من كتر القضايا اللى بلدنا فيها فجأة وجدت نفسى لم أفكر من قبل فى من سأختاره رئيسا لمصر فى المرحلة المقبلة؟
وما هى إلا كام شهر وهلاقى نفسى أمام صندوق الانتخاب ولازم أقرر، والعدد المرشح شكله كده هيعدى المتوقع، والموضوع جد مهم لأن ما فى أحد فينا عنده استعداد البلد دى تتحكم بحكم الفرد تانى، ولا فى حد فينا عنده استعداد إن ناس مننا يموتوا عشان يطهروا البلد تانى كفاية أوى اللى راحوا، والحقيقة اللى ثبتت لنا أنه من السهل على الحاكم الفرد المستبد أن يخلق كيانات بجواره تساعده على الاستبداد فى مقابل تبادل مصالح من فلوس أهالينا، وبالتالى المرة دى هتكون عيونا فى وسط رأسنا واحنا بنختار.
طيب إيه هى المعايير التى يمكن على أساسها أن نتخذ قرار اختيار الشخصية التى من المفترض أن تحكم مصر لمدة أربع سنوات مقبلة؟
أولا: لازم يكون شخص بعيدا تماماً عن النظام السابق وإلا نبقى بنضحك على روحنا، لأن الناس دى كان بينهم مصالح ولغة تفاهم قد لا نملك أدوات اختراقها ومعرفة تفاصيلها حتى الآن.
ثانيا: لازم ما يكونش رجل عجوز وهنا هنتكلم عن حد أقصى للسن، وأنا أعتقد أن سن الستين هو أقصى سن لمن يمكن أن نرشحه لهذا المنصب.
ثالثا: لازم تكون هويته معتدلة يعنى لا دينية متشددة ولا يكون بيشرب فودكا مع السيجار لأن لا ده ولا ده هينفعونا.
رابعا: لازم يكون واحد مننا لا يتعالى أو يتكبر أو يشعرنا بأن الرئاسة فى وادى والشعب فى وادى آخر.
خامسا: لازم يكون عنده حلم ورؤية للمستقبل وإرادة لتنفيذ تلك الرؤية
سادسا: لازم يكون شخصا جديدا بالنسبة للدول العربية لأن ليس من الممكن أن نختار شخصية تم استهلاكها فى العديد من المناصب التى كان لها احتكاك برؤساء الدول العربية.
سابعا: مش لازم يكون له شكل أو مظهر معين لأن كل الحاجات دى ممكن يتعلمها فى شهر واحد بعد انتخابه مع كام بدلة بتوع السنة دى هايمشى الحال.
ثامنا: مش لازم يكون حريف كلام المهم يكون حريف شغل لأن احنا كان عندنا دكاترة فى الكلام مشفناش منهم حاجة.
تاسعا: مش لازم يكون ولاؤه للمجلس العسكرى أو للإخوان أو للاثنين، لأن معنى كده أنه هيكون «رئيس اتفاقى» ارتضت به الفئة الحاكمة والفئة صاحبة لعبة التصويت وفرضا على الشعب.
عاشرا: الأهم من كل ده لازم يكون راجل صحيح مش نصف راجل، يعنى يعمل الصالح العام لبلدنا ويطلع الشعب على جميع الأمور، ولا يتعامل فى الغرف المغلقة ولا يكون له ملف تاريخى يمكن لأحد أن يضغط عليه باستخدامه.
طيب بعد كل الاشتراطات دى مين الرئيس؟ الحقيقة مش عارف لكن الشخص اللى هيجيلنا عن طريق انتخابات نزيهة سنقف له جميعا احتراما وهنعطيه الفرصة لتحقيق برنامجه، وفى نفس الوقت هنراقب أعماله ونقيمها ومنطنش اللى بيحصل فى بلدنا ونقول خلينا فى حالنا لأن كل مصيبة هتحصل هتيجى فوق دماغنا.
بس مين من المرشحين المحتملين ممكن تنطبق عليه كل الشروط دى؟ والله موضوع صعب لأن كل واحد عنده مميزات تجد فيه عيوب تمنعك من اختياره.
فجأة يطلعلنا حد– بغض النظر عن أنه شخص محترم– لكن لما كان فى العمل العام كان أنا عندى أربع سنين وسمعت عنه كأحد الحكماء بعد الثورة، وواحد تانى كان بيبوس إيد مبارك وعامله مثله الأعلى والثالث استهلك داخليا وخارجيا وكان حبيب مبارك فى أول المشوار. والباقيين فيهم ناس كويسة لكن المنصب كبير عليهم.
وبعدين هذا الرئيس المرشح لازم يكون شخصية تستطيع أن تتكلم باستقلال أمام القوتين الأكبر فى المجتمع الآن الإخوان والمجلس العسكرى.
يعنى لو شاف إن المرشد عمل جريمة يحاكمه ولو كان عنده ضمير يحاكم المشير على أحداث محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء ولا يخاف من ده ولا يعمل حساب لده.
الموضوع ازداد صعوبة، وبعدين.. ده أنا كمان عاوز الرئيس القادم يفتح ملف رئيس الجمهورية السابق وعائلته بما يرضى الله، وما تكونش اللى كانت عامله عليهم هانم بتخوفه أو ماسكه عليه حاجة ولا يكون من اللى كانوا بيطبلوا للبيه الصغير، يادى الواقعة ده احنا كده عايزين واحد تفصيل طب إيه الحل؟
عارفين إيه الحل؟ اختاروا المبدأ ومش مهم مين اللى يبقى رئيس!! يعنى يكون من يكون لكن مش ممكن هنسمح أنه تكون حوله حاشية تتحكم فينا تانى، ومش ممكن هنسمح لأى صحفى إنه ينشر له صفحة كاملة عن عبقريته، ولا هنسمح لوزير داخليته أن يخدم على نظام حكمه، ولا هانقبل إنه يبقى عنده حراسة ألفين واحد، ولا إنه عشان يفتتح كوبرى نقف نستناه ساعات، ولا هيكون لزوجته أو أبنائه أى دور فى الحياة السياسية، ولا هيقدر يتميز على الشعب بأى ميزة.
خلاص خلونا نتفق على كل المبادئ دى ونترك الناس تختار بحرية، طالما إننا عارفين تماماً احنا عاوزين إيه وازاى هنقدر ننفذه، أما إذا رجعنا تانى وحطينا رؤسنا فى الرمل يبقى نستاهل اللى هيجرلنا ويبقى الشباب اللى زى الورد اللى راحوا دول ذنبهم فى رقبتنا لإنهم نوروا طريقنا واحنا اللى ما مشيناش فيه بجد.
بس مش معنى كده إن لو الرئيس الجديد شرب قهوة زيادة نطلع نقول السكر كان كتير، لا خلوا بالكم ده هيبقى رئيس مصر أكبر دولة عربية وأهم دولة فى المنطقة فمن الضرورى أن نعطيه كامل الدعم المعنوى حتى نحكم عليه حكما عادلا.
وعليه أقول لهذا الرئيس المنتظر أهلا بك رئيسا لمصر الحرة وزعيما لأبنائها الأحرار، إن أكرمتهم حفظوك وإن جرت عليهم أعدك بأن أراك فى قفص الاتهام بالقانون، نايم على سرير أو لابس أديداس والله ما بتفرق معانا، خلاص احنا قررنا ناخد بالنا على بلدنا اللى مالناش غيرها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
