فى الوقت الذى أثارت فيه المناظرة بين المرشحين عمرو موسى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح إعجاب العالم أجمع وليس المصريين فقط، وأكدت على نجاح الثورة المصرية، وانضمام مصر إلى مصاف الدول العالمية فى المناظرات الرئاسية، فإن حوارات وأحاديث المرشحين خلال الفترة الماضية تكشف عمليات التجميل الكلامية والشكلية التى يمارسها الكثير من المرشحين لإخفاء ماضيهم القبيح وتضخيم إنجازاتهم المتواضعة وتعظيمها فى نفوس الجماهير.
لاشك أن من حق كل مرشح أن يستخدم الآلية المناسبة للوصول إلى الجماهير وإقناعهم بإنجازاته وقدراته وبرنامجه الانتخابى، ولكن أخطر ما يدور فى هذه الأحاديث الكذب على الشعب المصرى وادعاء البطولات الوهمية والكلامية فى محاولة لخداع الرأى العام وجذب الأصوات التى لا تزال حائرة فى التصويت لأى من المرشحين الثلاثة عشر.
فقد حاول السيد عمرو موسى أن يدعى طول المناظرة مع الدكتورعبد المنعم أبو الفتوح أنه لم يكن أحد رجال النظام البائد، بل أكثر من ذلك ادعى أنه معارض كبير للنظام ولا ندرى أين كانت هذه المعارضة والرجل ظل يبارك النظام وأفعاله وممارساته على مدار 30 عاماً، بل عندما انتقل إلى جامعة الدول العربية كان بأمر ومباركة ودعم النظام، وكان الرئيس السابق يحركه كيفما يشاء مثل قطعة الشطرنج دون أن يعترض أو يلوح بالاستقالة مثله فى ذلك الكثير من أنصار النظام البائد الذين يدّعون الآن أنهم كانوا يعارضون النظام، معتقدين أن الشعب المصرى مصاب بالزهايمر ولا يتذكر ما فعلوه على مدار السنوات الماضية.
لم يكن عمرو موسى وحده الذى ارتدى زى المعارضة وعاش دور المناضل والمعارض للنظام البائد، بل سار فى دربه المرشح الفريق أحمد شفيق الذى تملص من النظام السابق فى كل أحاديثه وأصبح يتحدث وكأنه كان يعمل فى دولة المطار المستقلة ماليا وإداريا ولم يأتمر بأمر مبارك وأعوانه.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما أشار شفيق فى أحاديثه التلفزيونية إلى أن معارضيه لا يمثلون شيئا، ولا يهزون شعره فى رأسه، بل قال إنهم مبتورون، فكيف لمرشح لرئاسة الجمهورية يتحدث عن معارضيه بهذا الشكل قبل أن يصل إلى كرسى الرئاسة، فماذا سيفعل بهم إذا سيطر على مقاليد الحكم وأصبح بيده الأمر؟.
لقد ظل شفيق فى كل حواراته التلفزيونية يتحدث عن إنجازه الميمون فى مطار القاهرة متناسياً أن الوضع الطبيعى لمطار العاصمة المصرية يستوجب أن يكون المطار الأفضل والأول فى المنطقة وليس الخامس عربيا والرابع أفريقيا والمائة عالمياً، يبدو أن السيد شفيق لم يزر المطارات المجاورة ولم يركب الناقلات الجوية الأخرى ليدرك الفارق وأن إنشاء مبنى لا يعنى القدرة على إنشاء وطن.
إن من حق كل مرشح أن يمارس الطرق والآليات المناسبة للوصول إلى الجماهير وكسب أصواتهم، ولكن ليس من حقه التطاول على المعارضين والمخالفين له فى الرأى وتضخيم الذات وتعظيم الإنجازات الوهمية، وتحقير الثورة ثم تمجيدها عند الحاجة إليها، فلولا هذه الثورة لكان هؤلاء المرشحين مازالوا يمارسون عملية تمجيد إلههم المخلوع ويتحدثون عن إنجازاته الوهمية.
ومن العلامات المشتركة فى أحاديث الفريق أحمد شفيق وعمرو موسى أنهما يرفضان الإعلان عن ذمتهما المالية أمام الشعب واكتفيا بتقديمها إلى لجنة الانتخابات الرئاسية، ربما يخشون أن يسألهم الشعب من أين لموظف عمومى كل هذه الأموال، وربما يخشون الحسد من الموظفين العموميين الذين يعجزون عن تدبير احتياجاتهم اليومية وزملائهم غارقين فى نعيم الشعب المصرى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة