الدنيا قامت والناس انفعلت عندما قرر حزب الحرية والعدالة أن يتقدم بمرشح لرئاسة الجمهورية، حاجة عجيبة!! حزب كبير وله شعبية وأكثر الأحزاب تمثيلا فى البرلمان، يبقى لازم يكون له مرشح رئاسى.. المنطق بيقول كده.
لكن الناس كانت سمعت من قبل من رموز هذا الحزب، أنه لا ينتوى التقدم بأى مرشح لرئاسة الجمهورية، وكانوا قبل كده بيقولوا لن ننافس على أغلبية مطلقة فى البرلمان، وكمان أعلنوا عدم نيتهم تشكيل الحكومة، وبعدين رجعوا فى كل كلامهم، طيب برضه إيه المشكلة، لا ثوابت فى السياسة، وما أراه فى غير صالحى اليوم قد يكون فى صالحى غداً، وهذا ما فعله حزب الحرية والعدالة.
ومن صور الديمقراطية اتفاق مجموعة من الناس على أن يتم حكم بلادهم، وفقا لصندوق الانتخاب، والشعب المصرى اختار الحرية والعدالة والنور كأحزاب دينية، وأعطى لهم أغلبية فى البرلمان، إزاى ده حصل ممكن أساتذة علم الاجتماع يدرسون ذلك، ويخرجون لنا بنتيجة.
لكن مين هو الشعب المصرى؟ أو بمعنى أدق، من هم المنوط بهم التصويت فى انتخابات؟ هنا فى ٣ أنواع من الناس فى وجهة نظرى، النوع الأول الناس اللى صوتهم عالى فى وسائل الإعلام، واللى بيستخدموا الفيس بوك والتويتر، ودول نسبة بسيطة من المجتمع، وخيل لهم أنهم أكثرية، لكن للأسف طلعوا فى النهاية بيكلموا بعض، ونوع تانى بسيط ممكن مش فاهم قيمة التصويت الانتخابى قوى، لكن بشكل أو بآخر يمكن استقطابه، بالدين أو بالعصبية أو بالمال، ودول ممكن يكونوا كتير شوية، أما الأكثر عددا فهم الناس البسيطة والطبقة المتوسطة، ودول لو قرروا يخرجوا للتصويت بيغيروا كل الحسابات.
يبقى دور أى مرشح إنه يصل لكل هؤلاء، ورسميا عدد هؤلاء تقريبا يزيد على أربعين مليونا، موضوع محتاج وقتا ومجهودا وعندما بدأ موضوع الرئاسة من أول الأمر فى ناس أعلنت نيتها فى الترشح وبدأت فى التجول فى المحافظات كافة وظهروا فى وسائل الإعلام كافة واستمع لهم المواطن المصرى مرشحا تلو الآخر على اختلاف ثقافاتهم وانتماءاتهم.
لكن أن يتقدم حزب ما بمرشح قبل الانتخابات بشهرين، وأن يكون هذا المرشح قليل الظهور فى وسائل الإعلام، ولا نعرف أى تفاصيل عن طبيعة شخصيته، كل ذلك اعتمادا على شىء واحد وهو الكتلة التصويتية التى ترتكز عليها جماعة الإخوان المسلمين، دون اكتراث بآراء الشارع المصرى الذى طلب منه فجأة أن يتعامل مع مرشح رئاسى قوى، من الممكن أن يكون رئيسا لأكبر دولة عربية والمنطقى إنه هيكون القائد الأعلى لأكبر الجيوش فى المنطقة، كل ده لازم الشعب يحدده مع مرشح الإخوان فى شهرين.
نظريا ممكن يقولوا لو مش عاجبك الشاطر ماتنتخبوش، لكن للأسف الشعب بتاعنا ده ثبت إنه خلاص فاق من الغيبوبة اللى كان فيها، والاستعراض بقوة ما يمتلكه تيار من عدد من الأصوات، بات بصراحة يخنق الشعب المصرى.
أعرف واحدا كان «حديد» حسبها بالورقة والقلم فى انتخابات مجلس شعب فى الزمن اللى فات، لكن الشعب المصرى عرف ازاى يحسب له بطريقة تانية هو ورئيسه وأصحابه.
طيب من غير لف ودوران هل يصلح خيرت الشاطر لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية؟ الإجابة معرفش!! لأن فى الحقيقة أنا ما أعرفش مين خيرت الشاطر، إزاى بيفكر؟ كيف يتخذ القرار؟ ما مدى إيمانه باحترام الفكر الآخر المختلف معه؟ ما هى خبرته الاقتصادية ومن أى الأعمال اكتسبها؟ ما هى خبرته السياسية وعلاقاته بالدول العربية والأجنبية؟ من هى أسرته وكيف قضى حياته؟ كل دى أسئلة ممكن لو كنا نعرف إجاباتها، كان من الممكن الحكم على خيرت الشاطر إن كان يصلح كرئيس لمصر.. أم لا.
لكن الوضع الآن أن مكتب الإرشاد والمرشد أرادوا خيرت الشاطر رئيسا لمصر، ومن المنطقى أن تلقى هذه الإرادة تطبيقا وسمعا وطاعة من الأغلبية العظمى من المواطنين المصريين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين
طيب وفين إرادة باقى الشعب؟ تقدر تقول باسم الديمقراطية برضه اللى عاوز ينتخب حد ينتخبه!! وبالتالى ستتفرق باقى الأصوات على المرشحين الآخرين وستبقى الكتلة التصويتية للإخوان موجهة لخيرت الشاطر، اللى لحد دلوقتى أنا ماأعرفوش.
طيب من حيث المبدأ ماذا سيفعل الشاطر مع انتمائه لجماعة الإخوان؟ هذه الجماعة التى ليس لها كيان قانونى مشهر مراقب من الدولة، لكن فى نفس الوقت وللأمانة هى أكبر كيان منظم، يعتمد على الولاء التام لقيادته، وممكن حد يقول أصل خيرت الشاطر استقال من منصب نائب المرشد، آسف عذر غير مقبول، لأن تقاليد الإخوان وأدبياتهم وعلاقتهم بالجماعة، ليست بقرارات على ورق تنتهى بالاستقالة، وإنما بعقيدة راسخة من داخل نفوسهم، وبالتالى لن يستطيع «الرئيس» خيرت الشاطر أن يخفى انتماءه لهذه الجماعة، وعندما يرى المرشد هيبوس إيده وده شىء محترم بين أصدقاء أو بين جماعة، لكن وضع رئيس الدولة مختلف.
وبعدين ما هذا التطلع إلى الاستحواذ الذى تقوم به جماعة الإخوان، أغلبية برلمانية، وأغلبية فى اللجنة الدستورية، ورغبة فى تشكيل الحكومة وفى الآخر رغبة فى كرسى الرئاسة، طيب فاضل إيه تانى فى البلد، وهى الثورة قامت عشان نرجع لنظرية استحواذ تيار واحد على كل السلطات.
للأسف الإخوان دخلوا فجأة على المجتمع المصرى بعد الثورة بعدما كان الجميع يتعاطف معهم، لأنهم ظلموا من قبل النظام السابق الذى كان يحكم ،بعدها فوجئنا بالإخوان الحكام الذين كانوا فى السجون إلى وقت قريب، وقد يكون ظلما، لكن أرادوا أن يخرجوا إلى المجتمع بشراسة ويستحوذوا على جميع المناصب، ولم تع جماعة الإخوان الدرس الذى لقنه الشعب المصرى لحزب الأغلبية السابق، وهو الحزب الوطنى، وبعد الثورة بعام بدأ الحكام الإخوان يخسرون وينتقص من رصيدهم فى الشارع المصرى، وبدأو يحلموا بشغف السلطة ورونقها.
وحيث إن الأمر أصبح واقعا، فالكرة الآن فى ملعب المواطن المصرى الإنسان البسيط الذى ليس له أى توجه أو انتماء سياسى، علينا جميعا أن نعى أننا نختار رئيسا لمصر بلدنا التى نحبها، هذا الرئيس سيحكمنا لأربع سنوات قادمة، وسيكون أول رئيس لمصر بعد الثورة، علينا جميعا أن ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا فى هذا الاختيار، وإذا كان خيرت الشاطر عايز يعرض نفسه على الشعب المصرى، ويبقى رئيس فى شهرين، ده لازم يكون شاطر قوى.
وكمان لازم المرشد ومكتب الإرشاد يعرفوا إن تجربة استحواذ الحزب الوطنى لن تتكرر، مش عارف عندى إحساس إن الناس مش هتسكت. كتير، وحظ الإخوان أن الشعب ده فاق.. ولن يسامح فى بلاده مرة أخرى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د هاني فؤاد
كلام منطقي
عدد الردود 0
بواسطة:
Youm251
مش محتاجة من أكثر من إنك معلش
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم
للعلم
عدد الردود 0
بواسطة:
Belal ELsisi
وفقه الله لصالح هذا البلد
عدد الردود 0
بواسطة:
هاله
مش نزيهه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية ناصحة
يا سيد بكر
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالراضي حجازي
شوف مصر واستعجب
عدد الردود 0
بواسطة:
سليمان
الترشح حق لكل مواطن
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو رحمة مصرى مغترب
طيب ولو الشعب البسيط اختارة هتقول اية
عدد الردود 0
بواسطة:
حائرة
الى رقم (2)