فى الأسبوع الماضى كتبت أن الحالة الرمضانية التليفزيونية تبدو مثل شراب الفخفخينا الذى لا يوجد له مثيل فى العالم إلا فى مصر وهو خليط من عصائر مختلفة لا تسمح لك بأن تكتشف ما هى ولكنك تشربها، قليل منها قد يكون مفيدا وكثير منها قد يسبب ارتباكا فى المعدة، ويبدو أن هذا الارتباك أصاب بعض مشاهير الحديث فى الدين والسياسة فأضافوا إلى فتاويهم فتاوى فنية مثل محمد بديع مرشد الإخوان الذى صرح بأن مسلسلات رمضان مضيعة للوقت وآخرين مثل الشيخ البرهامى وغيره الذى أفتى بحرمانية تلك المسلسلات.
وللحق أنه ليس هناك خلط واختلاط أكثر من هذا حين يفتى أهل السياسة والدين فى مسلسلات يشاهدها الناس من قبيل التسلية بعضها غث وبعضها هام وجيد ولكنها حالة الفخفخينا المصرية التى تعصر وتخلط كل شىء بالآخر.
وعموماً ليس رأى المرشد وغيره مؤثر فى الملايين الذين يتابعون المسلسلات فإن كنا لا نستطيع حصر المتابعين أمام شاشات التليفزيون للمسلسلات فإن كبسة زر على مواقع الإنترنت تجعلك تعرف عدد المتابعين لهذه المسلسلات الذين طفشوا من حصار الإعلانات وصاروا يتابعونها على اليوتيوب وغيرها من المواقع التى تعرضها مما يؤكد أن الدراما لها جمهورها الذى يتأثر بها سلبا أو إيجاباً وبالتالى فهى تحتاج للتصدى لها نقداً.
وللحق إنى من بين هؤلاء الذين يرفضون قول كلمة فاصلة فى عمل فنى دون اكتماله، لكن هناك عدة ظواهر فى دراما هذا العام لا تحتاج انتظارا حتى نهاية الشهر الفضيل للفصل فيها وهى:
1 - كم المدخنين والدخان فى المسلسلات دون استثناء ظاهرة سيئة يجب أن يتنبه لها صناع الدراما فى زمن التلوث الصحى والنفسى فأى مثال يعطيه لنا كل الشخصيات التى تمثل أمامنا إذا كانت السجارة لا تفارق يد الأبطال جميعا رجالا ونساء وشخصيات ثانوية ورئيسية على حد السواء.
2 - كان الأشقاء العرب فيما مضى لهم مقولة شهيرة وهى أن من لم يتزوج مصرية فكأنه لم يتزوج، لأن المصرية بالنسبة لهم كان مثلها فاتن حمامة ومريم فخر الدين وسعاد حسنى ونجلاء فتحى ومرفت أمين وعشرات من الجميلات الراقيات حتى وهن يؤيدين أدوار الفقيرات الجاهلات، كانت المصرية مثالا للرقى يحتذى بغض النظر عن طبيعة الدور والشخصية التى تؤديها الممثلة، ولا شك أن المرأة المصرية تغيرت عبر عصور، ولكن للحق فقبل تغيرها السلبى صارت صورتها فى الدراما سلبية أكثر من الواقع، أغلب دراما هذا العام تؤكد على فجاجة المرأة المصرية وابتذالها، وهو شىء لا يجب أن يغيب عن صناع الدراما لأن عليهم أن يدركوا أنهم ينقلون صورة لمجتمع وحياة، ولهم فى الدراما التركية أسوة حسنة ألم تصنع على مدى أعوام صورة ذهنية للأتراك فى العقول العربية فجعلتهم يهيمون بهم.
3 - هناك فنانون وأعمال درامية يمثلون ظواهر سلبية من أعمالهم وأدائهم ولا يحتاجون منا الانتظار حتى اليوم الثلاثين لنقل رأيا قاطعا، وهناك آخرون يستحقون تحية حتى حين.
محمد سعد فى «شمس الأنصارى» مافيش فايدة لا أمل له فى الخروج من شبيه اللمبى حتى فى الجد.
فيفى عبده ونبيلة عبيد وكيداهم لا تعليق.
يسرا تبدو صبوحة مختلفة أضاف لها سمير غانم من روح الكوميديا الكثير.
محمود عبدالعزيز حضور طاغ أقوى من النص، الفخرانى ساحر الكاميرا والأداء فى عمل مختلف.
غادة عبدالرازق ذكاء ولياقة وتتعلم من أخطائها.
سامر إسماعيل أو عمر بن الخطاب وحاتم على مخرجه وكل من شارك فى هذا العمل يستحقون أن يرفع لهم المسلمون القبعة ويشكروهم ويطالبون بأن تتم كتابة ترجمة لهذا المسلسل والمطالبة بعرضه وتسويقه لمحطات العالم ليعرف الناس فى كل مكان عظمة وقيمة الإسلام وأهله الأوائل، علهم يتغاضون عن ضعف أحفادهم الآن. رمضان لم ينته ومسلسلاته وبرامجه مستمرة فإلى الأسبوع القادم.. ويجعله عامر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نادية
شربات لوز
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد محمود المالح
نا بليون والمحروسة
هذا العمل ممتاز أما باقى الأعمال قص ولزق