كلنا نتذكر كيف أن «المجلس الأعلى للقوات المسلحة»، عندما وقع خطأ فى إدارته للمرحلة الانتقالية واستخدمت الشرطة العسكرية العنف فى فض أحد الاعتصامات، أصدر بيانه المحترم الذى قال فيه «نعتذر عما حدث ولعل رصيدنا لديكم يسمح»، وقد تقبل الشعب كله ذلك، وقال بالفم المليان «نعم رصيدكم يسمح» ثم عاد الهتاف الشهير ليدوى ويهز أركان الكنانة: «الجيش والشعب إيد واحدة»، وعندما وقعت أخطاء أخرى بسبب قلة الخبرة فى الإدارة السياسية أو لحسابات وضغوط معينة ثارت الهواجس وتحركت الظنون وتراجع الهتاف الرائع، بالرغم من أن موقف المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع الثورة، خاصة فى أيامها الأولى المصيرية، كان موقفا تاريخيا لا ينكره إلا جاحد أو صاحب هوى!!
والسؤال الآن: لماذا أعيد إلى الذاكرة ما حدث مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟! إجابتى هى أننى أردت أن أقول - بالبلدى - «الكلام لكى يا جاره»!! والجارة هى «مجلس الشعب» الذى وجد فى صناديقه الانتخابية رصيدا كبيرا تجلى فى الإقبال الهائل على التصويت فى الانتخابات التى تعتبر أول انتخابات برلمانية حقيقية لم تشهد مصر لها مثيلا منذ عشرات السنين، وهكذا جاء «مجلس الشعب» تجسيدا لأحد أهم أهداف ثورتنا النبيلة، وقد شهدت الجلسة الأولى حيوية هائلة، وظهر حماس النواب لبدء مرحلة باهرة فى حياتنا، مرحلة انتظرها الشعب بفارغ الصبر، خاصة مع غياب أى سلطة شرعية فى البلاد على مدار عام وأكثر منذ قيام الثورة، وبالتالى أغرانا رصيده الكبير بأن نتوقع منه الكثير، لكن الجلسات التى عقدها المجلس بعد ذلك حملت فى ثناياها ما يبعث على القلق، ويثير التساؤلات، فقد شاهدنا اعتراضات ومقاطعات صاخبة قادها «نواب الأكثرية» ضد من يمثلون «المعارضة» لدرجة أن بعض النواب لم يستطيعوا استكمال عرض أفكارهم، حتى إن «رائحة الحزب الوطنى» فاحت فى قاعة المجلس بالرغم من محاولات «الدكتور الكتاتنى» لإيقاف هذه الظاهرة السيئة، فلم تقم الثورة ليعود منهج وأسلوب الحزب الوطنى!!
وتوالت المواقف المقلقة، فرفع أحد النواب أذان العصر رافضا تنبيه رئيس المجلس له بأن الأذان مكانه المسجد قائلا له: «لا تزايد علينا»، ونتيجة لإذاعة الجلسات على الهواء مباشرة تسابق الكثيرون للفوز «بالشو الإعلامى» واستعراض عضلاتهم البرلمانية أمام أبناء دوائرهم الانتخابية، وقد أدى ذلك إلى التكرار الممل فى الحديث عن الموضوع الواحد، إلى جانب الزعيق والصياح وانحدار لغة الحوار، والتناحر بين الاتجاهات المتصارعة داخل المجلس، مع الخروج عن الصلاحيات والوظائف الخاصة بالبرلمان، فتصادمت بعض التقارير والمواقف مع «السلطة القضائية» وسلطة «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» ففقدت تلك التقارير قيمتها لينعكس ذلك على صورة البرلمان.. إلى جانب ما أثير عن صفقات معينة تتبناها «الأكثرية» مثل حكاية «الرئيس التوافقى».
«نصيحتى.. لوجه الله!!»
قبل أن يتآكل رصيد مجلس الشعب ويظهر هتاف يقول «المجلس فى ناحية، والشعب فى ناحية» أقترح التالى: عدم بث الجلسات على الهواء بعد فشل تجربتها كما ذكرت آنفا. تجنب تكرار «صورة الحزب الوطنى» التى ساهمت فى الإطاحة بالنظام السابق. الإسراع باستكمال مؤسسات الدولة فى ظل الثورة التى يدين المجلس لها بوجوده. بعث وإحياء قانون الفساد السياسى لتجاوز المحاكمات الهزلية.
5 - احترام «شرعية الميدان» وعدم الحساسية من أنها تنتقص من شرعية البرلمان.
الالتزام التام بحدود صلاحيات ووظائف المجلس. التركيز فى إصدار القوانين والتشريعات التى تساهم وتساعد فى وضع حلول عاجلة للمشكلات التى يعانى منها المجتمع منذ السنوات العجاف الماضية.. مثل حالة الاقتصاد، وغياب العدالة الاجتماعية، ومشكلة البطالة، وضرورة استعادة مصر مكانها ومكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
AHMED SAEED
تحية وكلمة حق
عدد الردود 0
بواسطة:
دجمال الدين
مجلس الشعب مشلول ومبناخدش منه غير كلام ومنظره على الفاضى ؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سليم
أستاذي العزيز
عدد الردود 0
بواسطة:
فاروق معتز
إلى رقم 3