الأزهر يحمل رسالة الإسلام والحركة الإسلامية تحمل نفس الرسالة أيضاً والأزهر سابق على الحركة الإسلامية فى المولد والنشأة والأثر فهو بمثابة الأب، والحركة الإسلامية بمثابة الابن.
ورغم ذلك ظلت علاقة الأزهر الشريف بالحركة الإسلامية المصرية من العلاقات الغريبة المسكونة بالهواجس والشكوك من الطرفين والملغومة بكثير من الفخاخ التى يصنعها البعض لتفجير العلاقة بين أكبر طرفين مصريين يحملان نفس الرسالة ونفس العقيدة.
فالأزهر هو الأب الروحى لكل الحركات الإسلامية وأحياناً يغضب الأب من شطط الابن أو حماسته الزائدة أو تفكيره فى الحلول محله أو السطو على دوره فى غفلة من الزمان أو تأميم هذا الدور لصالحه وحده أو لصالح فصيل بعينه من الحركة الإسلامية.
أما الابن فيرى الأب متثاقلا بطىء الخطى.. يتحرك بصعوبة وتأتى خطواته أحيانا بعد فوات الأوان ولا يتحرك فى بعض الأوقات إلا حينما تأتيه الإشارة الخضراء ويتوقف عن الحركة حينما يرى الإشارة الحمراء الغاضبة، لا يصدع فى وجه الحاكم الفرعون أو الطاغية كما يريد الابن المتحمس من الأب القوى صاحب الهمة العظيمة، الابن يريد من الأب أن يقوم بكل شىء متناسيا قدراته أحيانا ومتناسيا وضعه الإدارى وسنه وعمره ورغبته فى التدرج فى الإصلاح، يريد الابن المراهق أن يخلط الأب بين الخبرة والسعى الحثيث وبين الحكمة والحماسة.. أن يجهر بالحق.. أن يرفض وصاية الحاكم وأجهزته على الأزهر، ناسياً أن الأزهر كغيره قد كبل منذ زمن بعيد وأسر منذ أن أسر الشعب المصرى كله فى قفص خدمة الحاكم الديكتاتور، الأزهر الأب يقول للحركة الإسلامية: هل نسيت فضلى وعلمى ووسطيتى التى تنساها كثيرا؟ وهل نسيت أنك وقعت فى العنف فى الأربعينيات والخمسينيات والسبعينيات والتسعينيات ثم تعود إلى منهاجى الوسطى بعد أن تتلقى الضربة تلو الأخرى ثم لا تعرف قيمة الأب ووسطيته واعتداله إلا بعد ضياع الفرصة تلو الأخرى؟
فيرد الابن قائلاً: لولا شبابى وحيوتى وحماستى وتضحياتى واهتمامى بالدعوة وزرعها فى كل بيت ومدرسة وجامعة لانهارت بعد سقوط الخلافة العثمانية.
لا ينسى الأزهر أن بعض الحركات الإسلامية لا تريد أن تكون ابناً للأزهر بل تريد أن تكون وصية عليه وأن تكرر ما فعله معه عبدالناصر والسادات ومبارك من الوصاية.
ولا ينسى الأزهر أن بعض الحركات الإسلامية تريد أن تؤمم الأزهر وتسيطر عليه ليكون ذراعاً من أذرعتها التى يصل بها إلى عالمية الدعوة بطريقة رسمية وترى أنها مؤهلة لذلك ومستحقة لهذا الشرف، ولكن الأزهر يريد أن ينأى بنفسه عن التبعية لأى جماعة أو حزب سياسى أو حركة حتى لو كانت إسلامية، لأن ذلك يجعله فى دائرة التحزب السياسى والدينى ويجعل غالبية الشعوب ترفض مرجعيته، وإذا كانت ثورة 25 يناير قد خلصت الأزهر من التبعية للحاكم الفرعون فهل يوقع نفسه تحت سطوة حركة أو حزب إسلامى مهما كانت قوته وبأسه ومرجعيته الإسلامية؟!
علينا أن نترك الأزهر للأزهريين ولجميع المصريين والمسلمين ونطوره دون أن نستولى عليه، ونحسن أداءه دون أن نطمع فى الصعود إلى دفة القيادة، ونقف وراءه ونؤازره دون أن نظهر بالضرورة فى الواجهة، ونشاركه العمل دون طمع.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود سعيد
شيخ الازهر ... اخوانى بعد سنتين بالكتير
لو فاز محمد مرسى
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
انت فنان
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو مدنى
ما اجمل التصصوير
عدد الردود 0
بواسطة:
om abdo
بارك الله فيك
عدد الردود 0
بواسطة:
رزق السيد
حرام عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
اخوانجي كلامنجي
بارك الله في فضلية الدكتور علي جمعه والدكتور الطيب
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
الازهر تعرض كغيره الى فترات ضعف ووهن وعلينا الا ننسى انه منارة الاسلام عبر العصور والازمان
عدد الردود 0
بواسطة:
علي
ربنا يثبتك يا دكتور ناجح، مقال محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ ناجح إبراهيم .. كاتب المقال
رفقا ً يا أخ رزق السيد
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء ابراهيم
دائما مبدع يادكتور ناجح وفقك الله