سعيد الشحات

نصيحة «محسوب» للإخوان

الأحد، 26 أغسطس 2012 07:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين اعتقاد محمد أبو حامد النائب البرلمانى السابق بنجاح مظاهرات «24 أغسطس»، والواقع الذى كشف عن ضعف المشاركين فى هذه التظاهرات التى دعا إليها أبو حامد ضد حكم جماعة الإخوان، تغيب لغة العقل فى تقييم هذه الدعوة وما نتجت عنه، وهو ما جعلنى أتوقف أمام تصريح الدكتور محمد محسوب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية الذى قال فيه: «رغم قلة عدد المحتجين فإن الاحتجاج يستحق النظر إليه بجدية».

السياق العام للدعوة إلى التظاهر كان ينبئ بفشلها، فلا الظروف مهيأة تماما للاستجابة الجماهيرية إلى مليونية ضد الإخوان، ولا الداعين إليها لهم مصداقية سياسية بالدرجة التى يمكن الاستجابة إليهم شعبيا، لكن فى المقابل تواصل عبث الآلة السياسية والإعلامية التى تعاملت مع العزوف عن المشاركة فى المظاهرات بوصفه استفتاء على شعبية الرئيس مرسى، فهذا الأسلوب يذكرنا بالضبط بما كان يفعله نظام مبارك فى كل مظاهرة كانت تدعو إليها حركة كفاية أو كل الحركات الاحتجاجية التى تشعبت عنها منذ عام 2005 حتى سقوط مبارك.

لم تبلغ قوة مظاهرات «كفاية» وأخواتها أكثر من ألف متظاهر باستثناءات قليلة بالرغم من نبل المطالب، وبعد كل مظاهرة كانت الصحف الرسمية تقذفها بأحط الأوصاف، ولنتذكر ما فعلته «جمهورية سمير رجب» مع الفنان القدير عبدالعزيز مخيون حين فتحت صفحاتها للخوض فى عرضه، وذلك لنشاط مخيون الدائب فى حركة كفاية، وعلى نفس النهج كان التعامل مع الفنانة المحترمة بسمة التى قلبت أقلام مبارك فى سيرتها فتوصلت إلى أن جدها يهودى الديانة، دون ذكر أى كلمة عن وطنية عائلتها.

كان خوض نظام مبارك فى أعراض الناس وسيرتهم الشخصية نموذجا لانحطاط أسلوب المواجهة ضد معارضيه، وفى النهاية كانت كل مظاهرة رغم تدنيها «عدديا» بمثابة تراكم أفضى فى النهاية إلى ثورة 25 يناير، وبالقياس فإنه إذا كان من الصحيح أن معارضى الإخوان الجادين ليسوا هم كل من خرجوا يوم الجمعة الماضى، وأن مطلب إعطاء الرئيس مرسى فرصة هو مطلب جدى، ففى المقابل لا يجب أن تغتر جماعة الإخوان بأن أصبح فى حوزتها خطباء مساجد يحرمون الخروج على الحاكم، وآلة إعلام تعمل بنفس نهجها مع نظام مبارك ومعها جهاز دولة أيضا، والأجدى أن تنتبه لآراء مثل التى قالها الدكتور محمود محسوب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة