خالد أبو بكر

قنديل الإخوان

الثلاثاء، 31 يوليو 2012 08:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشعوب فى الأزمات تحتاج إلى الدافع المعنوى إلى جانب الحلول العملية للخروج من الأزمة، عندما انتخب الدكتور مرسى بانتخابات حرة وقفنا خلفه باعتباره الآن رئيس الدولة وسنستمر فى الوقوف خلفه كى يأخذ فرصته كاملة حتى يحاول تحقيق ما وعد به شعبه، ثم نحكم عليه.

لكن هناك أمورا معنوية تؤثر فى تنفيذ السياسات العامة وإن كان البعض يعتقدها بسيطة، إلا أنها حقا مؤثرة، فالشعب المصرى بتكوينه تحركه العاطفة بشكل كبير، من هذه الأمور على سبيل المثال أنه لا شك أن الظهور الإعلامى للرئيس وبعض مفرداته وتصرفاته البسيطة تؤثر إيجابا فى ارتفاع رصيده لدى الشعب، ولا شك أيضاً أن تصريحات بعض قيادات الإخوان المتناقضة تنتقص من هذا الرصيد، أيضا لا يمكن أن تسكت مؤسسة الرئاسة عن أخبار شخصية تنشر فى بعض الصحف وتتناقلها مواقع التواصل الاجتماعى ويتعامل معها الجميع على أنها حقيقة، وأنا هنا أقصد ما يخص أسرة الرئيس، هل صحيح أن زوجته طلبت أن يكون لديها حمام سباحة مغطى تكلفته بالملايين؟؟ يا نهار أسود، تانى!!! أنا شخصيا لا أعتقد صدق هذا الخبر لكن ما يعنينى هو لماذا يتم السكوت على مثل هذه الأخبار ولا يتم التعامل معها فورا.

كما أنه لا داعى لأن يشعر المواطن الآن، وفى هذا التوقيت بالذات، بالضيق اليومى من مشاكل الكهرباء والمياه، لأنه من الطبيعى هيقول «معقول إن أول القصيدة كفر».
كذلك أرى أنه وجب على الرئيس الآن مصالحة من هم فى الفريق الآخر الذين لم ينتخبوه، وهم ليسوا بالعدد القليل، حتى يحاول أن يقنعهم بأن تكون أولوياتهم فى هذه المرحلة نجاح مصر فى تخطى هذه الأزمات الراهنة، لا سيما وأنا أرى البعض الآن يتمنون الفشل لهذا الرئيس لمجرد أنهم لا يوجد عمار بينهم وبين الإخوان، وده غلط، لكن على الرئيس أن يبدأ فى الحوار مع هؤلاء وهم ليسوا بالعدد القليل بل هم كثير ويشغلون مناصب مهمة وفى العديد من المجالات.

وطبيعة الديمقراطية أنك تتمنى أن تكون أنت الحاكم فى الدورة القادمة لكن ذلك لا يعطيك الحق فى تمنى الفشل طوال أربع سنوت للنظام الحالى، أو أن تمتنع عن العمل أو تقصر فيه كى تتسبب فى فشل خصمك السياسى، كده تبقى بتخون بلدك لصالح مصالحك السياسية الضيقة.

أعجبت جداً بلقاء الرئيس على الإفطار مع رجال المخابرات العامة، طبعا لأن دول العقل المدبر لأى رئيس وما ينفعش ياخدوا أوامر والسلام، دول لازمهم معاملة خاصة، وحسنا فعل الرئيس بأن دعاهم للإفطار ويمكن ده يكون نوع من تطبيق نظرية الدافع المعنوى للعمل التى أشرت إليها.

لكن دراسة معطيات مرحلة المائة يوم التى وعد بها الرئيس تجعلنا نرصد أشياء مهمة منها أن الوعود الانتخابية للرئيس فى فترة الانتخابات والتى وعد بتحقيقها فى الأيام الأولى لم تكن بسيطة، ويمكن أن أقول إنها لم تكن تلمس الواقع بدقة، كذلك مضى أكثر من خمسة وعشرين يوما دون أن نبدأ!! بمعنى أنه حتى كتابة هذه السطور لم تحلف الحكومة اليمين ولم يتم وضع سياسات يناقشها الوزراء مجتمعين كى يقوموا بتنفيذها، كل ذلك قد يجعل تنفيذ هذه الوعود، دعونا نقل، أمرا شاقا.

والأهم من كل ذلك هو شخصية رئيس الوزراء هشام قنديل الذى رأى فيه الإخوان أنه هو الذى يصلح لهذه المرحلة المهمة بعد أن تأخروا كثيرا فى إعلان اسم رئيس الوزراء، الله أعلم ليه!

ويسأل المواطن العادى بعد مشاهدته لرئيس الوزراء فى أول مؤتمر صحفى وبعد أن تم نشر سيرته الذاتية، هل هذه الشخصية الأقدر على قيادة الحكومة فى الوقت الحالى؟ هل مجموع خبرات رئيس الوزراء تؤهله لهذا المنصب؟ هنا وللأمانة الإجابة الوحيدة هى أنه اختيار الرئيس أو اختيار مكتب الإرشاد أو اختيار المرشد وخيرت الشاطر مش مهم اختيار مين، لأن الحقيقة أنهم جميعا فريق سياسى واحد وأيضا فريق عمل واحد فازوا بالرئاسة نتيجة عملهم الجماعى.

ولا يجوز لنا مناقشتهم فى لماذا اختاروا قنديل لأن إجابتهم باختصار ستكون أنهم يرون فيه الشريك المناسب لتحقيق برنامجهم الانتخابى!! همه أحرار المهم النتيجة.

لكن ممكن واحد يقول إن الإخوان اختاروا رئيسا للوزراء من النوع المهادن!! يعنى ينفذ سياسات مكتب الإخوان دون مناقشة ويكون هو الشخصية التكنوقراطية التى تخاطب الشعب، ممكن، كل شىء جائز..

أنا المهم عندى أن اختيار الإخوان لقنديل يؤدى إلى نتائج إيجابية وأن مرحلة المائة يوم يتعمل فيها حاجات إيجابية يلمسها المواطن العادى، ويحس أن القنديل اللى اختاروه الإخوان نور فى أول مائة يوم وإلا اضطر مرسى إلى إجراء تعديلات وزارية سريعة بعد أن يكون ترك انطباعا غير جيد فى أول أيام حكمه.

كذلك ما يهمنى أيضا أن قنديل هو أصغر رئيس وزراء فى تاريخ مصر فهو تجربة جيل، وإن فشل فإن ذلك سيكون باعثا لشوية العواجيز اللى فى بلدنا اللى طابقين على نفسنا من سنين كى يقولوا إن صغر سنه وقلة خبرته هما سبب فشله، أتمنى ألا يحدث ذلك.

إننا يجب أن نقف خلف رئيس الجمهورية المنتخب بإرادة أغلبية الشعب، حتى وإن كانت أغلبية بسيطة، ويجب علينا أيضاً احترام اختياره لشخص رئيس الوزراء وأيضا علينا أن نقف خلف الحكومة الجديدة ونشجعها لتحقيق النهضة التى يستحقها الشعب المصرى والتى وعده بها رئيسه.

خد وقتك يا أيها الرئيس الشرعى، لكن ماتزعلش منى يا دكتور مرسى لا سمح الله القنديل مانورش!! ساعتها هيبقى لنا كلام ثانى لأن أكيد سيادتك وفضيلة المرشد والبشمهندس خيرت عارفين إننا قررنا مانرجعش نعيش جوه بلادنا فى ظلام تانى، وأكيد كمان شوفتوا إن فى ناس ماتت وناس ضحوا بنور عنيهم عشان تفضل بلدنا منورة على طول، وإن شاء الله بقنديل الإخوان أو من غيره ومن غيرهم هاتفضل بلدنا منورة على طول.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة