أعيد دائما قراءة مؤلفات الرائع الراحل محمود عوض، لا أمل من قراءة ما كتبه الرجل الذى ربطتنى به علاقة وثيقة فى سنواته الأخيرة، وفى أجواء ذكرى انتصارات حرب أكتوبر عام 1973، أعدت قراءة كتابه الرائع «اليوم السابع.. الحرب المستحيلة.. حرب الاستنزاف»، والذى صدر عن دار المعارف بعد وفاته بأكثر من عام، وحتى لا تتوه حقائق التاريخ أو يطويها النسيان، رأيت أن أقدم عرضا لهذا الكتاب، وهو له ذكرى معى.
كنت أستمع منه كثيرا عن محتويات الكتاب وهو على قيد الحياة، وبعد رحيله المؤلم، تصدى شقيقه طه بجهد كبير وموفق لجمع مادته التى تركها كاملة على جهاز «اللاب توب» الخاص به، ولأن «طه» وحسب ما ذكره لى وجد اسمى على هامش فى إحدى الصفحات كانت عن مناقشة لى معه، خصنى «طه» بقراءة مادة الكتاب قبل الدفع به إلى المطبعة، وأخذ باقتراحى أن نضيف لعنوان «اليوم السابع.. الحرب المستحيلة» كلمتى: «حرب الاستنزاف».
استمرت حرب أكتوبر ستة أيام، لكن محمود عوض يرى أن يومها السابع «حرب الاستنزاف» هو الأهم لأنه صنع نصر أكتوبر، فى مقدمة الكتاب يكتب كلمات مؤثرة معهودة من قلمه الرشيق: «أرجو أن يحمل هذا الكتاب بعض العزاء لشهداء الجيل الذى أنتمى إليه، فهذا الجيل دفع ثمن تلك الحرب عن اقتناع، وبنفوس راضية وقلوب مطمئنة إلى صحة القضية التى حاربوا من أجلها، وكثيرون منهم ضحوا بحياتهم فى سبيلها وبإصرار على حياة أفضل لعالمهم العربى كله، فعلوا هذا إيمانا بقضية محددة، قضية أن تكون لك كرامة، وأن تعيش مرفوع الرأس، وبالنسبة لهم لم تكن تلك القضية جملة تقال بشكل عابر فى حديث، أو مزايدة فى خطاب عام، لقد كانت قضية حياة أو موت، وقد اختاروا الموت».
ويضيف عوض: «الذين خاضوا الحرب من المصريين، مدنيين وعسكريين، لم يكن هدفهم تحرير سيناء، فكما ستثبت الوثائق فى الكتاب، كانت سيناء معروضة على مصر رسميا بغير أى قتال ولا قيود، منذ الثانى من نوفمبر سنة 1968، لقد كان المقاتلون فى تلك «الحرب المستحيلة يقاتلون من أجل الضفة الغربية والجولان وحقوق الشعب الفلسطينى، وكانوا يعلنون ذلك صراحة لكل من يعنيه الأمر، وقد كان هذا هو جوهر المشكلة من بدايتها».
وفى إشارة منه إلى ظلم حرب الاستنزاف منذ السبعينيات وطوال حكم مبارك يقول عوض: لقد جرت فى مصر عواصف كبرى لكن أسوأ ما فيها هو أنه أصبح ممنوعا الإشارة إلى تلك «الحرب المستحيلة» حرب الاستنزاف جملة وتفصيلا، إنها رسميا حرب لم تحدث، وشهداؤها لا أسماء لهم ولا ذكر عنهم، بل فى أحيان عديدة، تجرى السخرية من تضحياتهم، ومن أجل هؤلاء الشهداء فقط نعود الآن إلى فتح ملفات تلك الحرب بكاملها.
يتناول الكتاب مقدمات 5 يونيو، وما حدث بدءا من هذا اليوم على جبهات مصر وسوريا والأردن، وكيف كانت الطائرات الأمريكية والبريطانية تقاتل مع إسرائيل ضد مصر، وانتهى العدوان باحتلال الأرض وكان ذلك بمثابة: الفصل الأول فى عملية كبرى هى «إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أنا ضد فتوة الجمالية
لأ حصانة لقتلة ولأ أحد فوق الدستور
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
للتاريخ وجه أخر لا يجب أن يزيف
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
إهداء خاص للمعلق رقم 1 ..
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
اهـداء خـــــاص للمـعــلـق رقــــــم " 1 " و حـبايـبـــة !!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
اهـداء خـــــاص للمـعــلـق رقــــــم " 1 " و حـبايـبـــة !!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
اهـداء خـــــاص للمـعــلـق رقــــــم " 1 " و حـبايـبـــة !!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
لرقم 2 الدكتور الجراح و رقم 3 الاستاذ القانونى البارع "كل عام و انتم طيبين "
و كل عام و كل المصريين الوطنيين طيبين .
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
!!!!!!كـــــــــا ن يــــا مـــا كـــــــان !!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت مصرية
مبسوط كدة يا رقم 1 جبت الكلام لكل الخرفان , ردود رائعة ,,
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
تعليق رقم 1