مصر منذ عقود عرفت كلمة "عَالمّة" لتشير بها إلى طائفة من السيدات يحترفن الرقص فى الموالد والمناطق الشعبية، وعادة ما تجتمع مع قدرتهم على الرقص الخليع قدرة على الغناء، وقد تكون قدرة محدودة لكنها تسمح بأن تشيل الليلة تعريف لابد منه قبل أن نبدأ فى حكاية حديثة جداً لا علاقة لها بعوالم روايات نجيب محفوظ أو أفلام حسن الإمام.
هى نموذج يتكرر بين حين وآخر، هى ليست راقصة ولكنها ترقص، هى ليست مطربة ولكنها تغنى، هى ليست ممثلة ولكنها مثلت، وهى ليست سياسية بالتأكيد ولكنها باحثة عن الشهرة بأى ثمن لذا صارت معارضة، هى اسمها سما المصرى، وهى التى يتناقل كثير من المصريين وغيرهم كليب رفعته على اليوتيوب تتندر فيه على حكم الإخوان المسلمين وحزبهم وأعضاء الحزب ونهضتهم وحتى على الرئيس ومشروع نهضتة وطعم منجته، هى ممكن أن نشاهدها بمنطق المونولوجيست أو فقرة كوميدية فى الظروف المعتادة، هى لا يمكن أن نأخذها مأخذ جد لو أنها كانت منفصلة عمن حولها من أحداث وبشر، ولكنها للأسف ظهرت فى زمن كثر فيه العوالم مثلها على كل الأصعدة مما يجعلها تتميز عليهم لأنها الأكثر تدريباً وتاريخاً فى المهنة.
سما المصرى تردد اسمها أول ما تردد مع عضو مجلس الشعب البلكيمى صاحب قضية التجميل والكذبة المحبوكة المفضوحة، فقد أشاعت أنها تزوجت منه ثم راحت تنفى، وإن تركت الباب موارباً وطبعا لم يكن البلكيمى على كذبه ليعرفها أو حتى التقى بها طبعاً، ولكن عضو مجلس شعب ساذج وصاحب فضيحة مدوية فرصة سانحة لمن مثلها أن تستغله من أجل شهرة مؤقتة، فلولا خيبة جريمته ما كان هناك من فرصة لـ "عَالمّة" أن تقول أو تفعل ما فعلته، ثم تأتى حكايات مشروع النهضة وظروف مصر السياسية العبثية فرصة سانحة ثانية لسما المصرى، لكى تمارس مهنتها، فالسياسة المصرية الحالية تدار للحق بمنطق العوالم، فهل نعيب أن تكون المعارضة من نفس جزاء السياسة، وهل نعيب على من تعمل فى مهنتها أن تجيد عملها إذا كان بعض، بل كثير من رجال السياسة الآن ومن يقترن اسمهم بالدين كوجدى غنيم يمارسون نفس مهنة سما وهم ليسوا محترفين بل هواة؟
سما المصرى فجة كراقصة وفجة كمغنية وفجة كممثلة وفجة كمعارضة، ولكنها للأسف تشبه زمانها وأبطاله، وإن كانت هى أكثر احترافاً ممن تنتقدهم، فحين تكون السياسة سياسة عوالم لا تتعجبوا حين تأتى المعارضة معارضة عوالم!!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
rahmy
كلام سليم مليون المية