فجأة تحول الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء السابق وأعضاء حكومته من مغضوب عليهم من الإخوان المسلمين إلى حكومة ثورة، وأصبح الجنزورى بطلا قوميا انهالت عليه النياشين وتم تعيينه مستشارا فى ديوان الرئاسة، وكأن معركة الإخوان ضد الجنزورى وحكومته كانت ضحكا على الشعب أو لحاجة فى نفس الإخوان أو عنادا ضد العسكر أو محاولة لتحقيق مصلحة ما.
لقد نسى الإخوان أن الدولة العميقة زادت سطوتها وسيطرتها وبطشها بالوطن فى عهد حكومة الجنزورى، بل نسوا حديثهم المتكرر أن حكومة الجنزورى كانت ترعى الدولة العميقة، وتفاقمت مشاكل مصر فى عهدها، وأن الحكومة والمجلس العسكرى كانوا يتحكمون فى المشاكل والأحداث بالريموت كنترول مثل أزمات الأمن والسولار والغاز وغيرها، فعندما تريد الحكومة حلها يتحقق ذلك على الفور وعندما تريد الحكومة تعكير حياة المواطنين ومعاقبتهم على ثورتهم تترك الوطن فريسة للدولة العميقة تمارس مهامها الشيطانية والتخريبية فى كل المؤسسات.
لقد تناسى الإخوان موقف الجنزورى من مجلس الشعب ورفضه حضور مناقشة الجلسات والرد على الأعضاء وتأكيده بأنه يعمل بتكليف من المجلس العسكرى ولا يعبأ بما يقوله الإخوان وغيرهم فى مجلس الشعب.
إن استعانة حكومة الدكتور هشام قنديل، والرئاسة برجال مبارك الذين أعلنوا مراراً أنهم لا يرغبون فى العمل مع الإخوان وغير قادرين على مواجهة المشكلات وتقدموا باستقالاتهم مثل محافظ كفر الشيخ وغيره من المحافظين والوزراء يعتبر ردة على الثورة وعودة إلى الوراء والتمسك بالماضى الأليم، فهل سقط الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية فى الدولة العميقة، أم أصبحت مفروضة عليه وغير قادر على التخلص منها، أما أنه يسعى لاسترضاء بعض االشخصيات لمساعدته فى تطهير المؤسسات من شرور وآثام رجال الدولة العميقة من خلال معرفة مواقعهم للإطاحة بهم؟.
الغريب أن مؤسسة الرئاسة وحكومة الجنزورى يشتركان فى شىء واحد فقط، أن كلا منهما يتحدث عن إنجازاته وكأنه قضى على الفقر وأزمات الوطن، فقد ظل الجنزورى وحكومته يتحدثون عن إنجازات غير موجودة سوى فى أذهان الجنزورى ورجاله.
وجاءت الرئاسة لتعلن عن إنجازاتها خلال الشهر الأول من عمرها ونسى كل منهما أن ما يقوم به من أعمال جزء رئيسى من مهامهم الوظيفية وليست منة منهم تجاه الشعب.
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه إذا كانت الرئاسة والحكومة تتفاخر كل منهما بإنجازاتها وسط هذا الكم الكبير من المشاكل والأزمات التى جعلت سمعة مصر فى أسفل درجاتها، فأين هذه الإنجازات من حل مشاكل المواطنين.
للأسف يدرك الإخوان والرئيس جيدا أن الدولة العميقة تمارس ما تريد وتفعل ما تشاء انتقاما من المصريين على ثوراتهم واختياراتهم فى انتخابات الرئاسة، وكرهها فى الإخوان وبالرغم من ذلك مازال الرئيس يستعين بالكثير من رجال النظام البائد والحكومة السابقة التى كانت تتمرد بشكل علنى على الرئيس ومجلس الشعب وكانت تدعم نجاح مرشح النظام البائد بكل قوة.
إن هذه الاختيارات تعتبر ردة عن الوعود الانتخابية والأهداف الثورية وطموحات وأحلام المصريين فى تشكيل حكومة قوية ومؤسسة رئاسة متميزة قادرة على انتزاع كل صلاحياتها وممارسة واجباتها وتطهير المؤسسات من براثن الماضى.
للأسف تؤكد الاختيارات أن مصر مازالت تعيش سياسة المواءمات والترضيات ولكن نتمنى من الرئيس ألا تكون هذه الترضيات على حساب الوطن، كما يجب أن يدرك الرئيس أن بناء الوطن وحل مشكلات المواطنين لن يكلل بالنجاح إلا بالقضاء على الدولة العميقة، فهل ينجو مرسى من السقوط فى شرورها، ويحقق مشروع النهضة أم سيسبح فى بحورها ويعود الفلول فى ثوب جديد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة