الجريمة الأكبر من أن تسرق بنكاً هى أن تؤسس بنكاً.. وقابل واقعد ولم واكبش تحت حماية الشرطة بدلا من أن تجرى منها كالفأر فى الشوارع. هذه حكمة ملهمة من المفكر الألمانى «برتولت بريشت»، فمعظم البنوك العالمية العظيمة بدأت من مدخرات المافيا واستمرت على غسيل أموالهم، فما أفضل أن تغسل أموالك فى حوض الأموال نفسه أو تعيد إقراضها للحكومة بـ%10 وتجمع أموال الناس من حولك لتستثمرها وتعيدها لهم بفائدة بسيطة أو لا تعيدها لهم من الأصل، لذلك لا تنتظروا رحمة أو شفقة من البنوك الخارجية أو الداخلية فى إعادة الأموال المنهوبة لسكان طرة وأخواتها، فلأسباب سياسية لا يمكن أن تضحى تلك البنوك بسمعتها أمام كبار الفاسدين فى العالم من أمثال مبارك وأخواته ولأسباب اقتصادية يعتبر التخلص من تلك المليارات هبلا ولأسباب مناخية تجميد الأموال يبدو أفضل فى بلاد الثلج.. حتى نظل على حالة التسول وهم على حال الممول ومن ذقنه وافتله، وستجنى أرباحا مليارية.. فلا تنتظروا أن تعود، ولتحمدوا الله على عودة الحوالات العراقية بعد تلك السنين، والذى يملك حوالة على مبارك وأخواته يسأل عنها صدام حسين. فالمسؤولون فى مصر مشغولون بأشياء أخرى.. وزير الاتصالات شبه متفرغ للبحث فى وسائل حديثة ترصد المواقع الإباحية وتمنعها، ورغم أن علم النفس والسلوك الإنسانى يؤكدان أن الممنوع مرغوب، وأن أفضل الوسائل لنشر تلك المواقع هو منعها، إلا أن لحسابات مجلس الشعب ومجلس الوزراء رؤية أخرى تستحق الاحترام، فهم المدرسون ونحن التلاميذ والبلد مش ناقصة نجاسة وقلة أدب.. ومع ذلك كنت أنتظر من معالى وزير الاتصالات أو أى معالى وزير ثانٍ أن يقوم بخطوات حقيقية للكشف عن الأموال المختفية وأرصدة النظام السابق وأعوانه سواء بوسائل اتصالات حديثة أو حتى بالتليفون أبوقرص، وأن نستغل كل وسائل الضغط الممكنة، فهى أفضل من أن «نشحت» كل شهرين كام مليون أو كام مليار لسد العجز وكأننا عالة على العالم، رغم أن الجميع على يقين من أن أموالنا تملأ خزائنه. ورغم أن بعض دول الربيع العربى استطاعت أن ترصد أموالها فى الخارج وتستعيد جزءا كبيرا منها، إلا أن الربيع المصرى خماسينى كله تراب، فلا تفهم هل جاء الربيع أم جاءت عاصفة رملية، لذلك من الصعب أن نفهم مصير تلك الأموال، خاصة أن جميع القيادات تتجاهل الحديث عنها وكأنها رجس من عمل الشيطان، وهى بالفعل من عمل الشيطان، ولكنها حق هذا الشعب الشقيان، وتتعجب فكلما فتحنا الموضوع يتكلمون عنه وكأنهم فوجئوا به وسوف يدرسون كيفية استعادتها وبسرعة. لنكتشف من حين لآخر أنها مجرد وعود هلامية لا أساس لها من الصحة، فهل هذا تواطؤ أم تباطؤ؟ وإلى متى سيظل هذا الشعب «يشحت» وأمواله تملأ خزائن العالم؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى من طنطا
كلامك متناقض مع بعضه
عدد الردود 0
بواسطة:
فاروق معتز
أجابة سؤالك اللى في نهاية المقال
لأن الجميع متورط ... وبس !!