قبل أكثر من قرن من الزمان قال الزعيم المصرى مصطفى كامل "لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً" ولكن مافعله النظام البائد فى العقود الثلاثة الأخيرة جعل الكثير من شباب مصر وأهلها يتمنون الحصول على أى جنسية والخلاص من آلام النظام ومفاسده، فكانوا يلقون بأنفسهم فى أعماق البحار هربا من جحيم النظام وحصار البطالة والفقر والمرض الذى فرضه مبارك وأتباعه على الوطن، ولكن الثورة المصرية العظيمة كشفت عن المعدن النفيس لهذا الوطن وأن الصدأ الذى تراكم على الشخصية المصرية يمكن أن يزول وتعود إلى بريقها.
فقد جاءت الانتخابات التشريعية لتؤكد على عظمة هذا الوطن، وشعبه العظيم الذى نال التقدير من العالم أجمع، بينما كان النظام البائد يعتبره قاصراً يجب الوصاية عليه ولايعرف الديمقراطية ولا يستطيع ممارستها ولا يحب السياسة ودهاليزها، ولكن الانتخابات الرئاسية وتحديدا منذ إجراء المناظرة التاريخية بين المرشحين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والسيد عمرو عمرو موسى جعلت العالم ينظر إلى هذا الوطن بإجلال وجعل العرب يعتبرونه مصدر فخر وغز لهم كما كان على الدوام.
المشهد الحضارى الذى تعيشه مصر فى انتخابات الرئاسة، أكد أن المصريين قادرون على أن يحولوا ربيعهم إلى أجواء بديعة، فقد أصبح كل الوطنيين فى العالم العربى يتمنون الحصول على جنسية مصر ليس حباً فيها فقط، وإنما ليتاح لهم الانضمام إلى هذا المشهد التاريخى الذى لم تعرفه الأمة العربية من قبل بعد أن تحول الربيع المصرى إلى مشهد وينزف إبداعاً وجمالاً ويهدى للوطن أجمل تغريدة وأحلى قصيدة.
لأول مرة يشعر المصريون فى الداخل والخارج بالفخر ويتحدث عنهم العالم أجمع باعجاب وإجلال، ولأول مرة منذ زمن بعيد يتبارى وكل الأشقاء والأحرار فى العالم العربى فى تغريداتهم على مواقع التواصل الاجتماعى ويتمنون المشاركة فى رسم لوحة الفسيفساء الجميلة التى أخرجت مصر من مستنقع الظلم والفساد والتزوير والتلاعب فى عهد النظام البائد لتضعه فى قامات النجوم وهامات السحاب، ليحتل مكانه الطبيعى بين الكبار ويجعل العالم ينظرون إليه بتقدير وإعجاب.
لم يكن أحد فى العالم العربى يتوقع أن تعيش مصر هذا العرس الحضارى والمشهد الذى لا نراه إلا فى أوروبا وأمريكا، ولكن شباب الثورة المصرية جعلوه حقيقة على الأرض المصرية، وأصبح المصريون لأول مرة يختارون رئيسهم بإرادتهم ويعرفون متى سيغادر القصر، بعد أن كان الفرعون المصرى يدخل القصر ولا يخرج منه إلا رغما عن أنفه.
لقد أظهرت الانتخابات أن زمن المواكب انتهى وأصبح الجميع فى طابور واحد، وأكد الشعب المصرى أنه قادر على تعديل أى اعوجاج، كما حدث من بعض المسئولين الذين حاولوا أن يتجاوزوا الطابور ولكن وعى الجماهير وإرادتهم أجبرت كل من يحاول القفز فوق الناس على العوة إلى الطابور والالتزام بالنظام.
لن تكن هذه الانتخابات قاطرة الديمقراطية فى مصر، بل ستكون قاطرة الوطن العربى ككل، وليس أدل على ذلك من قول الرئيس التونسى المنصف المرزوقى أن انتخابات مصر تحدد مصير الأمة العربية، نتمنى أن يبقى الربيع المصرى بديعاً ولا يعود خريفا وأن يعلم كل الطواغيت أن إرادة المصريين أكبر من كل عمليات الضليل التى تمارس عليه.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عزت السنجراوي
اصبت كبد الحقيقه
عدد الردود 0
بواسطة:
lمحمد ابن النيل
مصر تختار رئيسها /// ويارب ولى من يصلح
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر- أبو ظبي
الإنتخابات ليست كل شئ
عدد الردود 0
بواسطة:
عشتار بندر الحمدان
أحتفظ بالمقال ...
عدد الردود 0
بواسطة:
عطية السيد الغرباوى-فوة-كفر الشيخ
مهلا سيدى الفاضل
عدد الردود 0
بواسطة:
ميدو
شفيق ومرسي ههههههههههههههههههههههههه
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
عربي غير مصري
!!
والله ليست حلمي يا رمضان هههه
عدد الردود 0
بواسطة:
عربي لا يحلم بجنسيتك
أنا متأكد لا يوجد مواطن عربي يتمنى جنسيتك
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري مغترب
نكته دي
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد مرسي بالعباس
ههههههههاي