ولو أنه تم تشكيل هذا المجلس لأمكن استعادة روح الوحدة الرائعة التى ميزت الثورة.

ثم يأتى دور بعض وسائل الإعلام، وعن هذا الدور الخطير تحدث كما تشاء، فقد لعبت دوراً غير مسؤول عندما جرت وراء الإثارة تسولاً للجماهيرية ومعها طبعاً الإعلانات، وما أدراك ما الإعلانات!!، وهكذا نقلت الصحف والشاشات أخباراً افتقدت الدقة والموضوعية، وقدمت برامج «التوك شو» حوارات ساخنة ملتهبة بعضها يدفع الأمور فى اتجاه محدد قد لا يتفق مع ظروف المرحلة الانتقالية، وبعضها تتصادم فيه الآراء، ووجهات النظر بما يؤدى إلى اختلاط الأمور وفقدان الرؤية الصحيحة لمتطلبات المرحلة.

الطرف الثانى: استحق الجيش بجدارة أن ينال ثقة الثوار وأن يكون مع الشعب «يدا واحدة»، وذلك بمجرد صدور البيان الأول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة حاملا التفهم والمساندة للثورة، وبانطلاق هتاف وشعار «الجيش والشعب إيد واحدة» حصل المجلس الأعلى على شرعية إدارة المرحلة الانتقالية، وبالروح الثورية، ومع الآمال العراض التى بعثتها الثورة تابع الجميع القرارات والمواقف المختلفة التى اتخذها المجلس والتى لم يرتفع بعضها إلى مستوى الطموحات والتوقعات مما دفع الشباب إلى التوجه نحو ميدان التحرير وبقية الميادين المكتظة بالملايين الذين أصابهم القلق والخوف من عدم استكمال أهداف الثورة، وعندما استجاب المجلس لبعض المطالبات استقر فى أذهان الثوار أنه لا بديل عن ممارسة الضغوط «المليونية» على المجلس الذى كانوا قد أولوه الثقة الكاملة، ووضعوا يدهم فى يده.

وهنا اندفعت بعض وسائل الإعلام فى ارتكاب مزيد من الأخطاء فنقلت الأخبار والحوارات التى أثارت المزيد من القلق والارتباك، وأخذت «اليدان» «يد الجيش ويد الشعب» تتباعدان رويداً رويداً، حتى وصل الأمر إلى ما لم يتوقعه أحد فارتفع شعار «يسقط العسكر»!!
الحل العاجل والضرورى: لا بديل عن إسراع كل الأطراف نحو تدارك ما وقع من أخطاء سواء بسرعة إصدار الأحكام على المتهمين ابتداء من أركان النظام السابق ثم المتورطين فى أحداث «ماسبيرو»، و«محمد محمود»، و«مجلس الوزراء»، و«استاد بورسعيد»، إلى جانب تحديد الموعد النهائى لانتقال السلطة، مع التوقف عن الاعتصامات والمليونيات من أجل التقاط الأنفاس، وإتاحة الفرصة للطرف الثانى كى تتحقق الاستجابة الكاملة لمطالب الثورة، ويساعد فى ذلك بطبيعة الحال مراجعة وسائل الإعلام أسلوبها وأداءها حتى لا تتكرر الإثارة التى تأخذ أحياناً صفة التحريض ولو بحسن نية!!
لو تم ذلك كله، سوف يعود شعار «الجيش والشعب إيد واحدة»، خاصة مع بدء السلطة المدنية، وعودة المجلس الأعلى إلى موقعه الأصلى بعد أن سجل موقفه التاريخى مع الثورة انطلاقاً واستكمالاً لأهدافها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة