د. رضا عبد السلام

ما ينبغى عمله بعد إعلان فوز مرسى بالرئاسة!!

الأحد، 24 يونيو 2012 11:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكتب هذه الكلمات - مباشرة - عقب إعلان فوز الدكتور محمد مرسى، برئاسة جمهورية مصر العربية، كأول رئيس منتخب، لا أقول فى تاريخ مصر الطويل، ولكن فى تاريخ الأمة العربية، التى لم تعرف للديمقراطية طريقاً، مؤكد أننى فرحت بفوز الدكتور مرسى، ولكن ليس لكونى إخوانى أو سلفى كما ذكرت فى مقال سابق، ولكن لأننى أؤمن إيماناً لا يتزعزع بأن مصر عاشت ثورة حقيقية، وكان ينبغى ألا نقضى عليها بإعادة إحياء النظام الذى خلعناه، فعلى الأقل لا يزال يراودنا حلم الثورة الآن، ولكن كيف كنا سنتكلم عن الثورة لو كان شفيق هو الفائز؟!

مؤكد أننى لا يمكننى أن أشكك فى توجهات الملايين التى صوتت لشفيق، فهؤلاء لهم منى كل التقدير والاحترام، ولكنى على يقين بأنه باستثناء الشرفاء الذين اقتنعوا بأن شفيق هو الأنسب، فهناك مئات الآلاف وربما الملايين من بقايا الحزب البائد، الذين حاربوا (فى كل قرية ومدينة) بكل ما أوتوا من قوة لإنجاح شفيق، ولنا فى الهجمة الشرسة التى تعرضت لها جماعة الإخوان والتيار الدينى قاطبة سواءً فى فضائيات الضلال أو صحف الدمار التى تملأ شوارعنا المثل والدليل!!

كنت على ثقة بأن شعب مصر - التواق إلى الحرية - لن يخذل الثائرين والأحرار، بل لن يخذل الأمة العربية التى تجلس تنتظر ولادة الحلم المصرى، ولكن أعود وأؤكد أننى شأنى شأن الملايين الذين صوتوا للدكتور مرسى لدينا تخوفات من ممارسات الجماعة خلال الأشهر الماضية، ولهذا فإن سعادتنا هى سعادة مشوبة بالحذر.

مؤكدا أن أول رئيس منتخب لمصر تنتظره تحديات جسام، وأهم تلك التحديات تتمثل فى إعادة لم الشمل وتوحيد الصف المصرى، لابد وأن ينجح الدكتور مرسى فى إشعار كل مصرى، من انتخبه ومن لم ينتخبه، أنه رئيس لكل المصريين، ليس بالأقوال ولكن بالأفعال، لابد ألا يظهر أى شعور أو رغبة فى الانتقام لأنه الآن على كرسى رئاسة مصر، فهو رئيس لكل المصريين!

فالإخوان وتاريخهم الطويل أمام اختبار مدته أربعة أعوام، فإما أن يثبتوا للمصريين وللعالم بأنهم جديرون بحكم مصر، والأخذ بيدها نحو التقدم، أو أنها تكون النهاية، بعد أربعة أعوام، ومن ثم يسدل الستار تماماً على هذه الرحلة الطويلة من الكفاح لمئات الآلاف من شباب الإخوان وشيوخها.

مؤكد أن هناك الكثير من المتربصين والمنتظرين لفشل الدكتور مرسى وجماعة الإخوان، بل سيحاول هؤلاء زرع الفتن والمشكلات، لكى ينشغل الرئيس الجديد بحل المشكلات بدلاً من أن ينشغل بعملية البناء وتنفيذ مشروع النهضة! لذا، على رئيس مصر، وعلى فريقه الرئاسى، التعامل بجدية وذكاء لاحتواء كل المتربصين وإشعارهم بأنهم شركاء فى الوطن.

على رئيس مصر المنتخب أن يسعى وعلى الفور لحسم الخلافات وبناء جسور المودة مع المؤسسة العسكرية والقضائية والداخلية، عليه ألا يستمع إلى دعاة الانتقام، لأنهم سيقودونه نحو الهاوية له ولمصر! لابد وأن يعلوا صوت القانون ويصبح سيفاً مسلطاً على رقاب الجميع، ويكون الجميع تحت القانون سواء.

على رئيس مصر المنتخب، أن يوجه رسالة طمأنة لرجال الأعمال والمستثمرين، المصريين والأجانب بأن مصر بعد الانتخابات هى واحة الأمان وأرض خصبة لاستثمارات واعدة، ولابد أن نطمئن المستثمرين فى مختلف القطاعات بما فيها قطاع السياحة، وحتى المستثمرين الذين انتسبوا لنظام مبارك، عليه أن يحتويهم ويشعرهم بأنهم جزء فاعل فى مصر وإن اختلفت رؤاهم، لا ينبغى التراخى أو التأخير فى إرسال تلك الرسائل لكل من يهمه الأمر، لابد أن يدرك الجميع، داخل وخارج مصر، أن جماعة الإخوان رغم مرجعيتها الدينية (وهذا شىء لا يعيبها)، أنها ستقدم للعالم دولة مدنية عصرية تأخذ بأسباب التقدم، وستكون مثلاً مشرفاً يحتذى به، لابد أن يستشعر الجميع بأن مصر فى سبيلها لاستعادة النهج الوسطى فى كل شىء.

لابد أن توجه رسالة واضحة تماماً لأشقائنا فى الوطن من المسيحيين، الذين عاشوا معنا فى السراء والضراء، عاشوا معنا الفقر والبؤس والقهر، وعاشوا معنا أيضاً الثورة وأحلامها. لابد أن يشعر هؤلاء بأن مصر بلدهم قبل أن تكون بلدنا، وعندها سيعمل الجميع بكل ما أوتى من قوة من أجل بناء مصر التى نتمناها.

أما الرسالة الأخيرة التى أود توجيهها فأوجهها إلى كل مصرى مخلص، سواءً صوت للرئيس مرسى أم للسيد شفيق، علينا أن نتكاتف جميعاً مع الرئيس المنتخب، وأن نأخذ بيده وأن نعينه على تحقيق أهدافه، فإن فشِل سنسقطه جميعاً وسنكون له بالمرصاد، ولكن لا ينبغى أن نترصد له الأخطاء بل ننتظر له الأخطاء، هذه ليست شيم المخلصين البنائين، علينا أن نطهر أنفسنا وأن نضع مصر الجميلة الحالمة نصب أعيننا، وفقنا الله جميعاً إلى كل خير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة