خالد أبو بكر

حقيقة ما قاله عمر سليمان

الثلاثاء، 12 يونيو 2012 06:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄ أربع ساعات أمام القاضى، وماذا قال عن دور الإخوان فى أحداث الثورة؟ أسئلة تحتاج إلى تحقيق.

فى تحقيقات النيابة العامة سئل عمر سليمان عن أحداث جمعة الغضب فأجاب وبالنص:
فى يوم 27 يناير رصدت معلومات جهاز المخابرات وجود اتصالات بين عناصر من جماعة الإخوان المسلمين وعناصر من حركة حماس بغزة، ومن ضمن هذه الاتصالات رصدنا أن جماعة الإخوان ستشارك فى مظاهرات يوم 28 التى سميت بجمعة الغضب، كما رصد الجهاز وصول مجموعات فلسطينية إلى مصر شوهدت وتم رصدها فى ميدان التحرير عقب صلاة الجمعة.

وفى المحكمة قال: من متابعة النشاط الفلسطينى وجدنا هناك اتصالات بين حركة حماس والبدو فى سيناء ودخول بعض المجموعات إلى البلاد عبر الأنفاق والاتصال بالبدو والاتفاق معهم على مدهم ببعض الأسلحة والذخائر ومعاونتهم على إخراج عناصر حماس من السجون المصرية، وبالفعل قام بعض البدو بتهيئة المناخ لضرب نقطة شرطة الشيخ زويد وضرب عشوائى لجميع المناطق المحيطة بالأنفاق.

والكلام أيضا بالنص عن عمر سليمان:
وقامت كتائب عز الدين القسام فى الاتجاه الآخر من الحدود المصرية بنشاط عسكرى حتى لا تتدخل قوات حرس الحدود، وهكذا نجحت عملية تهريب أسلحة للبدو وقيام بعض أفراد من البدو باصطحاب بعض العناصر الفلسطينية إلى القاهرة للقيام بعمليات اقتحام السجون المتواجد فيها أفراد من المسجونين التابعين لحركة حماس، وشارك معهم من 70 إلى 90 فردا من حزب الله المتواجدين فى قطاع غزة، ويوم 28 شوهد عدد منهم فى ميدان التحرير وآخرون تم رصدهم تحديدا فى منطقة وادى النطرون، حيث السجن الذى يوجد به عناصر حماس وحزب الله وإلى أن وصلنا إلى منتصف الليل كانت بالفعل حماس وحزب الله قد نجحا فى إخراج عناصرهما من السجون المصرية.

هكذا جاءت أقوال عمر سليمان الذى كان نائبا لرئيس الدولة ورئيس جهاز المخابرات لوقت طويل قبل الثورة.

والأسئلة التى نطرحها للنقاش: ما هى حقيقة الهجوم على السجون المصرية أيام أحداث الثورة؟ ومن نصدق؟ ومن نحاسب؟ ولماذا لم تجر تحقيقات فى أقوال اللواء عمر سليمان؟
الحقيقه أن إقرار عمر سليمان أمام المحكمة وأمام النيابة بأن عناصر من حزب الله وحماس قاموا بانتهاك سيادة الدولة المصرية وقت أن كانت مصر فى ظروف أمنية عصيبة، أمر يحتاج إلى وقفة، ولا أفهم هل لدى جماعة الإخوان معلومات عن ذلك أم لا؟ وإن كانت لديهم معلومات لماذا يتم استقبال خالد مشعل فى القاهرة وكأنه من الفاتحين؟ ولماذا لا يتم سؤاله عن حقيقة اتهامات عمر سليمان؟
من الذى يحرك هؤلاء الذين اقتحموا حدودنا؟ وكيف جرأوا على فعل ذلك؟ ولماذا لم ترد أجهزة الدولة الأمنية ردا صارما فيما بعد؟
وما لم أفهمه أيضا من عمر سليمان هو ماذا كان يقصد من رصد اتصالات بين جماعة الإخوان المسلمين وبين بعض العناصر الفلسطينية وفى أى اتجاه؟
فى محاكمة مبارك سمعت حسن عبدالرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة يقول: أنا أعرف أنه قد لا يكتب لى الخروج إلى الحرية مرة ثانية لكنى أطلب منكم أن تتنبهوا إلى بعض الأخطار الخارجية التى تحيط بنا من جهات كثيرة.

ولعله كان يحاول أن يعطى النصيحة وهو يعلم أن الشعب المصرى حمل من جهازه ما لا طاقة له به، لكن كلامه كان فى حكم الشهادة الأمنية.

ومع كل هذا الجدل الدائر لماذا لا يتم فتح تحقيق موسع نعلم فيه طبيعة الاتصالات بين بعض القوى السياسية وبين جماعات فى الخارج؟
القضية زادت تعقيدا عندما تحدث الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق وأحد المرشحين لخوض جولة الإعادة على منصب رئيس الدولة، وقد قال فى أحاديثه إن جماعة الإخوان المسلمين هم من دبروا موقعة الجمل أو اشتركوا فيها.

والمنطق هنا يقول: كيف لرجل كان يشغل هذا المنصب وقت الأحداث يصرح بمثل هذا التصريح؟ فليس أمامنا سوى احتمالين لا ثالث لهما، إما أنه يتاجر بالكلمات ضد خصمه لإحداث نوع من عدم الثقة فى منافسه، أو أنه بحكم عمله كان لديه معلومات تؤكد صحة ما يقول.

والحقيقة أنه إذا كانت لديه معلومات فمن الطبيعى أن نسأله لماذا كتمت شهادتك طيلة هذا الوقت وأنت تعلم أن هناك تحقيقات جارية فى هذه القضية؟ وإن لم تصح رواية أحمد شفيق عن الإخوان هل لنا أن نصدقه فيما بعد؟

من الأشياء الإيجابية أن قاضى موقعة الجمل وفر علينا الطريق وأمر باستدعاء أحمد شفيق كى يمثل أمامه للشهادة عن هذه الأحداث ولكى يواجهه القاضى بحقيقة ما قاله.

وما يهم المواطن هنا هو استجلاء الحقيقة أيا ما كانت، وليس التقدير هنا واقعا على عاتق المواطن وإنما عليه أن ينتظر كيف سيقيم القاضى أقوال أحمد شفيق.

لكن فى كل ذلك تشعر بأن من كانوا مسؤولين فى الدولة المصرية لديهم الكثير من المعلومات التى يكتمونها ولا أدرى لمصلحة من يقومون بذلك.

كنت أتخيل أن يخرج علينا المشير طنطاوى فى حديث تليفزيونى ارتجالى وغير مكتوب يشرح لنا كيف تسلم الحكم من مبارك، وما هى كواليس تلك الأيام من تاريخ الشعب المصرى، وما هى حقيقة الانفلات الأمنى الذى مرت به البلاد أيام الثورة، وهل تعرضت مصر لضغوط خارجية لعدم محاكمة مبارك؟ كل ذلك وأكثر كنت أنتظر أن أسمع ردا عليه من المشير، لكن للأسف تركنا للمتحدثين غير الرسميين من بعض الكتاب الصحفيين المحسوبين عن المجلس العسكرى.

وكذلك الفريق شفيق الذى قرر أن ينتظر عاما ونصف ثم بدأ يطرح ما لديه من معلومات فى الوقت الذى احتاج هو فيه ظهور تلك المعلومات، أين كنت يا سيادة الفريق وقتما كانت دماء أبناء الشعب المصرى تسيل ونحتاج إلى أى معلومة لمعرفة من الذى تسبب فى ذلك؟ وعندما تخرج علينا لتقول «ماعرفوش يجيبوا الدليل على مساعدى العادلى» مين اللى ماعرفوش يجيبوا الدليل؟ لقد كنت أنت رئيس الوزراء وقت التحقيقات، وكان يجب عليك معاونة النيابة العامة فى ذلك وإن كان هناك فشل فأنت شريك فيه.

لا أدرى، أشعر أن الجميع لديه فى جعبته الكثير وأن المواطن المصرى الذى خرج فى ثورة يناير أصبح فى حيرة من أمره بين فريق سياسى كان معه بشكل أو بآخر فى الثورة، ثم بدأ فى اللهث وراء حصد الغنائم وبين تيار آخر لم يؤمن بأن عهدا قد مضى وآثر أن يبقى فى الساحة السياسية مستعينا بجزء من قوة الماضى.

كنت أتمنى أن يكون رئيس مصر القادم شخصا بلا ماضى يحسب عليه وإنما برؤية مستقبلية تشعرنا بالتفاؤل.

لا أرى فى أى من المرشحين شخص الرئيس الذى أحلم به، لكنى سأحترم أيا منهما إذا ما أتى به صندوق الانتخاب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة