حمدى الكنيسى

انقلاب أبوغزالة ضد مبارك

الإثنين، 02 أبريل 2012 10:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت، ومازالت تثير، «مذكرات مبارك» التى تنشر إحدى الصحف مقتطفات منها، ردود فعل مختلفة ما بين مصدق ومقتنع بها ومتشكك متسائل عن مصدرها والهدف من نشرها، لكن ما تضمنته عن العلاقة بين المشير أبوغزالة والرئيس السابق يستحق الدراسة والتأمل، وقد وجدتنى شخصيا أستعيد بعض المواقف والذكريات التى أرى أنها تجسد العلاقة الحقيقية بين الرجلين وما انتهت إليه، حيث إن صداقتى للمشير واقترابى من فكره وثقافته العميقة قد أتاحت لى الرؤية الصحيحة لتلك العلاقة التى بدأت بالتزام وإخلاص غير محدود من قبل أبوغزالة، وانتهت بغدر غير محدود من قبل مبارك، وهذه هى شهادتى:
يقول مبارك فى مذكراته تلك «إن المشير عبدالحليم أبوغزالة (الذى شغل منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربى منذ عام 1981 حتى 1989) كان يفكر فى الانقلاب على الحكم فى أوائل التسعينات»، لأنه - كما يقول الرجل فى مذكراته - «كان لا يعتبر مبارك جديراً بمنصب الرئيس»، ويحكى مبارك أنه أجرى حوارا صادقاً مع المشير أبوغزالة بعد أعوام من إقصائه من منصبه، وسأله بشكل مباشر: «هل كان يطمع فى الحكم؟!» فأكد له أبوغزالة، أن ذلك غير صحيح بالمرة، والواقع أن أبوغزالة كان صادقاً تماماً فيما قاله للذى غدر به، وشهادتى هنا أننى زرته فى أعقاب إقالته، وقلت له، بالحرف الواحد: «لقد كان البلد فى يدك وسلمتها أنت له على طبق من فضة» وكن أقصد ما حدث من تمرد أفراد الأمن المركزى بما كان يمكن أن يتحول إلى ثورة، واستعان مبارك بأبوغزالة الذى حرك قواته المسلحة إلى الشارع واستعاد السيطرة بأسلوب نال إعجاب وتقدير الجميع، وما كان أسهل على أبو غزالة من أن يسيطر على ماسبيرو ومقر «الرئيس» الذى كان منهاراً تماماً، لكنه لم يفعل، وسلم له البلد من جديد، والمهم أننى عندما وجهت لأبوغزالة ذلك السؤال قفزت ابتسامة مريرة إلى وجهه وقال لى: «إنها لم تكن مرة واحدة التى كنت أستطيع أن أطيح فيها به، لكنه لم يفهم أو لم يقدر ذلك»، ووجدتنى أقول له: «إذا كنت لم تندم على مواقفك الشريفة، فالشعب كله يندم، لأنك كنت تحظى بشعبية هائلة، وهنا أتذكر ما حدث أثناء إحدى مباريات الأهلى فى البطولة الإفريقية، وكان أبوغزالة - الرياضى جداً - يعشق الأهلى، وبمجرد ظهوره فى الاستاد دوى التصفيق والهتاف باسمه، وهذا ما جعله يهمس فى أذنى حيث كنت أجلس بجواره - كعضو فى مجلس إدارة الأهلى - وطلب منى أن أنبه مصور التليفزيون للابتعاد بكاميراته وعدم التركيز عليه، وتبادلت معه ابتسامة خاطفة حينها أدركت هدفه من ذلك، فقد كانت مقدمات الغيرة والخوف من شعبيته تظهر فى تصرفات مبارك، وبهذه المناسبة أذكر أننى اقترحت عليه أن يرشح نفسه لرئاسة الأهلى، وقلت له «إننى أضمن لك أن تنجح بالتزكية، لكنه لم يستجب لاقتراحى، ولعله كان لا يريد إزعاج مبارك بشعبيته الجارفة، وقد تكرر نفس الموقف تقريباً عندما ألح عليه البعض - خاصة من قيادات الإخوان المسلمين - أن يرشح نفسه للرئاسة فى مواجهة مبارك، وبغض النظر عما قيل عن تراجع الإخوان عن وعودهم بعد أن عقدوا صفقة مع مبارك إلا أن أبوغزالة كان - كما قال لى - يعلم أن نتيجة الانتخابات معروفة مقدماً لما يمارسه مبارك من تزوير للنتائج، وربما كانت تلك هى المرة الوحيدة التى استجاب فيها أبوغزالة لفكرة الإطاحة بمبارك كرد عملى على غدره به، خاصة أن إقالته تمت بطريقة مهينة، حيث دعاه مبارك إلى لقائه وبمجرد وصوله - بملابسه المدنية كما طلبوا منه - أدخلوه غرفة ملحقة بمكتب الرئيس، وأغلقوا بابها عليه، بينما كان الفريق يوسف صبرى أبوطالب يؤدى اليمين كوزير للدفاع أمام مبارك!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة