ميكرع هاكول

*عندما قامت الدولة الصهيونية عام 1948 كان الشغل الشاغل حينذاك لرئيس وزرائها ديفيد بن جوريون هو الحصول على السلاح النووى بأى طريقة، حتى تكون له اليد العليا دائما ضد جيرانه العرب، وبالفعل بدأت التجارب وأطلق على المشروع عبارة عبرية "ميكرع هاكول" ومعناها "قبل أن يضيع كل شىء"، ويوقن الصهاينة أنهم لن يستخدموا هذا السلاح إلا قبل فنائهم، لذا أطلقوا عليه هذا الاسم، وإبان حرب أكتوبر 73 وبعد أن أيقنت جولدا مائير أنها هزمت أمرت بتركيب الرؤوس النووية وتوجيهها إلى العواصم العربية قبل مبادرة وقف إطلاق النار التى قبلها الرئيس السادات رحمة الله عليه.

ما جعلنى أذكر هذه المقدمة هو ما لاحظته فى مشروع النهضة أو البرنامج الانتخابى للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى من عدم وجود أى شىء له علاقة بالطاقة النووية سلمية كانت أو تدميرية، وتكمن أهمية الطاقة النووية فى الوقت الحالى كبديل لازمة تناقص الطاقة ليس فى مصر فقط وإنما فى العالم كله، نحتاج إلى إيقاظ البرنامج النووى المصرى والذى يرجع تاريخه إلى العام 1955 فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، مطلوب من الرئيس عدم إغفال هذا الملف الهام من أجل مستقبل أفضل لنا جميعا، نريد مشروعا نوويا مصريا وليكن اسمه "لكى نبدأ كل شىء".

*لم أكن من مؤيدى الدكتور محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة والأسباب كثيرة لكن وبكل صراحة لست مع استقالته من حزب الحرية والعدالة، فمن انتخبوه يعلمون انتمائه وخلفيته السياسية جيدا ووافقوا بها، وإذا كنا نريد ديمقراطية حقيقية لا يجب أن نقف عند طلب استقالة يعلم الجميع أنها ستكون صورية، وليكون الحساب واضحا له ولحزبه خاصة أن الشعب لن يقبل بمبررات مثل أن بقايا النظام السابق يعيقون عمله وعمل الحكومة أو أنه لا يوجد توافق وتناغم لأن الحكومة ائتلافية وتمثل أكثر من تيار سياسى، فبقايا النظام السابق لم يمنعوا وصولك للرئاسة، وحكومتك أنت من ستختارها، وبالتوفيق لما فيه صالح الوطن.

• نختلف سياسيا مع الدكتور محمد مرسى الرئيس المنتخب.. نعم لدينا تخوفات منه ومن دور جماعته وسلطاتها على مؤسسة الرئاسة.. نعم سنقف فى وجهه وننتقده فى أى موقف لا يعجبنا.. نعم لكن نرفض وبشدة الإساءة له من أى مسئول عربى أو غربى، ما قاله قائد شرطة دبى "ضاحى خلفان" لا يجب أن يمر مرور الكرام، وعلى الجميع أن يتحدث بشكل لائق عن رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب خاصة إذا كان أخ وجار عربى.