أكاد أراك - عزيزى القارئ - وأنت تقذفنى بعدة تساؤلات نابضة بالضيق والتوتر: «هيه كانت ناقصة انزعاج؟!» ألا يكفينا ما يفقأ عيوننا من المسرحية العبثية لجمعية صياغة الدستور؟! ألا يكفينا ما انزلقت إليه عملية الترشيح لرئاسة الجمهورية حيث تقدم إليها كل من هب ودب، فهذا لص سابق، وهذا ماسح أحذية، وهذا معتوه يدعى النبوة، إلى آخر تلك النماذج التى بحثت عن الشهرة لا أكثر، وجاءتها الفرصة من أخطاء اللجنة العليا للانتخابات، وشجعتها وسائل الإعلام التى وجدتها فرصة للإثارة بالرغم من أنها تسىء وتشوه أروع نتائج الثورة التى فتحت لنا الأبواب لنختار رئيس الجمهورية بمحض إرادتنا، وذلك لأول مرة منذ عشرات السنين!! ثم ألا يكفينا ما تحاصرنا به الأخبار المتضاربة عن ترشيح فلان، وانسحاب علان من المرشحين المحتملين الحقيقيين، وما نشمه أحيانًا من رائحة المؤامرة أو الصفقة وراء تقدم فلان وعلان، وما يظهر من خفايا وأسرار تفسد فرصة الترشح مثلما حدث مع المتألق حازم أبوإسماعيل الذى يكاد يستبدل المقولة الشهيرة «هذا جناه أبى على» ليقول: «هذا جنته أمى على!» «بالجنسية إياها» مع شكوكه وشكوك أنصاره فى أن وراء كشف ذلك الإخوان المسلمين أو المجلس العسكرى، حتى أنه يصرخ قائلاً: «أنا أو الطوفان»؟!
ثم ألا يكفينا ما يصيبنا من قلق وانزعاج لما قد تنتهى إليه الانتخابات من مفاجآت وصدمات على حساب ثورتنا النبيلة؟!
تلك بعض التساؤلات التى أراك - عزيزى القارئ - وأنت تلقيها فى وجه قلمى، والواقع أنها تساؤلات منطقية تمامًا، لكن ما يجعلنى أدعوك - آسفًا - لانزعاج أكبر يرتبط بسبب أو بأسباب أخرى كادت تتوه وسط الأسباب السابقة وهذه مأساة حقيقية، فأنت بالتأكيد لا يمكن أن تتجاهل الأخبار التى تأتيك من إسرائيل على لسان من يتحدث باسم الجالية المصرية هناك «يعنى داخل إسرائيل!» ويقول ذلك المتحدث - فض فوه - إن أفراد الجالية سيشاركون فى انتخاب رئيس مصر القادم!
ومعنى كل ذلك أن عددًا ليس بالقليل من شبابنا قد هاجروا إلى إسرائيل بحثًا عن فرص العمل أو استجابة لتحريض مشبوه! ولا تتوقف المأساة عند هذا الحد، فهؤلاء بعض اللاعبين المصريين الشباب يلعبون الآن لبعض الأندية الإسرائيلية، ثم هذا خبر أسود آخر يقول: إن أكثر من 60 أسرة قبطية هاجرت إلى تل أبيب منذ أطلق بعض المتشددين المنتسبين - للأسف - للإسلام تصريحات هوجاء تنطوى على أفكار تهدد وحدة النسيج الوطنى، ويأتينا خبر آخر يقول إن ثلاثة أفواج من الأقباط ينقضون عهد البابا شنودة «رحمه الله» ويسافرون إلى إسرائيل لزيارة المعالم المسيحية فى القدس!
ترى ألا يكفى ذلك كله لكى نصاب جميعًا بالانزعاج الذى قد يدفعنا إلى التفكير فى إيقاف وعلاج هذه الحالات الرهيبة؟
أقول قولى هذا، وأكرر دعوتى للانزعاج لأننا لم ننتبه لما يحدث، ونتعامل بنفس الغفلة مع التصريحات التى تصدر خلال هذه الأيام من «تل أبيب» عن مزاعم بوجود خلايا تحتية إرهابية فى سيناء، وتدعو صحيفة «يديعوت أحرونوت» جيش الدفاع لتنفيذ عملية عسكرية على أرضنا فى سيناء، ويجتمع وزير الدفاع «إيهود باراك» مع رئيس الأركان لبحث سبل الرد على إطلاق ثلاثة صواريخ «جراد» من سيناء نحو إيلات كما يزعمون!!
اللهم إنى قد بلغت.. اللهم فاشهد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
باسم فريد
لاسياسة في الدين ولادين في السياسة