إحنا نستاهل شفيق

نهضة مرجوة وأراها ممكنة، فى مقابل نكسة مهلكة وأراها أيضاً قادمة، ونظام معتدل وأحكام عادلة، فى مقابل فوضى مدمرة، وتغيير وتجديد وتحسين وتقدم، فى مقابل انغلاق وتخلف وتأخر.. وعليك أن تختار.

بصراحة كده إحنا نستاهل يحكمنا شفيق، نستاهل إن الرجل الأول فى مصر يكون شفيق، فقط لأننا تنازلنا عن ثورتنا، لأننا تورطنا فى العديد من الأخطاء التى أنتجت شفيق بعد معاناة أمهات فقدت أبناءها، وبعد بعدنا عن الأهداف الرئيسية للثورة.

نستاهل يحكمنا شفيق لأننا جنينا على بعضنا على طريقة المماليك، فقتلنا بعضنا وأقصينا البعض الآخر، نستاهل شفيق يكون رأساً لمصر التى اشتركنا جميعاً فى تمزيق جسدها وهتك عرضها ليستمتع من شاء بما قد يتبقى منها وهى عارية.

نستاهل يحكمنا شفيق، لأننا بعنا بعض عندما تركناه يترشح للرئاسة من البداية.. وبعنا بعض عندما تركنا أصحاب التمويل الأجنبى يهربون ولم نتخذ موقفاً، وبعنا بعض عندما تواطأنا "كلنا كلنا" ومعنا بعض قادة الإخوان مع اللجنة العليا للرئاسة ضد الشيخ حازم أبو إسماعيل ولم نقف وقفة رجل واحد ضدها، ذلك لأغراض حزبية وليبرالية وعلمانية، وصدقنا افتراءها على الرجل بأن أمه أمريكية.

نستاهل يحكمنا شفيق لأننا بعنا بعضنا لمصالح حزبية وفكرية أدت بنا إلى بيع الوطن برمته بأولاده وشهدائه بشيوخه ونسائه، لأننا نسينا تاريخ من له القول الفصل فيمن يبقى ومن يترشح للرئاسة، ومن يُقصَى ومن يُعزَل ومن يبقى.

نستاهل يحكمنا شفيق، لأننا لا نريد لبلدنا أن يرقى بمصانع تنتج "صنع فى مصر"، لأننا نرغب فى الاستهلاك والكسل ولا نرغب فى العمل، لأننا تبلدنا فلم يعد الدم يجرى بعروقنا، لأننا هان علينا دم أولادنا وإخواننا وبناتنا وأخواتنا، هذا الدم الطاهر العطر الذى سقى معظم أرض مصر، ولم ينبت بعد رجال آخرين يبنون ما تهدم من الوطن.

نستاهل شفيق، لأننا تناسينا أنه من دبر مع من فكر فى موقعة الجمل، لأننا لا نرغب فى أن تكون كلمة الله هى العليا وكلمة الباطل هى السفلى، لأننا طرشنا فلم نسمعه حينما قال "للأسف الثورة نجحت"، وللعلم الثورة لم تنجح حتى الآن بل "عندها ملحق"، لأننا نريد شفيق.

لك الله يا مصر..