خالد أبو بكر

ربنا بيحبك يا سليمان

الثلاثاء، 17 أبريل 2012 03:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنت تريد والبرلمان يريد والله يفعل ما يريد، فى يوم وليلة وفجأة ودون أى مقدمات تخرج علينا اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية بقرار يقصى اللواء عمر سليمان عن المشاركة فى انتخابات الرئاسة، وتأتى على أهون سبب وهو عدم اكتمال عدد معين من التوكيلات فى محافظة من المحافظات، يا الله.. يعنى أسبوع كامل والمجتمع المصرى به حالة من الشد والجذب والقبول والرفض لطرح اسم عمر سليمان كمرشح للرئاسة، وإذا بالبرلمان المصرى ينتفض لمدة ثلاثة أيام متواصلة لكى يخرج لنا بتشريع يوصف بأنه حسن النية إلا أنه أخطأ فى علم التشريع القانونى، من الناحية الدستورية ومن ناحية الصياغة، وهذا مجرد رأى يقبل الاختلاف معه، وبدأ نقاش كبير حول الغرض من هذا القانون وأن مصيره عدم الدستورية وأن عمر سليمان أصبح مرشحا رضى من رضى، وأبى من أبى وأشياء كثيرة من هذا القبيل.

وشىء من عند ربك، وكأنها دعوة مظلوم، إذ فجأة تخرج علينا اللجنة بهذا الخبر الذى يفيد أن الجنرال قدم توكيلات ناقصة!! طيب ده كلام؟ بقى الجنرال الكبير، نائب الرئيس السابق ورئيس جهاز المخابرات لسنوات يخطئ هذا الخطأ ويأتى بتوكيلات ناقصة؟ والله من حق المواطن العادى أن يسأل هذاالسؤال المشروع، لكن السؤال الأهم: هل يجوز لعمر سليمان استكمال باقى التوكيلات الناقصة؟ الإجابة وبالصوت العالى: لا ثم لا، لسبب بسيط، أتاحت اللجنة للجميع مدة زمنية كى يتمكنوا من جمع عدد معين من التوكيلات، فإذا ما عجز أحدهم عن جمع العدد المطلوب بالكيفية المطلوبة فى الوقت المحدد سلفا، أصبح الباب مغلقا أمامه تماماً ولا يمكن فتحه مرة أخرى، لكن يبقى حق عمر سليمان فى أن يقدم تظلما خلال 48 ساعة، لكن من ماذا يستطيع أن يتظلم؟ فقط يستطيع أن يقول إن عملية العد التى جرت على التوكيلات جاء بها خطأ ومن ثم يطلب إعادة العد مرة أخرى، لكن هل يعقل أن لجنة الرئاسة تخطئ هذا الخطأ فى عد التوكيلات؟ حقيقة لا أعتقد، لأننى أتخيل أن يكون أعضاء اللجنة جميعا راجعوا هذه التوكيلات عددا وكيفا قبل أن تخرج علينا اللجنة بقرارها.

إذاً نفهم من ذلك أن عمر سليمان أصبح خارج السباق الرئاسى ونفهم أيضا أن اللجنة المشرفة على الانتخابات لا تنحاز لمرشح دون آخر حتى هذه اللحظة، لأنه لو كانت هذه اللجنة تريد أن تنحاز لمرشح مثل عمر سليمان مثلا لكانت اتصلت به دون أن يشعر أحد ونصحوه بأن يكمل التوكيلات الناقصة.

لكن أيضا من ضمن الأشياء الصادمة لأى مرشح مستبعد هو عدم جواز الطعن على قرارات اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، وهذا ظلم بين ولا توجد دولة فى العالم بها أى لجنة أو هيئة قراراتها محصنة من الطعن، وللأسف كل ذلك كان نتيجة للإعلان الدستورى الذى وضعه المجلس العسكرى بالتعاون مع الإخوان وللأسف وافق عليه الشعب فى الاستفتاء، ويبقى أمام الشعب المصرى الآن أسماء محددة عليه أن يختار منها، لا يمكن الزيادة على تلك الأسماء وإن كان من الممكن أن يتم إقصاء بعضهم.

لكن أعتقد أن ربنا بيحب عمر سليمان لأنه أنقذه من هذه الورطة الكبرى، فالآن يستطيع أن يجلس مع أحفاده فى حرية ويستمتع بالسفر إلى بلاد مختلفة ويتمتع بعلاقاته المتميزة بالدول العربية وأيضاً يتمتع بصفته السابقة كنائب لرئيس الجمهورية، لأنه لو كان عمر سليمان دخل السباق الرئاسى لناله الكثير من الانتقادات التى كان بعيدا عنها طوال الفترة الماضية.

لكننا أيضاً استفدنا هذا الأسبوع من بعض التصريحات التى خرجت عن عمر سليمان، أولها أنه يملك صناديق سوداء على بعض اللاعبين السياسيين على الساحة الآن، وهذا يعنى أن هذه الصناديق لا تفتح إلا وقت الاحتياج ولا تفتح للصالح العام، كما أن عمر سليمان قال لنا إن الإخوان هم من هجموا على أقسام الشرطة فى يوم جمعة الغضب، وللحقيقة هو لم يقل نفس الرواية عندما سألناه فى محاكمة مبارك عن معلوماته عن الانفلات الأمنى الذى حدث فى مصر أثناء الثورة.

كذلك طرحت مرة أخرى عملية اغتيال عمر سليمان التى تعرض لها أيام الثورة وكشف لنا عن أنه أبلغ رئاسة الجمهورية بأنه سيستقل سيارة معينة ثم يتم إطلاق النار على هذه السيارة بعينها، ويبقى السؤال لماذا لم يتم فتح تحقيق فى هذه الواقعة من اليوم الأول ولماذا لم يكشف عنها صراحة؟ وماذا كان يقصد عمر سليمان عندما قال إننى أخبرت الرئاسة بنوع السيارة التى سأستقلها ؟ واضح أن فيه حقائق كتير غائبة عنا.

لكن السؤال الآن متى سيأتى اليوم الذى نعرف فيه الحقيقة كاملة ولا ننتظر مناسبة ترشح أحد المسؤولين السابقين كى يخبرنا بما يريد أن يخبرنا به؟ أو أن صحفيا قريبا من المجلس العسكرى يخرج علينا ببعض الروايات فى صفحات طويلة من الجرائد اليومية.

شوفتوا ظلم أكتر من كده؟ تبقى بلدنا وما نعرفش إيه اللى جرى فيها؟ معلهش، الله يسامح الجميع، المهم قولوا معايا اليومين دول ربنا يستر على بلدنا ويولى الأصلح ويهدى الجميع ونبعد عن نظريات القوة الميدانية والاستعراض البشرى، وتبقى الكلمة العليا فى المجتمع للقانون قولوا يارب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة