مثلما كان موقفهم رائعًا عندما انطلقت ثورة 25 يناير، فشاركوا «مع ألترس الزمالك» بجرأة مذهلة فى التصدى لجحافل ومجرمى موقعة الجمل، كان موقفهم بالأمس محترمًا ودليلاً على أنهم يمتلكون من الوعى والقراءة الصحيحة للواقع وتطوراته وتداعياته، فبالرغم من جراحهم الدامية وأحزانهم الجارفة لم ينساقوا وراء دعوات التحريض والتخريب فى محاولة خبيثة لدفعهم إلى اقتحام وزارة الداخلية، رفضوا تلك الدعوات وظلوا معتصمين فى ميدان التحرير، بل إن منهم من حاول أن يثنى المتظاهرين الذين اندفعوا نحو الداخلية بدعوى الانتقام، وقالوا لهم بالصوت العالى: «اللى يحب مصر ميخربش مصر»، صحيح أن محاولاتهم لم تحقق النجاح السريع لأن المندسين وسط المتظاهرين واجهوا تلك المحاولة بإطلاق الإشاعات التى تثير الغضب الأهوج، إلا أنهم يحسب لهم موقفهم المحترم الذى غاب عن بعض الإعلاميين الذين انزلقوا نحو الإثارة التى يستغلها أعداء الثورة.
ليس دفاعًا عن الداخلية ووزيرها!!
أعجبنى أحد شباب الألتراس الذى ظهر فى أحد البرامج التليفزيونية، وقد ظهرت الضمادات على وجهه إلى جانب إصابات أخرى فى جسده، وبدلاً من أن ينساق وراء إلقاء الاتهامات على الداخلية ووزيرها قال بهدوء وثقة: إن ما حدث من أخطاء مريبة لبعض قيادات الأمن فى بورسعيد لا يعنى أن الداخلية كلها متواطئة ومتآمرة ضد الثورة وضد مصر، ثم رفض الدعوة إلى إقالة الوزير اللواء محمد إبراهيم قائلاً: إن الرجل منذ تولى المسؤولية مؤخرًا بذل جهودًا هائلة أثمرت عن بداية عودة الأمن إلى الشارع. وفى الوقت نفسه رفض أية مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، هكذا تحدث الشاب المصاب والذى لم يتجاوز عمره العشرين عامًا، ولعلنى أضيف إلى ما قاله دفاعًا عن وزير الداخلية والشرطة بصفة عامة، فأدعو إلى التوجه بالاتهام نحو المسؤولين الحقيقيين عما حدث فى الأيام القليلة الماضية من ظهور مفاجئ لعصابات مسلحة ومدربة تقتحم البنوك والمؤسسات، وتوجه ضربات قاصمة للسياحة فيتم خطف بعض السياح، ودفع بعض العاملين فى وزارة الرى إلى إغلاق «هويس إسنا» ومن ثم حجز آلاف السياح داخل فنادقهم العائمة، وأخيرًا إشعال «مأساة استاد بورسعيد»، والمؤكد أن من أهداف المخططين لهذه الجرائم الإيحاء بأن الأمن لن يعود وبالتالى تتجدد الوقيعة بين الشعب والشرطة، والهدف الأكبر طبعًا إجهاض الثورة التى فاجأتهم - فى ذكرى مرور أول عام على انطلاقها - وذلك بالتفاف الشعب حولها، حيث تدفق الملايين على ميدان التحرير وميادين الثورة مرددين شعارها باستكمال أهدافها التى يجىء فى المقدمة منها استئصال جذور النظام السابق، ومحاكمة أركانه على جرائمهم الحقيقية، وهى إفساد الحياة السياسية والاجتماعية والصحية، وتدمير مكانة مصر على الساحة العربية والإقليمية والدولية.
إننا إذًا لا ندافع عن الداخلية ووزيرها، بل ندافع عن أمننا لأن الوقيعة المستهدفة تعنى ببساطة خشية ظهور رجال الشرطة فى الشوارع للقيام بواجباتهم الممثلة فى حمايتنا ومواجهة البلطجية والمنحرفين والخارجين على القانون الذين يمولهم قادة وأذناب النظام السابق، ومعنى ذلك غياب الأمن تمامًا، وتشويه الثورة، والندم على أيام مبارك والعادلى!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال توفيق
عتاب الى اعزالاحباب الاستاذ الاذاعى القدير
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
الطرف الثالث
عدد الردود 0
بواسطة:
Happymimi
دماء الشهداء لم تذهب هباء
عدد الردود 0
بواسطة:
ماندو الاهلاوى
.
عدد الردود 0
بواسطة:
اعلى عبد الرحيم
الترس الاهلى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمود علوفه
الرئيس القادم !