فى أعقاب مجزرة استاد بورسعيد التى أدمت قلوبنا جميعاً، وجعلت أندية عالمية واتحادات رياضية تعلن الحداد بشكل أو بآخر على ضحايا المجزرة من شبابنا الذين كان لهم دور بارز فى نجاح الثورة، نجد أن الشيخ المهندس عبدالمنعم الشحات أبى إلا أن يصدمنا كعادته ببعض الفتاوى والتصريحات فقال فى أحد برامج الفضائيات إن ضحايا المجزرة ليسوا شهداء، لأن المعايير الشرعية للشهادة لا تنطبق - فى رأيه - على من قتلوا فى «استاد بورسعيد»، ثم أطلق فتوى أخرى بأن مسابقة الدورى والكأس فى كرة القدم حرام حرام، ثم أضاف أن الاحتراف فى مجال الكرة حرام حرام، وبعد ذلك وجه نصيحته لنجم الأهلى ومصر «أبوتريكة» فدعاه إلى أن يترك كرة القدم لأن احترافها شرعاً غير جائز، وبالتالى عليه ألا «يرتكبها» لأنه شخص مثالى!, وكان من الطبيعى أن يرفض «أبوتريكة» نصيحة «الشيخ الشحات»، ويستعد للعودة إلى المباريات بعد فترة الحداد على «شهداء الاستاد»، ولعلم الشيخ الشحات «أبوتريكة» ليس مجرد نجم كروى شهد بتألقه العالم العربى، فهو إلى جانب ذلك شاب متدين ويفهم جيداً أمور الدين كما أنه - بصفة عامة - مثقف ويفهم جيداً أمور السياسة والسياسيين، وله مواقفه الوطنية والعربية التى أذكر منها على سبيل المثال كيف استثمر إحدى مباريات البطولة الأفريقية التى تنقلها وسائل الإعلام العالمية، وحول نجاحه فى تسجيل هدف رائع لمنتخب مصر إلى الدعوة لإنقاذ وحماية إخوتنا الفلسطينيين المحاصرين فى غزة حيث رفع الـ«تى شيرت» ليظهر أمام الكاميرات العالمية ما كتبه على «تى شيرت داخلى» «أنقذوا غزة»، فعلها أبوتريكة بالرغم من أنه كان يعلم مقدماً أن ذلك يعرضه لعقاب اتحاد الكرة الذى ترفض لوائحه الربط بين الرياضة والسياسة، والمؤكد أننا سنراه قريباً وبمجرد عودة مباريات كرة القدم متألقاً كعادته، ولعل الشيخ الشحات سيكون من بين المتابعين بشغف لهذه المباريات!
تصريحاتهم فى معامل التحليل السياسى
ما دام الشيخ الشحات قد دفعنا إلى التوقف أمام تصريحاته وفتاويه الجديدة فإننا بالضرورة نتوقف أمام ظاهرة لها خطورتها، إذ إنه منذ انطلق ربيع الثورات العربية وظهر التيار الإسلامى بقوة فى مصر وتونس وليبيا والمغرب حتى دانت له فرصة تشكيل الحكومات، كان من الطبيعى أن يوضع الإسلاميون تحت منظار العالم خاصة فى الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ومعنى ذلك أن التصريحات والفتاوى التى تصدر عن بعض الإسلاميين من سلفيين وإخوان مسلمين وغيرهم سوف تدخل على الفور فى معامل التحليل السياسى، لتحديد التوجهات والسياسات التى يتعين على العالم مواجهتها، والمواجهة هنا مفتوحة فقد تتمثل فى محاولة الاحتواء، وقد تظهر فى محاولة الحصار السياسى والمادى، ومن الممكن أن تأخذ طابع تفجير الخلافات والمؤامرات لضرب التجربة الإسلامية كلها، ومع أننى أدرك جيداً أن الأمثلة عديدة للتصريحات التى أطلقها بعض المنتمين للتيار السياسى والتى شكلت صدمة حتى للمجمتع الإسلامى مثل تصريح الشحات عن رياضة الكرة وتصريحه السابق بأن الديمقراطية كفر، وأن «أدب نجيب محفوظ نوع من الدعارة»، بل إنه أفتى بتغطية وجوه التماثيل الفرعونية بالشمع لأنها تشبه الأصنام، هذا وقد انضم فى هذه الفتاوى الرهيبة المخيفة للمجتمع الدولى والعربى آخرون مثل الشيخ محمود عامر الذى أفتى بتحريم التصويت فى الانتخابات للمرشح القبطى والليبرالى والعلمانى.
تلك بعض الأمثلة لما ينزلق إليه بعض المحسوبين على التيار الإسلامى فهل يتنبهون إلى مخاطر فتاواهم وتصريحاتهم بالنسبة لوطنهم وأمتهم الإسلامية؟! وهل يلاحظون مدى الإعجاب والتقدير لغيرهم من الإسلاميين المستنيرين الذين ينادون بصحيح الدين، ويكونون بالتالى صورة طيبة ومشرفة للتيار الإسلامى؟!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
فاعلة خير
?????????????????????????/
اتق الله فنعم هو الشيخ الشحات
عدد الردود 0
بواسطة:
مش مهم الاسم
تحية واحترام للاستاذ حمدى
عدد الردود 0
بواسطة:
قدري زكي
الحق مش عليهم يا أستاذ
عدد الردود 0
بواسطة:
فاروق معتز
تحيا الثورة والثوار
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
ونعم النصيحه
عدد الردود 0
بواسطة:
نادية عبد السلام
متعة كرة القدم مع امير القلوب