بعد أن كادت دور العرض السينمائية تئن من الاحتلال الأمريكى السينمائى لها، يأتى موسم عيد الفطر الذى كان عادة مسرحا لتنافس الأفلام المصرية بعد صوم شهر كامل، يأتى متواضعا خجلاً ليعرض ثلاثة أفلام مصرية جديدة تيتة رهيبة وبابا ومستر ومسز عويس.
وهو عدد ينم عن أزمة سينمائية طاحنة فحتى فى مواسم الإجازات والأعياد صار هناك شح فى عدد الأفلام الجديدة بعد موسم صيفى مضروب أيضا، هذا يدفعك لأن تسأل نفسك هل نحن فى زمن أفول فنى وسينمائى أم أن أحوال البلد السياسية والاقتصادية المرتبكة قد ألقت بظلالها بقوة على السينما؟
وبغض النظر عن الإجابة فإن أسماء الأفلام الجديدة المعروضة تبدو وكأنها اتفقت على أن تكون أسرة واحدة فالمستر والمسز سويا صنعوا أسرة فيها بابا وتيتة وكأن لسان حال صناع هذه الأفلام ينادى على كل الأسرة أن تجتمع لكى تشاهد أفلامهم وليس لفئة واحدة دون غيرها عل الإيرادات تنعش السوق ولو قليلاً، والسؤال هل نجحوا فى ذلك؟ والإجابة هى أنهم نجحوا إلى حد ما.
ولنبدأ بالحديث عن تيتة أولاً باعتبارها الأكبر سنا والأعلى إيراداً، وهو تأليف يوسف معاطى وإخراج سامح عبدالعزيز وبطولة هنيدى وسميحة أيوب وإيمى سمير غانم وخالد سرحان والوجه الجديد محمد فراج وقد يكون أجمل ما فى هذا الفيلم هو وجود سميحة أيوب سيدة المسرح المصرى فى دور جديد وتعاون غير مسبوق مع الكوميديا فهى تقوم بدور الجدة المتسلطة التى تربى حفيدها على الخوف والقهر ورغم اختفائها لسنوات فى الخارج إلا أن تأثير تربيتها يظل فى الحفيد الذى يصل لسن الأربعين دون زواج وحين يقترب من الزواج تعود الجدة ثانية وتتوالى الأحداث حتى النهاية التى تحمل فيها الجدة الرهيبة ابن الحفيد وكأن الحكاية لن تنتهى.
يوسف معاطى كاتب السيناريو قدم شخصياته بشكل بسيط مباشر دون ادعاء بأنه يطلب من مشاهديه إلا الاستمتاع والضحك أو حتى الابتسامة فى أغلب الوقت وللحق ليس دائماً من مهام السينما أن تكون أفلامها ذات معان عميقة ولكن يكفيها أحياناً أن تكون مسلية، ومعاطى يفهم هذه المهمة جيداً وبالتالى قدم فيلماً مسليا ونفس الأمر ينطبق على المخرج سامح عبدالعزيز الذى اعتبر أن أهم أدواته فى هذا الفيلم هم ممثلوه وقد نجح فى توظيفهم خاصة الكبار منهم وهم عبدالرحمن أبوزهرة وسميحة أيوب وكذلك الصغار كخالد سرحان فى دور الضابط ومحمد فراج فى دور الصديق، أما الأبطال فهنيدى بالتأكيد لم يفقد نقاطا فى هذا الفيلم وإن لم يزد كثيراً أما إيمى فلم تكسب ولم تخسر.
تيتة رهيبة فيلم مسلّ وبالتأكيد لكل أفراد الأسرة وهذا ليس عيبا يجب أن يخجل منه فسينما هوليوود المتلألئة، سيدة العالم تحتفى وتحترم وتكسب من سينما التسلية بنفس القدر الذى تحتفى وتحترم وتكسب من سينما أخرى تحمل هموم وقضايا البشر فمتى نصل إلى التوازن بين هذين النوعين من السينما؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نور
لما نشوفة نبقى نحكم
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى بشاى
محمد فراج