هذا السيل المزعج من الأعداد التى تقدمت للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، يدعو للدهشة والغضب معاً.. فالذى حدث منذ اليوم الأول لفتح باب الترشح لمنصب الرئيس هو اقتحام كم كبير جداً من أشخاص هم أبعد ما يمكن أن يكونوا فى هذا المكان الرفيع خاصة بعد ثورة 25 يناير والتى نعقد معها الأمل فى مستقبل جديد وروح جديدة لمصر وما كان يجب أن يستهينوا بهذا المنصب الرفيع بل هم فى الحقيقة يسعون إلى تهزىء المكان الأكبر فى الحكم فى أكبر دولة عربية، وهى واقعة خطيرة لا تشى إلا بمزيد من الفوضى الدائرة فى مصر حالياً ومنذ أكثر من عام ونصف عام.. الأمر الذى يدعونا إلى إعادة تقييم التجربة.. ثم نسأل بوضوح ألا توجد ضوابط لمن يريد الترشح باسمه فى هذا المكان الرفيع؟! الذى يريد أن يرشح نفسه رئيساً لمصر.. هل له سابقة فى قيادة مكان أو حتى دراسة أكاديمية تؤهله لأن يطبق علمه فى الورق على الواقع من خلال هذا المنصب.. ثم أين السيرة الذاتية التى تبشر بأن هذا الشخص يصلح لهذا المنصب؟! وأين سابق الخبرات التى تجعلنا نثق بأن المسألة جادة وأننا مقبلون على عمل حقيقى وليست مجرد لعبة أو طرفة أو تهريج.. وقد استمعت بنفسى من أكثر من مرشح فى الفضائيات يؤكدون أنهم ترشحوا لشىء واحد وهو الدعاية المجانية.. والظهور على شاشات التليفزيونات أكثر من مرة.. فهل وصل العبث إلى هذا الحد؟!.. إنها مؤامرة لتدمير المنصب الرفيع.. وكنا فى غنى عنها.. فلسنا نحتاج إلى هذه المتاهات لكى نزداد إحباطاً على إحباط، كفانا ما ورثناه من متاعب وعدم مسؤولية وعدم قدرة من هؤلاء الذين كلما بدأنا الاستقرار أشعلوا الأرض غضباً ومهدوا للمزيد من اللااستقرار.. الأمر خطير.. والمسألة ليست لعبة أو تهريجا.. وقد تابعت مجموعة من البسطاء ثقافياً ونفسياً وخبرة يتقدمون بثقة لمنصب رئيس الجمهورية، وسيدات بسيطات ليس لديهن أى دراية بهذا المجال.. ثم ألا يوجد ناصح واحد وباعث لمزيد من الاستقرار والدوران حول العقل ومعطيات المنطق؟!.. ولكن الذى يدعو للحزن هو أن من بين هؤلاء العابثين بعض الجادين والذى يمكن أن نثق فيهم وأن يكون من بينهم من يصلح.. وهم بهذا الوضع يصبحون ضحايا لهذا الوضع السلبى وغير الطبيعى ولا تبقى سوى الأسماء الراسخة المعروفة التى تسطع فوق السطح إذن هؤلاء العابثون قد حرمونا من المنافسة الشريفة الراقية التى من خلالها يمكن أن نكتشف أسماء غير معروفة وغير ذات شهرة ولا يعرفها العامة إذ من بينهم يمكن أن يظهر أحد فنرى أنه صالح وأنه قابض على جمر المنصب وأنه يحيا مع الجماهير بجدية وعمق وليست المسألة مسألة هزار.. هذا الوضع السخيف أحبطنى بقدر ما أضحكنى بقدر ما جعلنى أطلب من الجميع أن نكون جادين، المنصب خطير ورفيع ورئيس مصر هو رئة الشعب ونبضه وكرامته ومن العبث اللعب بهذا الشكل لأن ذلك ليس استهزاء بالمنصب فقط بل بالشعب المصرى وتاريخه وقدرته على الاختيار.. وهذا فى رأيى خط أحمر.. لا لعب فيه ولا تجاوز ولا مغامرة.
عدد الردود 0
بواسطة:
الافكاتو
تفهنا الاشراف دقهليه
عدد الردود 0
بواسطة:
م/ محمد
إستغاثه
عدد الردود 0
بواسطة:
شـــــــــــــذى
رائيك رررررررررائع يا استا ذمحمد فودة