خالد أبو بكر

مرسى الرئيس السجين

الإثنين، 02 يوليو 2012 06:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 20 أغسطس عام 1951 ولد رئيسنا الجديد الدكتور محمد محمد مرسى عيسى العياط، وهو ابن فلاح مصرى بسيط، تعلم وتميز فى علمه وتخرج بامتياز وسافر ودرس بالخارج ونال الدكتوراة من أمريكا.

كل هذه المعلومات وغيرها تستطيعون الاطلاع عليها بسهولة فهى الآن فى متناول الجميع، لكن ما أود أن أشير إليه أننا أمام رئيس ذاق طعم السجن والاعتقال.

اعتقل عدة مرات، قضى سبعة أشهر فى السجن بعد أن اعتقل يوم 18 مايو 2006 أثناء مشاركته فى مظاهرات شعبية تندِّد بتحويل اثنين من القضاة إلى لجنة الصلاحية، وهما المستشاران محمود مكى وهشام البسطاويسى بسبب موقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005، وقد أفرج عنه يوم 10 ديسمبر 2006 كما اعتقل فى سجن وادى النطرون صباح يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 أثناء ثورة 25 يناير مع 34 من قيادات الإخوان على مستوى المحافظات لمنعهم من المشاركة فى جمعة الغضب.

والسجن والاعتقال له مرارة لا يستطيع كاتب أن يصفها فى كلمات وإنما يتذكرها دائماً من عاشها، وقد يأتى السجن بنتيجتين مع أى إنسان أولهما الإحساس بالظلم والرغبة فى رفعه عن كل مظلوم، وثانيهما هو الإحساس بالرغبة فى الانتقام من كل من تسبب فى الوصول إلى السجن.

لكن لماذا أردت لهذا المقال ونحن نستقبل أول رئيس منتخب بعد الثورة أن يكون عن الرئيس السجين؟ الحقيقة أننى أردت أن أذكره بليل السجن ومراره، ويبدو أن مرسى قد دعى أثناء صلاة الفجر فى سجنه أن ينصره الله، فجاء رد ربه كبيرا فنصره من مسجون إلى رئيس جمهورية أكبر دولة عربية، وأردت أيضاً أن أذكره بطعم الحرية التى هى كنز لا يعرفه إلا من حرم منها، وأردت أيضاً أن أذكره بالظلم وقلة حيلة المظلوم السجين أمام قوة السجان الظالم.
يا رب العباد آمنت بك، علينا جميعا أن نتذكر أننا نشاء وأن الله يفعل ما يشاء، اعتقد أن جميعنا استشعر خيرا من الانطباع الأول عن مرسى الرئيس، الرجل ظهر بسيطا غير متكلف، تحدث بلغة كلها إحساس، لكن دعونا نذكر أنفسنا دائماً أننا لن نعاود صورة الرؤساء السابقين الذين كانوا يمدحون ليل نهار فى وسائل الإعلام، أبدا لن تعود ولن نسمح بذلك وسنراقب أى متلون يريد أن يخلق لنا فرعونا جديدا.

فى عام 1977 انتمى محمد مرسى لجماعة الإخوان المسلمين وهى جماعة لها ضوابط وقيم وشروط للانتماء إليها والبقاء فيها، والانتماء إلى هذه الجماعة ليس لاستمالة عضوية أو باشتراك يدفع وإنما هو انتماء فى القلب والوجدان، ولا يستطيع عضو الجماعة أن يخرج عن أعرافها حتى وإن أصبح رئيسا للجمهورية، فهل سيستطيع رئيسنا المواءمة بين ما تراه الجماعة وما تراه مؤسسات الدولة؟ سنرى.

كان من المهم النظر بأمانة إلى إشارة الرئيس فى خطابه إلى المصالحة مع الشرطة وطوى صفحة الماضى، فالحقيقة تقول إن هناك ضباطا فى الخدمة حاليا اقتادوا المواطن محمد مرسى إلى الاعتقال وهو شخصيا يعرفهم ويتذكرهم جيدا، لكنه أراد أن يرسل رسالة عفو وتصالح نتمنى أن تكون صادقة.

ومن الهام ذكر أن كثيرا من الزعماء تم سجنهم مثل نيلسون مانديلا والسادات وأصبحا بطلين لدى شعوبهما فيما بعد، لكن البطولة لا تأتى لمجرد التعرض للظلم أو السجن، أو لأن الرئيس الجديد حلو اللسان، أو أنه بسيط فى تصرفاته، كل ذلك شىء جميل، لكن الأهم هو العمل والتصرفات ولابد أن يكون عمل الرئيس وحده هو معيار تقييمه.

ولعل أول القضايا التى سيختبر فيها الرئيس الجديد هى حكم المحكمة الدستورية الذى يقضى بعدم دستورية قانون انتخاب مجلس الشعب بكامله، والذى أتى فى مضمونه ببطلان وجود المجلس كاملا، وتم رفض هذا الحكم من قبل حزب الحرية والعدالة وقتما كان رئيسه هو رئيس الجمهورية الحالى، لكن ماذا سيكون موقف الدكتور مرسى من هذا الحكم الآن؟ هذا ما سيجيب هو عنه بالفعل فى الأيام القادمة.

كذلك ستكون قضية الإعلان الدستورى المكمل من العقبات التى تواجه الرئيس فى الأيام القليلة القادمة، فبموجب هذا الإعلان نصب المجلس العسكرى بأشخاصه الحاليين لنفسه صفة المراقب لأى مادة من مواد الدستور يستطيع إلغاءها فى أى وقت، كذلك جعل وجود أعضاء المجلس الحاليين فى مناصبهم أمرا واقعيا يجب على الجميع قبوله، وهنا يبقى السؤال ماذا إذا ما رأى الرئيس الجديد أن وزير الدفاع الحالى أمضى فى الوزارة ما يزيد على عشرين عاما، وأنه آن الأوان كى تجدد دماء قيادة القوات المسلحة!! فهل يملك الرئيس إقالة المشير؟ هذا أيضاً سيكون رده من الناحية الفعلية فى يد الدكتور مرسى.

لكنى لا أعرف لماذا انتابنى إحساس شخصى بأن المشير طنطاوى لديه الكثير من الحقائق التى يمكن أن تكون غائبة عن الشعب، ولا أدرى لماذا اقتصر خطابه على كلمات عامة، ولم يذكر لنا أى شرح للمواقف السياسية التى اتخذها طوال الفترة الانتقالية، وهل يا ترى المشير طنطاوى مقتنع بأنه تحت قيادة رئيسه الجديد اقتناعا فعليا؟ أتمنى أن يكون كذلك.

الكثير من الناس يسألون هل ما نشاهده من حالة وفاق ظاهرى بين المجلس العسكرى والرئيس هى هدنة من قبل الرئيس لحين الإمساك بالشرعية وبعد ذلك نأتى لتصفية الحسابات؟ هل سيمكن القادة العسكريون الرئيس المدنى من الدخول فى كل تفاصيل الأسرار العسكرية؟ وهل من الممكن أن يعود مرسى سجينا ولكن هذه المرة فى قصره الجمهورى، إذا ما أراد البعض ذلك؟ أتمنى ألا يكون الوضع كذلك.

لكن من الواضح أن هناك اتفاقا أو دعونا نسميها مواءمات بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان، ومازلت مقتنعا أن أسرار تلك المرحلة سيأتى يوما ونعرفها كاملة، حيث أن ما لدينا الآن من معلومات وأسرار هو أقل القليل.

فيا أيها السجين الذى أصبحت رئيسا بأمر الله ثم بإرادة الشعب، كم أتمنى أن أرى فيك حلم مصر بعد الثورة، كم أتمنى أن تكون لكل المصريين رئيسا لا تفرق بين أى منهم، كم أتمنى أن تعمل بجد وإخلاص لخدمة المواطن المصرى، أحلم باليوم الذى أرى فيه بلادى فى مصاف الدول المتقدمة بسواعد أبنائها الذين أثبتوا جدارتهم فى كل المجتمعات الدولية.
سيادة الرئيس:

عهد علينا أن نقف خلفك، إن أصبت مدحناك وإن أخطأت انتقدناك، وإن تجاوزت حاكمناك، وإن وفقت دعونا لك، اللهم وفقك لخدمة بلادنا واجعل أيام سجنك فى ميزان حسناتك أيها الدكتور الرئيس.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

حازم سمير

جيد

مقال جيد جدا.استمر علي ذلك فقد قلت الحق

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر علي

كم أحب هذا الرجل وتحليلاته السياسية المبهرة

عدد الردود 0

بواسطة:

سامر احمد

مقال رائع ولكن !!

عدد الردود 0

بواسطة:

مى حسين

احترم هذا الرجل

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق بترجى

الراجل اللى مش غامض

عدد الردود 0

بواسطة:

adel

اللهم خذ بيد عبدك مرسى إلى كل خير و توفيق..إحفظه بحفظك ووفقه بتوفيقك ..

عدد الردود 0

بواسطة:

General

انها الديموقراطيه فعلا

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء الاسناوي

الانصاف شعاره

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

محدش ضربه على إيدو علشان يقبل

ولا إيه يا عم الأمور ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

اللهم من اراد بمصر سوء فردكيدة فى نحرة

مقال مليان بسموم دة بقى شغل الليبراليين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة